شارون يغازل الأحزاب الدينية واليمينية

undefinedبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون التودد للأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة بعد ساعات من موافقة حزب العمل على الانضمام لحكومته الائتلافية. في هذه الأثناء وصف محللون سياسيون ومراقبون انضمام  العمل لهذه الحكومة بأنه انتصار كبير لشارون، رغم أنه تسبب في إحداث انقسام وضعف في صفوف الحزب.

وقال المتحدث باسم شارون رعنان غيسن إنه رغم زوال إحدى العقبات أمام تشكيل الحكومة الائتلافية، إلا إنه يجب أن يقوم الليكود بالتوصل إلى اتفاق مع حلفائه في المعسكر اليميني. وأضاف أن رئيس الوزراء المنتخب يأمل في إنهاء هذا الاتفاق في نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.

في الوقت نفسه أعلن متحدث باسم حزب العمل أن اللجنة المركزية ستختار مطلع الأسبوع المقبل وزراءها الثمانية الذين سيشاركون في الحكومة الائتلافية عبرالتصويت.

وقال مسؤول في حزب العمل إن "الاجتماع الذي كان مقررا الخميس سيرجأ إلى مطلع الأسبوع المقبل، لأنه من الضروري إعطاء وقت للذين يريدون تقديم ترشيحهم لمناصب وزارية, كما أنه من الضروري أيضا تحديد شروط التصويت".

undefinedومن المتوقع أن يختار حزب العمل شمعون بيريز رئيسا له بعد ابتعاد باراك عن السياسة. وكان بيريز برر لراديو إسرائيل تأييده للمشاركة في حكومة شارون بأنه لغرض إنقاذ إسرائيل من أخطار محدقة بها بسبب الانتفاضة الفلسطينية على حد قوله.

وأفاد مراقبون أن حزب العمل بدا عليه الانشقاق والتفكك والضعف بشكل واضح أثناء اجتماع اللجنة المركزية في تل أبيب قبيل التصويت لصالح الانضمام إلى حكومة شارون.

إعلان

وكتب الصحفي همي شاليف في افتتاحية صحيفة "معاريف" إن "أعضاء اللجنة المركزية كانوا جالسين على المنصات ونواب الحزب يتمزقون في الحلبة". وقال الخبير السياسي إفراييم أنبار "أصبح هناك توتر أكبر بين تيار اليسار في الحزب" ممثلا في وزير الخارجية المنتهية ولايته شلومو بن عامي ووزير العدل المنتهية ولايته يوسي بيلين وتيار اليمين.

ولم يستبعد أنبار احتمال حصول انشقاق داخل الحزب بين اليسار الذي يريد متابعة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين على أساس خطة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لإيجاد تسوية نهائية للنزاع، واليمين الذي يعطي أولوية أكبر للأمن، ويعتبر أن حكومة إيهود باراك المنصرفة فشلت، وكانت تريد الذهاب بعيدا في تسوياتها مع الفلسطينيين.

 وتعتبر الحكومة الائتلافية بين حزبي العمل والليكود الرابعة من هذا النوع في تاريخ إسرائيل. وتشكلت أول حكومة وحدة وطنية عشية حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967.

ووافق حزب العمل المهيمن على الساحة السياسية في إسرائيل منذ إعلان الدولة عام 1948 للمرة الأولى على إشراك زعيم المعارضة اليمينية مناحيم بيغن في الحكومة من دون إعطائه مركز مسؤولية. واستمرت هذه الحكومة حتى خروج اليمين منها عام 1970 احتجاجا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع مصر.

وفي يوليو/تموز 1984 فشل الحزبان الرئيسيان في إسرائيل في الحصول على أكثرية واضحة في الانتخابات التشريعية، فاتفقا على نظام فريد من نوعه قضى بتناوب الحزبين على رئاسة الحكومة. فتسلم زعيم حزب العمل شمعون بيريز رئاسة الحكومة لمدة سنتين، تلاه زعيم اليمين إسحاق شامير عام 1986 لمدة سنتين أيضا.

وفي عام 1988 تشكلت ثالث حكومة بعد الانتخابات التشريعية التي أدت إلى فوز اليمين. فتسلم إسحاق شامير رئاسة الحكومة، بينما أعطي رئيس حزب العمل حينئذ إسحاق رابين وزارة الدفاع. إلا إن هذه الحكومة انهارت عام 1990 وانتقل حزب العمل إلى المعارضة.

إعلان
المصدر : وكالات

إعلان