دبلوماسية الكوارث تحسن العلاقات الهندية الباكستانية

تتجه العلاقات الهندية الباكستانية إلى الانفراج لأول مرة منذ تولي الحاكم العسكري بباكستان الجنرال برويز مشرف السلطة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1999. فقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية إن رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجباي أجرى اتصالا هاتفيا أمس بالحاكم العسكري الباكستاني لإطلاعه على جهود الإغاثة الجارية بولاية كجرات التي ضربها زلزال مروع الأسبوع الماضي.
وكانت باكستان أول دولة ترسل شحنات جوية من المساعدات إلى الهند عقب الهزة الأرضية، كما أن مشرف كان من أوائل الذين قدموا تعازيهم للحكومة الهندية. ويبدو أن الزلزال الذي دمر المباني شيد أسسا جديدة للعلاقات بين الدولتين اللتين خاضتا ثلاث حروب وكانتا على شفا حرب رابعة صيف عام 1999 أوصدت على إثرها كل أبواب الحوار بينهما.
وعلى صعيد المساعدات أعلنت الولايات المتحدة أنها قررت تقديم مساعدات إضافية لضحايا الزلزال في الهند بقيمة أربعة ملايين دولار ليصبح إجمالي تلك المساعدات تسعة ملايين. وأوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن منظمات غير حكومية ستقوم بتوزيع المساعدة التي تشمل كميات من الحليب والمياه والأدوية والمساكن. كما أعلنت تونس عن إرسال مساعدات إنسانية لضحايا زلزال الهند.
وذكرت الأنباء أن هزات ارتدادية جديدة وقعت اليوم في ولاية كجرات زادت من مخاوف وقوع هزة قوية أخرى. ويأتي ذلك بعد أن أعلن خبير جيولوجي أميركي يقوم بدراسة المنطقة منذ 15 عاما أنه يتوقع وقوع هزة أرضية قد تفوق الهزة التي وقعت يوم الجمعة قبل الماضي في ولاية كجرات والتي بلغت قوتها 7,9 درجات على مقياس ريختر.
في هذه الأثناء قالت السلطات في ولاية كجرات إن عدد الجثث التي عثر عليها وصل إلى أكثر من 14 ألف جثة وبلغ عدد الجرحى نحو 62 ألف جريح، وجدد المسؤولون المحليون تأكيدهم بأن التقديرات لعدد الضحايا تتراوح بين 25 ألفا و30 ألف قتيل، بيد أن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز جدد في لقاء مع صحيفة لوفيغارو تأكيده مرة أخرى على أن العدد يصل إلى مائة ألف قتيل، في حين قدرت الخسائر الاقتصادية بما بين 3,5 مليارات و5,5 مليارات دولار.
وقد تعرض فرنانديز لانتقادات عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية لال كريشنا أدفاني لتسرعه في الحديث في تقدير الضحايا بنحو مائة ألف قتيل.
من جهة أخرى أحرق مزيد من الجثث وفقا للطقوس الهندوسية والبوذية وأصبحت المحارق مشهدا مألوفا في بلدة بهوج الهندية في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تفشي الأمراض وسط الناجين الذين يقيمون في الخيام بين أنقاض المباني المنهارة. وعلى الرغم من المساعدات الكبيرة التي تقدمها وكالات الإغاثة فإن المساعدات إلى جميع المحتاجين تصل ببطء شديد.
وشكا بعض الذين شهدوا عمليات حرق الجثث من أن الموتى لم يجمعوا بعد من كل المواقع المنهارة حيث تفوح روائح كريهة من المكان. ويقول الذين زاروا بلدة بهوج إن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا قبل أن يكون بوسع الناس العودة إلى حياتهم الطبيعية.
ومع أن المسؤولين يحاولون القيام بكل ما في وسعهم إلا أنهم لا يستطيعون مواجهة تداعيات هذه الكارثة. فبعد أسبوع كامل من وقوع الهزة هناك كثير من المناطق لم تصلها فرق الإغاثة ويعترف المسؤولون أن الوضع يدفع لليأس.
يذكر أن الحكومة الهندية فرضت ضرائب كبيرة من أجل توفير 280 مليون دولار للمساهمة في تغطية تكاليف الإنقاذ والعمليات الطارئة. وتسعى الهند للحصول على مساعدات تقدر بنحو 1,3 مليار دولار من البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي.