باول: واشنطن تسعى لتطبيق سياسة جديدة تجاه العراق
أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي وصل إلى القاهرة السبت في مستهل جولة في الشرق الأوسط إنه يسعى للاستماع إلى مقترحات المسؤولين العرب حول كيفية التعامل مع العراق، وليس إملاء أوامر يجب عليهم اتباعها.
وأكد باول للصحفيين وهو في طريقه إلى القاهرة أن مراجعة السياسة المتبعة تجاه العراق مازالت على قائمة أولويات الإدارة الأميركية الجديدة. وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير أسلوب الحصار الدولي المفروض على العراق، بما يضمن منع بغداد من تطوير أسلحة الدمار الشامل وفي الوقت ذاته يخفف الشكوى من النقص في إمدادات الأدوية والأغذية للمواطنين العراقيين.
وأشار باول إلى أهمية مراجعة الحصار القائم، معربا عن تفهمه لما تبديه الفعاليات العربية من أن الحصار بالطريقة القائم عليها يؤذي الشعب العراقي ولا يضر بالنظام. ومن المقرر أن يلتقي باول في الساعات القادمة مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية عمرو موسى، وأن يعقد أول لقاء مباشر مع وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف الذي يزور القاهرة.
عملية السلام
وستشمل جولة باول التوقف في كل من القدس ورام الله وعمان والكويت ودمشق والرياض لإجراء محادثات مع المسؤولين العرب والإسرائيليين تشمل في جانب كبير منها الصراع العربي الإسرائيلي وسبل استئناف جهود السلام في المنطقة على مختلف المسارات.
وفي هذا الخصوص قال باول إنه متأكد من أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستستأنف, إلا أنه لم يحدد موعدا لذلك. وأضاف للصحفيين الذين يرافقونه في جولته الشرق أوسطية "ليس هناك خيار آخر, وستكون هناك مفاوضات".
وقال باول الذي سيتوجه إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم إنه يتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أن يباشرا خفض وتيرة "أعمال العنف" ومعاودة التعاون الأمني, وبحث مسألة إغلاق الأراضي الفلسطينية وضمنها إعادة إسرائيل الضرائب المستحقة للفلسطينيين والتي تتقاضاها على البضائع المستوردة عبر مرافئها. وأضاف باول "لدى البدء ببحث هذه النقاط الثلاث واستقرار الوضع, فسننظر في حينها إلى أين وصلنا".
من جانب آخر استبق رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات لقاءه مع باول المقرر أن يتم السبت في رام الله، وتوجه إلى الأردن في زيارة قصيرة تهدف إلى تنسيق المواقف مع العاهل الأردني حول عملية السلام في الشرق الأوسط والآراء التي ستطرح في لقاء كل منهما مع وزير الخارجية الأميركي.
وأعلن السفير الفلسطيني في عمان عمر الخطيب أن "عرفات سيجري ظهر السبت مباحثات مع رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب" يوضح فيها آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
لقاء باول – إيفانوف
ومن جهة أخرى وصف باول الاجتماع الذي سيعقده مع نظيره الروسي إيغور إيفانوف على هامش زيارتيهما للقاهرة بأنه جلسة تعارف، ولا يتوقع أن يسفر عن انفراج في أي من القضايا الكثيرة ذات الحساسية بين الجانبين.
ومن المتوقع أن يضع باول وإيفانوف جدول أعمال لمحادثات تفصيلية في المستقبل لبحث موضوعات تشمل الحد من التسلح والدفاع الصاروخي والعراق وإيران والشرق الأوسط وديون روسيا ومصير مسؤول سابق بالكرملين سجين في الولايات المتحدة.
وقد أعلن في موسكو أن وزير الخارجية الروسي غادر هذا الصباح إلى القاهرة للقاء باول. وأشارت وكالة إيتارتاس الروسية إلى أن مشروع الدرع الصاروخي الأميركي سيكون على رأس جدول الأعمال في لقاء الوزيرين. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الخارجية الروسية أنه ليست هناك أي مسألة مستبعدة من البحث خلال اللقاء الذي سيستمر قرابة ساعتين.
وكان إيفانوف قال الخميس "اتفقنا على عدم وضع جدول أعمال محدد.. كل منا يستطيع طرح أسئلته بشأن ما يعتبره ضروريا". وأضاف "بالطبع سيتم تناول مسائل الاستقرار الاستراتيجي والأمن وكذلك النزاعات المحلية القائمة في الشرق الأوسط والعراق على سبيل المثال".
وكانت موسكو شجبت مجددا الجمعة الغارات الأميركية على العراق باعتبارها تشكل "خرقا لقرارات الأمم المتحدة". وقال إيفانوف إنه سيطلع باول على رغبة موسكو في أن تلعب مع واشنطن دورا أكبر في عملية السلام التي ترعيانها معا. وقد يطرح باول من جانبه مسألة إعلان الروس استئناف بيع الأسلحة إلى إيران وهو ما تعارضه واشنطن.
يشار إلى أن أول لقاء دبلوماسي مباشر بين الجانبين سيجري في مناخ مثقل بفضيحة هانسن موظف مكتب التحقيقات الفدرالي المتهم بالتجسس لصالح موسكو منذ 15 عاما. ولم يتحدد بعد بشكل واضح برنامج باول بين فترة وصوله ولقائه بإيفانوف, لكن متحدثا باسم السفارة الأميركية في القاهرة أوضح أنه قد يلتقي أفراد الجالية الأميركية في مصر. وفي طريق عودته إلى واشنطن من المقرر أن يشارك باول في بروكسل في اجتماع خاص لوزراء خارجية الدول الـ 19 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.