اكتشاف مقبرة جماعية في الشيشان
تبادلت موسكو والمقاتلون الشيشان الاتهامات بشأن المسؤول عن تصفية عشرات المدنيين الشيشان ودفنهم في قبر جماعي قرب بلدة الخان قلعة، وكانت المقبرة اكتشفت السبت وتضاربت التصريحات بشأن أعداد الجثث.
فقد نقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن مصادر في النيابة الشيشانية القول إن المقبرة الجماعية التي اكتشفت السبت بالقرب من غروزني تضم 20 جثة فقط، رغم أن المعلومات الأولية أشارت إلى أن المقبرة التي اكتشفت بالقرب من خان قلعة, مركز قيادة القوات الروسية في شمال القوقاز, تضم 200 جثة.
وأكدت مصادر النيابة الموالية للروس أن المقبرة تضم جثث سكان محليين, وقالت إنها تقوم حاليا بنزع الألغام من الأرض التي تقع فيها المقبرة.
وفي السياق نفسه قال مسؤول في مكتب المدعي الروسي بالشيشان في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة الصحافة الفرنسية "لقد عثرنا على إحدى عشرة (جثة) على الأقل لكن لا يمكننا أن نكون أكثر دقة لأننا نعتقد أن الجثث فجرت بعبوات ناسفة ولهذا السبب نعمل ببطء وحذر".
وتضاربت تصريحات القادة الروس بشأن هوية الضحايا، فقد قال فسيفولود تشيرنوف العضو في الإدارة الروسية في الشيشان لوكالة إنترفاكس إن الضحايا "قتلوا بأيدي متمردين على مراحل مختلفة".
لكن إنترفاكس نقلت عن الإدارة العسكرية الروسية في غروزني القول إن المقبرة تحتوي على أكثر من مئتي جثة تعود على الأرجح "لمقاتلين من الشيشان قتلوا لدى دخول القوات الروسية إلى غروزني" مطلع العام الماضي.
وقالت الوكالة لاحقا إنه تم تحديد هوية ثلاث جثث على الأقل تعود إحداها لفتى في السادسة عشرة اعتبر بين المفقودين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال المقاتلون الشيشان إن المقبرة تضم جثث مدنيين اعتقلهم الجيش الروسي. وأعلن عربي سيدون أحد المتحدثين باسم الجهاز الإعلامي التابع للرئيس أصلان مسخادوف أن "الجثث تعود لشبان اعتقلوا أثناء عمليات التمشيط في غروزني وضواحيها ثم نقلوا للقاعدة العسكرية في خان قلعة قبل أن يعلنوا في عداد المفقودين".
من جهة أخرى أعلن الكرملين الأحد أن ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحقوق الإنسان في الشيشان فلاديمير كالامانوف سيتوجه هذا الأسبوع إلى الجمهورية القوقازية للتحقيق في اتهامات وجهت إلى جنود روس باحتجاز أسرى مدنيين داخل حفر.
وأوضح مكتب كالامانوف أن هذا الأخير يريد أن يحقق في المسألة "رغم أن صحيفة نوفايا غازيتا التي أوردت تلك المعلومات لم تتثبت منها".
في حين ربطت آنا بوليتكوفسكايا التي تعمل مراسلة لدى الصحيفة بين اعتقالها عدة أيام من جانب القوات الروسية في الشيشان وبين التحقيق الذي كانت تقوم به بشأن مخيم اعتقال تابع للجيش في الجمهورية.