باول يلتقي شارون وعرفات اليوم
وصل وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى إسرائيل في المحطة الثانية من جولته في الشرق الأوسط. وقد عقد فور وصوله اجتماعا مع رئيس الوزراء المنصرف إيهود باراك في مقر إقامته بالقدس الغربية.
هذا وسيلتقي باول رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون اليوم في القدس ثم يتوجه بعد ذلك إلى رام الله حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقد وصف الاجتماع مع باراك بأنه لقاء مجاملة، فيما ينصب الاهتمام على الاجتماع الذي سيعقده باول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون الذي طالب الإدارة الأميركية بالكف عما أسماه الهوس في موضوع السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان مستشار شارون زلمان شوفال قد صرح أن شارون سيكرر على باول طلبه أن يوقف الفلسطينيون الانتفاضة قبل إمكانية استئناف مفاوضات السلام.
من جانبه قال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن عرفات سيدعو الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل كي توقف عدوانها وترفع الإغلاق المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين أصابهما الشلل الاقتصادي.
وأضاف أبو ردينة أن السلطة الفلسطينية تتطلع إلى قيام الأميركيين بدور نشط لاستئناف عملية السلام والمفاوضات.
وفي الضفة الغربية دعت قيادة الانتفاضة الفلسطينيين إلى إغلاق متاجرهم الأحد والمشاركة في مظاهرات ضد زيارة باول والغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.
وشارك مئات الفلسطينيين في نابلس في حشد لتأييد العراق وأحرقوا صور الرئيس الأميركي جورج بوش وباول ورددوا هتافات تدعو إلى وقف العدوان الأميركي البريطاني على العراق.
وفي جنين أشعل محتجون مؤيدون للعراق النار في صور بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
ودافع الوزير الأميركي عن الغارات الأميركية البريطانية الأخيرة على بغداد، وقال إنها تأتي في إطار حماية الدول العربية مما وصفه بطموحات الحكومة العراقية. كما دافع عن منطقتي الحظر الجوي شمالي وجنوبي العراق، وأكد أنهما ضروريتان لحماية السكان هناك، على حد تعبيره.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري أنه بحث أثناء لقائه مع الرئيس المصري المواجهات في الأراضي المحتلة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين.
وقال باول "تصاعد العنف سبب القلق لكثير من الأطراف.. وألزمنا أنفسنا أثناء المحادثات بالبحث عن السلام من خلال قراري مجلس الأمن 242 و338".
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى إن لقاء مبارك وباول تطرق إلى علاقات مصر والولايات المتحدة الأميركية وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف موسى أن الوزير الأميركي أحيط علما بالشعور بعدم الرضا في المنطقة لما يتعرض له العراق. وطالب بأن تعطى الفرصة كاملة للمحادثات التي ستستأنف بعد غد بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة لبحث المسألة العراقية.
ووصل باول إلى القاهرة في وقت سابق يوم السبت في مستهل جولة له في الشرق الأوسط، وقال إنه يسعى للاستماع إلى مقترحات المسؤولين العرب حول كيفية التعامل مع العراق، "وليس لإملاء أوامر يجب عليهم اتباعها".
وأكد باول للصحافيين وهو في طريقه إلى القاهرة أن مراجعة السياسة المتبعة تجاه العراق مازالت على قائمة أولويات الإدارة الأميركية الجديدة. وقال إن واشنطن تسعى لتغيير أسلوب الحصار الدولي المفروض على العراق، بما يضمن منع بغداد من تطوير ما وصفه بأسلحة الدمار الشامل وفي الوقت نفسه يخفف الشكوى من النقص في إمدادات الأدوية والأغذية للمواطنين العراقيين.
وأشار إلى أهمية مراجعة الحصار القائم، وأعرب عن تفهمه لما تبديه الفعاليات العربية من أن الحصار بالطريقة القائم عليها يؤذي الشعب العراقي ولا يضر بالنظام.
وبخصوص عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال باول إنه متأكد من أن المفاوضات بين الجانبين ستستأنف, إلا أنه لم يحدد موعدا لذلك. وأضاف للصحافيين الذين يرافقونه في جولته الشرق أوسطية "ليس هناك خيار آخر, وستكون هناك مفاوضات".
لقاء باول-إيفانوف
وكان باول أجرى محادثات في القاهرة مع نظيره الروسي إيغور إيفانوف هيمن عليها موضوع الدفاع الصاروخي الأميركي. وأكد باول أنه اتفق مع إيفانوف على فتح حوار على مستوى الخبراء بأسرع وقت ممكن لمناقشة البرنامج. وكان هذا أول اجتماع أميركي روسي على هذا المستوى منذ انتخاب الرئيس الأميركي الجديد جورج بوش.
وجرى أول لقاء دبلوماسي مباشر بين الجانبين في مناخ مثقل بفضيحة موظف مكتب التحقيقات الفدرالي المتهم بالتجسس لصالح موسكو منذ 15 عاما.