إسرائيل تشدد الحصار على المدن الفلسطينية

أعلنت إسرائيل أنها قررت فرض حصار شامل على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية باستثناء قلقيلية وأريحا. ويأتي هذا الإجراء عقب صدامات عمت الأراضي المحتلة أمس قبل ثلاثة أيام من موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية. وفي حين تزايدت حدة التراشق الانتخابي وتبادل الاتهامات بين المرشحين، شن المواطنون العرب في إسرائيل حملة للمقاطعة.
فقد قررت إسرائيل إغلاق جميع الطرق المؤدية من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية إلى محاور الطرق الرئيسية في الضفة تحسبا لهجمات قد يتعرض لها الإسرائيليون أثناء تنقلاتهم على تلك الطرق وفقا لما قاله متحدث باسم قوات الاحتلال. وفي توضيح لاحق قال المتحدث في بيان إن هذه التدابير قد اتخذت لمراقبة دخول هذه المدن والخروج منها باستثناء "الحالات الإنسانية".
وفي هذه الأثناء أصيب فلسطينيان برصاص جنود الاحتلال في قطاع غزة بالقرب من مستوطنة نتساريم وسط قطاع غزة حسبما أعلنت مصادر طبية فلسطينية. وجرح الفلسطينيان عندما كانا على متن سيارة ولم تحدد المصادر ظروف الحادث.
وكان 11 فلسطينيا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء مواجهات جرت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة لرام الله في الضفة الغربية, كما شهدت مدينة الخليل مواجهات مماثلة.
وقالت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثلاثة من الجرحى الذين أصيبوا في مواجهات البيرة كانت إصاباتهم في الرأس. وقد استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والمطاطي لتفريق تظاهرة نظمت بعد صلاة الجمعة وشارك فيها حوالي ألف شخص.
وفي الخليل جنوب الضفة الغربية أطلق الجنود الإسرائيليون القنابل الصوتية والرصاص المطاطي على مجموعة من الشبان قامت برشق الجنود بالحجارة, غير أنه لم تسجل أي إصابات وفق ما ذكره شهود عيان.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على مدينة الخليل وسد جميع المعابر المؤدية إليه، وتسيطر قوات الاحتلال على وسط مدينة الخليل حيث تتولى حراسة حوالي 400 مستوطن يهودي في المدينة التي يقطنها 120 ألف مواطن فلسطيني.
من جهة أخرى عززت السلطات الإسرائيلية إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس وعلى طول الحدود الأمنية بين إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وذلك قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية.
باراك يحذر الناخبين
وفي سياق الانتخابات الإسرائيلية هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ومرشح حزب العمل إيهود باراك خصمه اليميني أرييل شارون، وقال إنه داعية حرب تهدد سياساته المتطرفة بعزل إسرائيل عن المجتمع الدولي.
واتهمه بصفة شخصية بأنه المسؤول "عن كل الحماقات التي وقعت فيها إسرائيل في الجيل الماضي".
وشدد باراك في حملته الانتخابية على دور شارون في غزو إسرائيل للبنان عام 1982، وسياساته المتعلقة ببناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، وزيارة شارون في سبتمبر/أيلول الماضي للحرم القدسي الشريف والتي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية.
كلينتون يدعم حملة باراك
من جانب آخر قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إنه يكن "احتراما كاملا" لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بسبب "المجازفات التي قام بها من أجل صنع السلام مع الفلسطينيين".
ورأى كلينتون في أول مقابلة له بعد مغادرته البيت الأبيض أن باراك ذهب "أبعد من أي زعيم إسرائيلي قبله" من أجل التوصل إلى السلام. وبدا أن الرئيس كلينتون يتخذ موقفا لمصلحة باراك الذي يواجه هجمات شرسة من اليمين الإسرائيلي، حيث يتهم باراك بتعريض إسرائيل للخطر بالتنازلات التي أعلن استعداه لتقديمها للفلسطينيين.
ولوحظ أن كلينتون لم يلق على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية فشل مفاوضات السلام, بل أشار إلى أن الفلسطينيين والإسرائيليين "لم يكونوا في يوم من الأيام أقرب إلى السلام" منهم الآن, إلا أنهم كانوا تحت رحمة ضغوط قوية على حد قوله.
وقال كلينتون إن الطرفين ومهما كانت نتيجة الانتخابات في السادس من شباط/فبراير في إسرائيل, سيجدان نفسهما في النهاية أمام المعايير نفسها التي حددها في خطة التسوية التي اقترحها.
عرب إسرائيل يدعون للمقاطعة
من جهة أخرى أطلق المواطنون العرب في إسرائيل حملة تهدف إلى مقاطعة الانتخابات لمنصب رئيس الوزراء, ودعت مجموعة من الإسرائيليين اليهود والعرب عبر الصحافة إلى الامتناع عن التصويت.
ومن حيفا انطلقت مائة سيارة تغطيها لافتات تدعو العرب الإسرائيليين إلى عدم التصويت لرئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك أو مرشح اليمين أرييل شارون, وعبرت هذه السيارات القرى والمناطق في شمال إسرائيل.
وحملت اللافتات التي تداخلت مع الأعلام الفلسطينية عبارات مثل "لا للانتخابات" و"لا لباراك ولا لشارون" و"نعم للمقاطعة" و"إذا صوت الشهداء نصوت". وقام بتحريك هذه الحملة رجال سياسة ومثقفون من العرب في إسرائيل.
ويأخذ العرب في إسرائيل على باراك قمع تظاهرات دعم الفلسطينيين بالقوة في بداية الانتفاضة مما أودى بحياة 13 شخصا منهم.
وعلى الصعيد نفسه دعا خمسون إسرائيليا في بيان إعلاني نشر في النسخة الإنجليزية من صحيفة "هآرتس" إلى الامتناع عن المشاركة في عملية التصويت. وتحت عنوان "لا لباراك, لا لشارون" اعتبر موقعو البيان -وبينهم صحفيون وكتاب وعلماء اجتماع- أن المرشحين يهددان السلام وقد "يقودان المنطقة إلى الحرب".