طائرات أميركية تغير على مواقع شمالي العراق
قال متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية إن وحدات مقاومة الطائرات أطلقت النار مساء الخميس على طائرات أميركية وبريطانية اخترقت الأجواء العراقية وأجبرتها على الفرار. ويعتبر هذا الهجوم الأول بعد الغارة التي شنتها الطائرات الأميركية والبريطانية على بغداد الأسبوع الماضي.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا في بيان لها أن القصف جاء ردا على الدفاعات العراقية الأرضية التي أطلقت نيران مدفعيتها المضادة للطائرات واستخدمت راداراتها لرصد طائرات التحالف أثناء قيامها بمراقبة منطقة الحظر الجوي شمالي العراق. وأشار بيان القيادة أن القصف تركز على مواقع الدفاع الجوي الواقعة حول مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال ناطق باسم البنتاغون إن الغارة كانت على مدينة الموصل, وهي مدينة واقعة داخل منطقة الحظر الجوي وليس خارجها كما حصل في غارة الأسبوع الماضي على العاصمة بغداد.
شجب روسي
وشجبت روسيا على الفور الغارة الأميركية ووصفتها بأنها صفعة على وجه المجتمع الدولي وعمل شرير. ووصف رئيس قسم العلاقات الدولية في وزارة الدفاع الروسية الجنرال ليونيد إيفاشوف الغارة بأنها تحد جديد للرأي العام العالمي.
وقال إيفاشوف إن الهجمة التي وصفها معاملة بربرية وغير إنسانية للشعب العراقي ليس لها أي مبرر عسكري. ودعا في حديثه المجتمع الدولي لتوحيد جهوده لنصرة العراق.
وحذر من صمت الأمم المتحدة تجاه الغارات الأميركية, لأنها قد تشجع الرئيس الأميركي الجديد جورج بوش على اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه الدول الأخرى. وقال "إذا استمرت الولايات المتحدة على نفس النهج فلن تشعر أي دولة أخرى بالأمان".
وكان النواب الروس قد طلبوا في وقت سابق الخميس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يشجب رسميا الغارة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي على بغداد.
نجاح جزئي
يشار إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بأن الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الأميركية والبريطانية على بغداد لم تحقق إلا نجاحا جزئيا، في حين قالت بريطانيا إن العراق لايزال قادرا على إعادة بناء دفاعاته.
وقد بدأ مسؤولون بريطانيون وأميركيون التشاور في تخفيف العقوبات المفروضة على بغداد مع التركيز على تعزيز الجانب العسكري منها.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه إن الغارات الجوية على المواقع الدفاعية العراقية دمرت أقل من نصف الرادارات المستهدفة، ووصف النتيجة بأنها متواضعة بشكل عام. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أعلن أن العراق استأنف إطلاق الصواريخ ونيران الدفاع الجوي على الطائرات التي تقوم بدوريات في منطقة الحظر الجوي.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إن الولايات المتحدة طلبت من الصين أن تفسر تقارير أفادت بأن خبراء صينيين مدوا أليافا ضوئية دعمت أنظمة الدفاع الجوي العراقية، في انتهاك للعقوبات المفروضة على بغداد.
وقال المتحدث الأميركي إن وزير الخارجية كولن باول أثار المسألة مع السفير الصيني يانغ جيتشي أثناء تقديمه لأوراق اعتماده الأربعاء. وأضاف المتحدث "إننا مازلنا ننتظر ردا مفصلا على التقارير التي أثرناها".
وكانت الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها بشأن مسألة الخبراء أثناء زيارة قام بها ديفيد ويلش مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى بكين في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي.
من جهتها نفت بغداد مساعدة خبراء من الصين لها في تحسين دفاعاتها الجوية. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وكيل وزارة النقل والمواصلات جميل إبراهيم قوله إنه لا يوجد عمال صينيون يعملون في مشاريع اتصالات عراقية أو أي خبراء أجانب وإن الحكومة الصينية يمكنها تأكيد ذلك. إلا إن إبراهيم قال إن كل عقود الاتصالات التي وقعها العراق في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء مازالت معلقة وإن العقود تغطي كل مجالات الاتصالات المدنية بما في ذلك الألياف البصرية.
يذكر أن سيدة عراقية استشهدت وجرح 11 أخرون بينهم ثلاثة أطفال في غارات شنتها الطائرات الأميركية والبريطانية على بغداد الأسبوع الماضي. وادعت الإدارة الأميركية أنها كانت بعيدة عن الأهداف المدنية.
ومن جهته أعلن العراق عزمه على مقاتلة الولايات المتحدة ووصف بيان صدر عقب اجتماع مشترك لمجلس قيادة الثورة وحزب البعث ترأسه الرئيس العراقي صدام حسين الهجوم بأنه مؤامرة صهيونية وحمل على الإدارة الأميركية الجديد.
وقد دأبت الولايات المتحدة وبريطانيا على شن غارات على العراق في إطار ما عرف بمناطق الحظرالمفروضة شمالي البلاد وجنوبيها منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991.
يذكر أن آخر هجوم جوي تعرضت له العاصمة العراقية وقع في ديسمبر/كانون الأول 1998. وقد قتل نحو 323 عراقيا وجرح أكثر من 957 في الغارات الأميركية-البريطانية منذ ديسمبر/كانون الأول 1998.