إسرائيل تتهم السلطة الفلسطينية بالإرهاب وتخزين الأسلحة
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في قطاع غزة في وقت شن فيه أعلى مسؤول عسكري في إسرائيل هجوما شديدا على أجهزة الأمن الفلسطينية متهما إياها بالإرهاب وتخزين الأسلحة الثقيلة. وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية هذا الاتهام بمثابة تحضير لاعتداء إسرائيلي قادم قائلة أن قوات الأمن الوطني وكافة الأجهزة ستدافع عن السيادة الفلسطينية بكل ما تملك.
فقد شهد قطاع غزة اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين تلاه قصف عنيف. وأفادت مصادر طبية وشهود أن طفلة فلسطينية في الخامسة من العمر أصيبت بجروح جراء قصف إسرائيلي طال روضة أطفال ومسجدا قرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
كما وقعت مواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في رفح على الحدود الفلسطينية المصرية عقب قيام الجيش المدعم بالدبابات والمدرعات بعملية تجريف للأراضي.
وقال الفلسطينيون إن جرافات الاحتلال هدمت موقعا للشرطة الفلسطينية ومحطة للتزود بالغاز الطبيعي مما أدى إلى تسرب الغاز فى المنطقة واضطر السكان إلى الابتعاد عنها.
وفي هذه الأثناء ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة في تل أبيب أبطلت بعد ظهر الأربعاء مفعول عبوة ناسفة كانت مخبأة في أحد الأكياس وسط المدينة. وقالت الإذاعة إن اثنين من المارة لفتا انتباه الشرطة إلى الكيس الملقى في أحد مستودعات النفايات عند زاوية شارعين رئيسيين، وكان يحتوي على عبوة زنتها 2 كلغ.
اتهام السلطة بالإرهاب
وفي أقوى هجوم يشنه أكبر مسؤول عسكري إسرائيلي على السلطة الفلسطينية اعتبر رئيس هيئة الأركان الجنرال شاؤول موفاز أن السلطة أصبحت "كيانا إرهابيا" متهما كبار المسؤولين الأمنيين فيها بالتخطيط لهجمات على أهداف إسرائيلية. واتهم السلطة الفلسطينية باستخدام حركة فتح ذراعا لتنفيذ العمليات. وأضاف أن هذا يشير إلى أن السلطة الفلسطينية "آخذة في التحول إلى كيان إرهابي".
وقال الجنرال موفاز في القدس أمام ممثلين عن الوكالة اليهودية, وهي منظمة شبه حكومية مكلفة بشؤون هجرة يهود الشتات إلى إسرائيل, إن "الأعمال الإرهابية التي أطلقت ضدنا لم تقم بها المعارضة الفلسطينية فقط". وتابع "إنها أيضا نتيجة تورط كبير لمسؤولين أسهم غالبيتهم في التخطيط والتشجيع والتوجيه والدعم لهذه الهجمات". وادعى الجنرال موفاز أن كبار المسؤولين الأمنيين يقومون بتخزين الأسلحة التي تهرب عن طريق البحر والأنفاق لتستخدم في الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ نحو خمسة أشهر.
وقال موفاز إنه ضمن ما قاموا بتخزينه أسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات وقذائف مورتر. وأضاف أن بعض الأسلحة وخاصة قذائف المورتر استخدمت في الهجمات الأخيرة ضد المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ونفت قوات الأمن الفلسطينية امتلاكها لقذائف مورتر أو أي أسلحة ثقيلة. كما وصف مسؤول كبير في السلطة تصريحات موفاز بأنها لا أساس لها من الصحة. وقال أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبد الرحمن إن موفاز يريد أن تغطي هذه الاتهامات على "جريمته وعدوانه، وخططه في المستقبل ضد الشعب الفلسطيني". وقال عبد الرحمن إن رجال الشرطة الفلسطينية لا يبدؤون بالقتال. وأضاف أنهم يدافعون عن أنفسهم وعن الناس حين يتعرضون لهجوم من قوات موفاز.
عرفات التقى مبارك
وفي سياق آخر التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس المصري حسني مبارك لتبادل وجهات النظر حول الجولة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي كولن باول في الشرق الأوسط والاستعدادات للقمة العربية الشهر المقبل.
وقال مسؤولون إن مبارك وعرفات اجتمعا أولا على انفراد ثم عقدا اجتماعا موسعا ضم وزير الخارجية المصري عمرو موسى ومساعدو عرفات صائب عريقات ونبيل أبو ردينة ومحمد دحلان. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن أبو ردينة قوله إن المشاورات تطرقت كذلك إلى الحكومة المحتمل أن يشكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب المتشدد أرييل شارون وإلى السياسة الأميركية في ظل الرئيس الجديد جورج بوش.
وأبدى الفلسطينيون خشيتهم من أن يسفر تشكيل حكومة ائتلاف في إسرائيل عن شلل في عملية السلام، ووجهوا انتقادات إلى واشنطن بسبب عدم القيام بمسؤولياتها في المنطقة. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات إن "أي تشكيل لحكومة ائتلافية في إسرائيل يعني أنها ستكون مشلولة وعاجزة، وذلك رغم أن حزب العمل سيكون جزءا من هذه الحكومة، إلا أن الليكود سيكون المنفذ على الأرض وخصوصا بالنسبة للتهويد والاستيطان".