انتقادات لباول سبقت وصوله إلى دمشق
عقد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في دمشق محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد والمسؤولين السوريين في ختام جولته التي كانت دمشق محطتها الأخيرة. واستبقت الصحف السورية وصوله بتوجيه انتقادات له بسبب تركيزه على قضية العراق أكثر من الصراع العربي الإسرائيلي.
وأفاد مسؤول كبير في الوفد الأميركي المصاحب لباول في جولته بأن محادثاته في سوريا ستتمحور حول "سبل تعزيز العقوبات على العراق" وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضح المسؤول الأميركي أن باول سيثير كذلك موضوع أنبوب تصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية والذي تعتقد واشنطن أن إعادة تشغيله تخالف نظام العقوبات المفروضة على العراق.
وكان باول غادر السعودية متوجها إلى دمشق قبل أن يختم أول جولة يقوم بها في الشرق الأوسط، والتي شملت كذلك مصر وإسرائيل والضفة الغربية والأردن والكويت. وبحث باول في الرياض مع الملك فهد وولي العهد عبد الله بن عبد العزيز آخر التطورات في الخليج والشرق الأوسط بحسب الأوساط القريبة منه.
واستبقت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سوريا وصول باول، ووجهت انتقادات له بسبب تركيزه على العراق في حين "لم يتعرض" لإسرائيل. وكتبت الصحيفة "كنا نتمنى أن تكون جولة الوزير الأميركي للمنطقة بهدف إخراج عملية السلام من أزمتها بسبب المواقف الإسرائيلية، ووضع هذه العملية في إطارها الصحيح وعلى المسارات كافة، لا أن تكون مخصصة كما اتضح لتبرير استمرار العدوان على الشعب العراقي"، في إشارة إلى الغارات الأميركية البريطانية ضد العراق في 16 فبراير/ شباط الجاري.
وتابعت الصحيفة "لا تغيير في الخطاب الأميركي الرسمي إزاء موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، بل إن باول ذاته أكد أن موضوع الصراع هذا يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للسياسة الأميركية، وأن المهم بالنسبة لواشنطن هو احتواء بعض دول المنطقة لاسيما العراق وإيران".
وكان باول طمأن الكويت بأن العراق لن يستطيع احتلالها مرة أخرى. وشدد أثناء مشاركته في احتفالات الكويت بالذكرى العاشرة للتحرير على أن سياسة احتواء العراق تتصدر جدول أعمال جولته بالمنطقة.
وقال باول إنه يتطلع لإجراء محادثات مع المسؤولين الكويتيين بشأن تجديد الجهود الأميركية لاحتواء العراق ومنعه من تطوير أسلحة الدمار الشامل.
واعتبر مراقبون أن باول لم يسمع في المنطقة حتى الآن سوى الانتقادات بشأن السياسة الأميركية الحالية إزاء العراق، ودعوات بإنهاء العقوبات المفروضة عليه. وذكرت وكالة رويترز أن باول واجه فتورا من مصر على ما يبدو أثناء زيارته لها أمس الأول، إذ قالت مصر إنها لا تشعر بأي تهديد من جانب العراق.
لكن وزير الخارجية الأميركي قال عقب لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والمسؤولين الأردنيين إنه وجد تفهما واضحا لديهم بشأن ضرورة الحد من برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأشار إلى أن هدف جولته هو استطلاع الرأي بشأن إعادة التفكير في العقوبات بحيث تحد من برامج الأسلحة العراقية دون إيذاء الشعب العراقي.
وأضاف الوزير الأميركي أنه أبلغ ملك الأردن بأن إدخال أي تعديلات بشأن العقوبات قد يتطلب سد بعض الثغرات. ويرى خبراء أن الأردن وسوريا وإيران من أكثر الدول انتهاكا للعقوبات المفروضة على العراق.