الفلسطينيون يحتجون على استعمال إسرائيل قنابل غاز أميركية
احتج مسؤولون فلسطينيون لدى الإدارة الأميركية على استعمال إسرائيل قنابل الغاز الأميركية الصنع ضد المتظاهرين الفلسطينيين. في هذه الأثناء حرّم مفتي القدس على المسلمين تسمية الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف بحائط المبكى.
وتقدم الفلسطينيون بشكوى إلى الإدارة الأميركية حول استعمال إسرائيل قنابل الغاز الأميركية ضد الفلسطينيين. وأوضح وفد فلسطيني يزور واشنطن حاليا أن إدارة بوش طالبت بمعلومات إضافية عن نوع الغاز المستعمل بواسطة قوات الاحتلال.
وقال وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث عقب محادثات مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن الإدارة الأميركية طالبتهم بمعلومات أكثر عن أنواع الغاز التي استعملتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين.
وأكد شعث في تصريحات صحفية بواشنطن أن جنود الاحتلال أطلقوا عبوات صغيرة انبعثت منها غازات صفراء داكنة ومؤذية. وأوضح أن الغازات المذكورة تهاجم الجهاز التنفسي وتسبب تلفا بالجهاز العصبي المركزي. وأضاف "نحن نهتم في المقام الأول بمعرفة كنه هذه الغازات حتى يمكننا التعامل معها بالمضادات والأساليب العلاجية الأخرى… والأمر المهم أيضا لماذا يستعملون الغاز أصلا".
وكانت السلطة الفلسطينية قد اتهمت قوات الاحتلال باستعمال غازات غريبة في قمع المظاهرات الفلسطينية. وذكر مسؤولون في المستشفيات الفلسطينية أن 69 شخصا تأثروا الأسبوع الماضي بأنواع من الغاز المسبب للهستيريا ونقلوا إثر ذلك إلى المستشفيات.
وطالبت مجموعات من العرب الأميركيين إدارة الرئيس بوش بتجميد مبيعات الأسلحة الأميركية مثل المروحيات الهجومية التي استخدمتها إسرائيل في اغتيال ناشطي الانتفاضة.
وأوضح شعث أن الأميركيين أكدوا له معارضتهم استخدام الغازات وسياسة الاغتيالات الإسرائيلية، لكنهم يرغبون في الحصول على معلومات عن الغازات ومصانعها.
وقال شعث إن اجتماعه مع باول هو أول اجتماع لوزير الخارجية الأميركي الجديد مع مسؤول فلسطيني. وأضاف أنه أعرب للوفد الفلسطيني عن التزام الولايات المتحدة الأميركية بعملية السلام التي بدأت في مدريد 1991، وإطارها المرجعي المتمثل في قراري الأمم المتحدة 242 و338. ويدعو القراران لانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
ويطالب الفلسطينيون والعرب بأن يكون القراران أساسا للمفاوضات بالرغم من تجاهلهما من تل أبيب وواشنطن.
وعلى الصعيد نفسه أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن على اتصال بالإسرائيليين لمعرفة المزيد من التفاصيل. وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك العديد من الأسئلة حول قنابل الغاز، وهل هي معدة للاستعمال في ميدان القتال.
ويرى مراقبون أن محادثات الوفد الفلسطيني مع باول تعتبر تمهيدا للقائه الأحد القادم بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة. ومن المقرر أن يبدأ باول أول جولة له في المنطقة الأسبوع القادم.
وفي السياق نفسه استمرت اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين، واستشهد الليلة الماضية أسامة زرير البالغ من العمر 21 عاما، إثر إصابته بشظايا قذائف أطلقتها دبابات إسرائيلية على منزله أثناء القصف الإسرائيلي لبلدة بيت جالا المجاورة لمدينة بيت لحم. ونقل الشهيد إلى المستشفى، لكنه ما لبث أن توفي لدى وصوله.
