بونتي تتهم الناتو بإهمال اعتقال مجرمي حرب البوسنة
انتقدت كبيرة المدعين بمحكمة جرائم الحرب الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي عدم وجود أي مبادرة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) حيال توقيف مجرمي الحرب في يوغسلافيا، ودعت إلى حجب المساعدات المالية عن بلغراد حتى تسلم المطلوبين.
وأعلنت في مقابلة صحفية أن قوات حفظ السلام التابعة لحلف الناتو لا تبذل الجهود اللازمة للبحث عن مجرمي الحرب المطلوبين من قبل المحكمة في لاهاي، ومن بينهم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادزيتش المتهم من قبل المحكمة بارتكابه جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وتساءلت ديل بونتي عن فشل هذه القوات في العثور على كرادزيتش طيلة خمس سنوات وهو لم يغادر المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات الناتو، وقالت إنها حتى الآن لم تشعر بأن الدول الغربية تخلت عنها في هذه المهمة "وإن كان هذا الشعور بات قريبا".
واستبعدت أن يؤدي تسليم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش إلى زعزعة الاستقرار السياسي في صربيا كما يقول المعارضون لتسليمه، وأضافت "أن البلاد لن تشهد أي استقرار مادام ميلوسوفيتش حرا في تحركاته".
وقالت المدعية الدولية إن صربيا لن تصبح دولة ديمقراطية ما لم تسلم مجرمي الحرب لمحاكمتهم في لاهاي أمام محكمة جرائم الحرب. واقترحت الربط بين تقديم المساعدات المالية إلى صربيا وبين تعاونها مع المحكمة.
وكانت ديل بونتي قد قامت بعدة جولات في المنطقة في إطار مساعيها للقبض على المطلوبين أمام المحكمة، وهو الأمر الذي لاقى معارضة واسعة من قبل حكومة بلغراد التي ترى وجوب محاكمتهم داخل الأراضي اليوغسلافية خاصة الرئيس السابق ميلوسوفيتش، وبررت ذلك بأن تسليمه ليحاكم في الخارج سيصنع منه بطلا في نظر الصرب.
يشار إلى أن محكمة جرائم الحرب أصدرت أحكاما بالسجن بحق ثلاثة من قادة صرب البوسنة العسكريين بعد أن أدانتهم باغتصاب واسترقاق وتعذيب نساء مسلمات، وتراوحت هذه الأحكام بين 12 و28 عاما.