أوروبا قلقة من نظام الدفاع الصاروخي الأميركي

وأكد شرودر في مؤتمر ميونيخ السنوي حول الأمن الدولي على ضرورة مناقشة تداعيات وتطبيقات هذا البرنامج على الصين وروسيا ودول منظمة حلف شمال الأطلسي. كما طلب أن تكشف الولايات المتحدة عن أبعاد هذا النظام, وطلب توضيحا منها لخطة البرنامج المعد ضد هجمات من تطلق عليهم الولايات المتحدة اسم الدول الشريرة كإيران والعراق والهجمات الإرهابية الفردية.
ويعتبر مشروع الدفاع الصاروخي الأميركي من أهم الموضوعات التي أثارت انقسامات داخل الحلف لأكثر من عشر سنوات بعد انتهاء الحرب الباردة قضية برنامج الدفاع الصاروخي, والقوات الأميركية لحفظ السلام في البلقان, وخطة أوروبا لتشكيل قوة الدفاع السريع المكونة من ستين ألف جندي. ومن المتوقع أن يلتقي رمسفيلد بشرودر ووزراء دفاع ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والأمين العام للناتو جورج روبرتسون.
من جانبه دافع وزير الدفاع الأميركي الجديد دونالد رمسفيلد بقوة عن المشروع المقترح ووصف معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الموقعة عام 1972 بأنها من نتاج الحرب الباردة. وشدد على ضرورة تجاوز تلك المعاهدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
ويقول كثير من القادة الأوروبيين إن المعاهدة التي وصفها رمسفيلد في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأنها "تاريخ قديم" هي أساس الحد من الأسلحة النووية، ويخشى هؤلاء أن تتخلى واشنطن عن تلك المعاهدة.
واتهم رمسفيلد موسكو التي تعارض بشدة نظام الدفاع الصاروخي الأميركي والتي رفضت كذلك السماح بتعديل معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ بممارسة ضغوط على أوروبا الغربية ودول أخرى لإفشال خطة الدفاع الصاروخي.
الدرع موجه ضد إيران وكوريا الشمالية
وتابع رمسفيلد "إنهم يعرفون ونحن نعرف وأنتم تعرفون أن النظام الذي يجري بحثه ليس له علاقة على أي حال بالروس وما لديهم من المئات والألوف من الصواريخ النووية".
وقال "نحن نتحدث عن نظم قادرة على التعامل مع أشياء محدودة العدد"، وشدد على أن نظام الدفاع المحدود سيكون قادرا فقط على إسقاط بضعة صواريخ يطلقها أعداء محتملون مثل كوريا الشمالية وإيران والعراق.
يشار إلى أن رمسفيلد هو أول مسؤول رفيع من إدارة بوش ينقل النقاش بشأن نظام الدفاع الصاروخي إلى أوروبا. وقال إنه ينظر بذهن منفتح لتشكيل الاتحاد الأوروبي لقوة تدخل سريع للتعامل مع الصراعات أو عمليات حفظ السلام التي لا يشارك فيها حلف شمال الأطلسي، لكنه حذر من أنه لا بد من ألا تهدد هذه القوة قوة الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة ووضعه.
وفي هذا السياق حذر السيناتور الأميركي جون ماكين من التباين المتنامي في المواقف بين أوروبا والولايات المتحدة على جانبي المحيط الأطلسي, وقال إن الفاصل الجغرافي بين الجانبين أخذ يتحول إلى فاصل عملي. وحذر ماكين من العواقب المحتملة لإضعاف الحلف وقال إن على أوروبا أن تقبل عزم الولايات المتحدة على إقامة الدرع الصاروخي.