تشديد الإجراءات الأمنية في داكا

انتشر المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن في داكا للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين جماعات مختلفة بشأن حكم محكمة يلغي إقامة حد الزنى على النساء، في وقت دعت فيه الجماعات الإسلامية لإضراب عام.
فقد تحدى آلاف من مؤيدي حكم المحكمة العليا دعوة بالإضراب وجهها ائتلاف إسلامي وتدفقوا لحضور اجتماع حاشد لإعلان تأييدهم لقرار المحكمة.
وأخذت قوات الأمن تراقب الموقف عن كثب وسط مخاوف من مهاجمة الجماعات الإسلامية لاجتماع المؤيدين للقرار، وذلك بعد يوم واحد من إصابة خمسين شخصا على الأقل في اشتباكات بين الشرطة وأعضاء جماعة أويكيو جوتي الإسلامية. وقالت الشرطة إنه لم ترد تقارير بوقوع أعمال عنف بين الجانبين.
وأشار ضباط في الشرطة إلى أنه "لم يظهر ناشطون من أعضاء أويكيو جوتي بأعداد كبيرة، وهم هادئون بسبب الإجراءات الأمنية المشددة".
وشجبت الجماعة الإسلامية الرافضة لحكم المحكمة الاجتماع الحاشد المنظم من قبل رابطة وكالات التنمية في بنغلاديش التي تضم مجموعة من منظمات غير حكومية تحظى أساسا بتمويل أجنبي لأنشطتها.
ويثور الجدال بشأن حكم المحكمة العليا في بنغلادش والصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي والذي يمنع إقامة حد الزنى على النساء ويلغي الفتاوى المحرمة للاختلاط في البلاد.
ودعت جماعة جوتي إلى الإضراب احتجاجا على تصرفات الشرطة تجاه مظاهرات أمس والتي وصفتها بالبربرية، كما وصفت رابطة وكالات التنمية في بنغلاديش بأنهم "عملاء الشيطان" وطالبت بالحد من نشاطاتها.
وكانت الشرطة قمعت بقسوة المظاهرات التي نظمها معارضو قرار المحكمة مما تسبب في وقوع عشرات الجرحى بين المتظاهرين.
وقال شمس الهدى الأمين العام للرابطة في وقت سابق إن الاجتماع الحاشد سيمضي قدما، ووصف أي محاولة لمقاومته بأنها ستكون "استفزازية وغير ديمقراطية وغير قانونية".
وقال شهود عيان والشرطة إن إضراب اليوم أدى إلى توقف معظم وسائل النقل باستثناء عربات الركشة وعدد قليل جدا من الحافلات، بينما أغلقت المتاجر وبعض المكاتب التي تعمل عادة في مطلع الأسبوع أبوابها.
وجاء الإضراب الأخير بعد يومين من إضراب دعا له ائتلاف المعارضة المكون من 11 حزبا وشل الحياة تماما في داكا الخميس الماضي، وكانت المعارضة قد دعت إلى ذلك الإضراب احتجاجا على مقتل ستة أشخاص في انفجار قنبلة أثناء اجتماع للشيوعيين في العشرين من الشهر الماضي.