جيش بوروندي يشن هجوما مضادا على المتمردين

undefinedقالت مصادر عسكرية إن الجيش البوروندي شن هجوما مضادا على قوات المتمردين التي تهاجم العاصمة بوجمبورا لليوم الرابع، وذلك بعد يوم واحد من فشل قمة إقليمية في التوصل إلى اتفاق بين الفصائل المتناحرة في بوروندي لتشكيل حكومة ائتلافية.

وأوضحت المصادر أن الجيش بدأ هجوما كبيرا ضد المتمردين، وادعت أنه استعاد مواقع شمالي غربي العاصمة. وذكر شهود عيان أنه ساد إطلاق كثيف للنار، وأصوات المدفعية، في المناطق الشمالية الغربية، حيث تقاتل القوات الحكومية المؤلفة من قبيلة التوتسي قوات التحرير الوطني التي تنتمي إلى الهوتو.

وأفادت مصادر رسمية أن أكثر من 30 شخصا قتلوا في المعارك الدائرة منذ يوم السبت الماضي، إلا إن مراقبين أوضحوا أن عدد القتلى قد يكون أكبر. واعتبر مراقبون أن تدهور الأوضاع مجددا يعد بمثابة نكسة لجهود سلمية سعت إلى إنهاء حرب دموية أودت بحياة نحو مائتي ألف شخص.

وتزامن هجوم القوات المتمردة على بوجومبورا -وهو الأعنف منذ شهور- مع انعقاد قمة أروشا بتنزانيا أمس الاثنين، وترأسها نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا السابق الوسيط في عملية السلام في بوروندي.

إلا إن القمة التي شارك فيها عدد من الدول المجاورة فشلت في إقناع الأطراف المتحاربة بوقف القتال والاتفاق على قيادة موحدة خلال فترة انتقالية مدتها ثلاثة أعوام.

إعلان

ودعا مانديلا آلاف اللاجئين البورونديين أثناء زيارته لمعسكراتهم بتنزانيا إلى الاستعداد للعودة إلى ديارهم قريبا. كما طالب البورونديين بنسيان انتماءاتهم العرقية بهدف إحلال السلام بينهم، مشددا على احترام انتمائهم إلى بوروندي.

undefinedوكان خمسة رؤساء أفارقة عقدوا لقاءات مغلقة مع مانديلا، والأحزاب التسعة عشر الموقعة على اتفاق أروشا للسلام العام الماضي، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة في الفترة الانتقالية التي تسبق الانتخابات.

وأوضح مصدر مقرب من المفاوضات أن مانديلا عرض على الوفود البوروندية تقاسم الفترة الانتقالية فتتسلم أقلية التوتسي الرئاسة لمدة 18 شهرا ممثلة بشخص الرئيس الحالي بيار بويويا, على أن تتسلم بعد ذلك أغلبية الهوتو فترة مماثلة.

إلا إن اثني عشر من الوفود الـ19: ستة أحزاب من المعارضة التوتسي، وستة أحزاب من الهوتو رفضوا الاقتراح، وقدموا اقتراحا مضادا قضى بأن يكون الرئيس طوال الفترة الانتقالية من الهوتو مع نائب للرئيس ورئيس للوزراء من التوتسي.

وأبدى مانديلا عند وصوله الأحد إلى أروشا تفاؤلا كبيرا بنجاح عملية السلام، وقال "إن الكثير من التقدم قد تحقق، وإنه لا يوجد ما يمنع تحقيق تقدم أيضا في موضوع الحكومة الانتقالية".

وينص اتفاق أروشا للسلام, نسبة لمدينة أروشا السياحية التي تقع شمالي تنزانيا وشهدت ولادة عملية السلام, على إعادة توزيع السلطات بين الهوتو والتوتسي على نحو أكثر تحقيقا للعدالة بعد المرحلة الانتقالية التي ستستمر 30 شهرا. كما تأمل تنزانيا التي ترعى القمة أن تتفق أطراف الصراع في بوروندي على عدد من النقاط تتمثل في اختيار الرئيس الانتقالي للبلاد ووقف إطلاق النار.

وتعارض أغلبية الهوتو حكم الرئيس بيير بويويا الذي تولى الحكم في البلاد عام 1996 بسبب انتمائه لأقلية التوتسي المهيمنة على الحياة السياسية في بوروندي.

إعلان

المصدر : وكالات

إعلان