السلطة تعتقل شبكة عملاء خططوا لاغتيال ناشطين فلسطينيين
أصيب ستة فلسطينيين وثلاثة إسرائيليين في مواجهات متفرقة بالأراضي المحتلة. وشيع الفلسطينيون شهيدا سقط في مواجهات الإثنين الماضي. وكشفت السلطة الفلسطينية أن معتقلين فلسطينيين اعترفوا بالتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال ضد ناشطين في الانتفاضة. كما قدمت السلطة شكوى للأمم المتحدة بسبب تهديد مستوطنين يهود باغتيال الرئيس ياسر عرفات.
وأصيب الثلاثة الإسرائيليون -وبينهم امرأة إصابتها خطرة- برصاص فلسطينيين أطلقوا النار على حافلة صغيرة كانت تقل الثلاثة في الضفة الغربية. وأصيبت المرأة التي لم تكشف هويتها برصاصتين في الصدر، بينما أصيب اثنان من الركاب بجروح طفيفة إثر إطلاق النار على الحافلة التي كانت تقل عشرة عمال من منطقة عطيروت الصناعية في الضفة الغربية إلى القدس. وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن المهاجمين الذين فروا إلى مدينة رام الله كانوا كامنين على جانب الطريق.
وكان الفلسطينيون شيعوا في وقت سابق شهيدا فلسطينيا قتل أمس برصاص جنود إسرائيليين في مخيم قلنديا للاجئين. وحسام الديسي هو أحدث ضحية بعد خمسة أشهر من الانتفاضة التي قتل فيها 333 فلسطينيا على الأقل. وقال نائب وزير الصحة الفلسطيني إن ثلث القتلى الفلسطينيين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
إصابة ستة فلسطينيين
وكان خمسة فلسطينيين أصيبوا في مواجهات صباح الثلاثاء مع جنود إسرائيليين في الضفة الغربية، كما أصيب فتى بجروح خطرة في قطاع غزة. وقال شهود ومصادر طبية إن الفلسطينيين الخمسة الذين كانوا يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة أصيبوا برصاص مطاطي ونقلوا إلى المستشفى. واندلعت المواجهات إثر تبادل لإطلاق نار بين مسلحين فلسطينيين وجنود إسرائيليين وقع فجرا بالقرب من قرية بيت ريما قرب رام الله في الضفة الغربية.
وقالت مصادر في مستشفى بقطاع غزة إن فتى فلسطينيا يبلغ من العمر 13 عاما أصيب في رأسه بعيار ناري أثناء اشتباكات مع الإسرائيليين عند معبر المنطار. وفي حوادث أخرى قال جيش الاحتلال إن قنبلة ألقيت على دورية تابعة له، وإن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على دورية بالقرب من مستوطنة يهودية في قطاع غزة.
اعتقال عملاء
وفي سياق آخر قال مسؤولون فلسطينيون إن مجموعة من الفلسطينيين اعتقلوا الأسبوع الماضي كانوا يخططون لاغتيال عدد من النشطين. وكانت الشرطة الفلسطينية اعتقلت عددا غير محدد من الأشخاص بعد مقتل أحد مسؤولي الجناح العسكري لحركة حماس في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس بالضفة الغربية. وذكر مسؤول مخابرات فلسطيني أنه يشتبه في قيام المعتقلين بمساعدة قوات الأمن الإسرائيلية في تعقب وإطلاق الرصاص على محمود المدني في 19 فبراير/شباط.
وكشف المسؤول أنه أثناء التحقيق أوضح العديد من المشتبه بهم أن إسرائيل طلبت منهم تصفية أعضاء بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وذكرت مصادر فلسطينية أنه يشتبه في قيام المعتقلين بجمع معلومات عن أعضاء فتح، وترويج شائعات عن تفشي الفساد بين مسؤولين محليين والتخطيط لقتل عدة نشطين. وأفادت مصادر بأن زعماء بارزين في فتح، وبينهم مسؤول حركة فتح في نابلس عصام أبو بكر، ومسؤول آخر من الحركة هو عنان قدري كانوا من أهدافهم.
من جهة أخرى أفاد مركز الإعلام الفلسطيني الرسمي أن السلطة الفلسطينية احتجت لدى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على تهديدات ودعوات إسرائيلية لاغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال المركز في بيان للصحافة إن السلطة الفلسطينية قررت إرسال رسائل عاجلة إلى الأمين العام كوفي عنان وأعضاء مجلس الأمن الدولي للاحتجاج على تهديد مستوطنين باغتيال الرئيس ياسر عرفات.
وكان رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة دعا الاثنين "إلى تصفية" الرئيس الفلسطيني. واعتبرت السلطة الفلسطينية أن مجلس المستوطنات "هيئة إسرائيلية رسمية يشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع مباشرة".
مساعدات مالية
في غضون ذلك بدأت منظمات إنسانية دولية بتوزيع مساعدات غذائية على فلسطينيي قطاع غزة والضفة الغربية. ففي قطاع غزة باشر "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة توزيع أكياس من دقيق القمح على العائلات التي ضربتها البطالة نتيجة الحصار.
وقال مسؤول في البرنامج إن قيمة هذه المساعدات الغذائية التي يفترض أن تشمل 250 ألف شخص تصل إلى أربعة ملايين دولار, وهي الأكبر التي يوزعها البرنامج في المناطق الفلسطينية. وأوضح المسؤول أن "المساعدات ستوزع على مدار ثلاثة أشهر". وأطلق على المشروع اسم "مساعدات طارئة للضحايا في الأراضي الفلسطينية".
وبدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خطة تهدف إلى تقديم الأغطية ومواد الإغاثة الأخرى إلى نحو ستين قرية فلسطينية معزولة عن العالم بسبب الحصار الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم اللجنة إن التدهور الاقتصادي مفروض على السكان المدنيين من قوة الاحتلال بما يناقض معاهدة جنيف. وأوضح أن خطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأت في شمالي الضفة الغربية، وتهدف إلى التخفيف من آثار "العقاب الجماعي" المفروض منذ أشهر.