وأوقعت عملية القصف الإسرائيلي وإطلاق النيران التي استمرت 20 دقيقة ستة جرحى هم أربعة من رجال الشرطة الفلسطينية ومدنيان. وقال شهود عيان إن القصف أصاب ثلاثة مبان اندلعت النيران في واحد منها
مفتي القدس: البراق إسلامي
وفي السياق نفسه أصدر مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري فتوى تحرم على المسلمين تسمية الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف بحائط المبكى، وأكد أنه موقع إسلامي خالص. وطالب جميع المسلمين وأجهزة الإعلام أن تلتزم بالتسمية الشرعية وهي حائط البراق.
وقال الشيخ صبري إن حائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى، وإن المسلمين لا يعترفون بملكية اليهود له. ونفى وجود أي صلة بين أي حجر والتاريخ اليهودي، وقال إن احتلاله لا يعطي إسرائيل شرعية. وأضاف أن الحائط جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وأن كل حوائط الأقصى تديرها الأوقاف الإسلامية، ومن ثم فالبراق للمسلمين وحدهم.
ويذكر أن إسرائيل استولت على الحائط عندما احتلت القدس الشرقية وضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي عام 1967.
ويرى مراقبون أن فتوى الشيخ صبري قد تثير غضب زعماء اليهود الذين يزعمون أن ما يطلقون عليه حائط المبكى أثر باق من هيكل يهودي قديم كان في المكان.
العفو الدولية تندد بإسرائيل
في غضون ذلك نددت منظمة العفو الدولية بسياسة القوة المفرطة التي تستخدمها إسرائيل لقمع انتفاضة الفلسطينيين المستمرة منذ خمسة أشهر. واعتبرت في بيان لها أن استهداف الفلسطينيين المشتبه بهم في شن هجمات على الإسرائيليين يرقى إلى حد سياسة الاغتيالات التي تنتهجها الدولة.
وقالت المنظمة ومقرها لندن إن مندوبيها توصلوا أثناء زيارة قاموا بها في الآونة الأخيرة للمنطقة إلى أن إسرائيل قتلت بعض الناشطين الفلسطينيين ممن كان يمكن اعتقالهم أثناء الانتفاضة.
وقالت إنه في حالات أخرى استخدمت إسرائيل قوة مفرطة بطريقة عشوائية أو بإهمال. وحثت المنظمة السلطات الإسرائيلية على وضع حد لسياسة التصفية وأن تحقق في جميع أعمال قتل الفلسطينيين خارج نطاق القانون.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها ترفض دفوع إسرائيل بأن الموقف يندرج تحت الصراع المسلح مما يسمح للحكومة بتصفية أولئك الذين ربما استهدفوا إسرائيليين وأن تقتل بدون التحقيق في كل وفاة. وأوضحت أن قبول إسرائيل لأعمال قتل غير مشروعة وتقاعسها عن التحقيق في كل عملية قتل ترتكبها أجهزة الأمن يؤدي إلى انتشار ثقافة الحصانة من العقاب بين الجنود الإسرائيليين، ويهدد بإشعال دائرة العنف والانتقام في المنطقة.
وأضافت المنظمة الدولية أنها وجدت أدلة على أن القوات الإسرائيلية استخدمت أسلحة شديدة الانفجار تنفجر في الجو لتصيب أو تقتل أي شخص في المنطقة.
واعترفت إسرائيل اليوم بأن إحدى وحدات المستعربين حوصرت قرب مدينة جنين أمس عندما حاولت اغتيال أحد ناشطي حركة حماس يدعى نصر جرار. وقالت مصادر الاحتلال إن الوحدة جاءت في ثلاث سيارات واكتشفت وأنقذت بعد ذلك بواسطة مروحية عسكرية.
وفي تطورات أخرى خففت إسرائيل اليوم حدة الحصار المفروض على قطاع غزة وسمحت بدخول بعض إمدادات الغاز والصحف.