عنان يوقف محاولاته لعقد قمة بين عرفات وباراك

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وقف محاولات لعقد قمة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك قبل الانتخابات الإسرائيلية، ودعا الجانبين إلى استئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السادس من شباط/فبراير الجاري.
وقال عنان إنه ورئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون الذي شاركه مساعي عقد القمة يأملان في "أن يتمكن الجانبان من العودة إلى طاولة التفاوض في وقت قريب بعد انتخابات رئاسة الوزراء" الإسرائيلية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان أصدره المتحدث باسمها فريد إيكهارد "إنهما نقلا إلى الطرفين اقتناعهما بأن بالإمكان التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب وشجعا الطرفين بقوة على مواصلة عملية السلام".
وأجرى عنان وبيرسون الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا اتصالات منتظمة مع قادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع الرئيس المصري حسني مبارك.
وأصدرت الهيئة الدولية بيانها بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك رفضه عقد أي قمة مع الرئيس الفلسطيني قبل الانتخابات، وجاء إعلان باراك عقب مصرع مستوطن إسرائيلي برصاص مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية أمس.
وحاول عنان والوسطاء الآخرون الترتيب لعقد هذا الاجتماع في السويد أو في مصر على أمل أن يصدر إعلان بتحقيق تقدم قبل الانتخابات الإسرائيلية، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أن باراك سيخسرها أمام منافسه اليميني أرييل شارون.
ودعا أمين عام الأمم المتحدة الجانبين إلى تنفيذ مذكرة شرم الشيخ، والتي توصلا إليها بوساطة من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في أواسط أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك لإعادة الهدوء وتوفير المناخ اللازم لاستئناف المحادثات بينهما.
وقال إنه وبيرسون "يشجعان الطرفين بقوة على مواصلة عملية السلام على أساس التقدم الذي تحقق في طابا بمصر" حيث اختتم مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون خمسة أيام من المحادثات يوم السبت دون اتفاق.
بوش لن يتدخل
من جانبه قال متحدث باسم الرئيس الأميريكي جورج بوش إنه لا يعتزم التدخل فورا في محادثات السلام المتعثرة، وأعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي ماري ألين كانتريمان أن الرئيس "سيشارك عندما يرى أن مشاركته ستكون مؤثرة"، وأشارت إلى أن ذلك ينطبق على جهود السلام في إيرلندا والشرق الأوسط.
وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليتشر هل سيعطي بوش اهتماما خاصا للانتخابات الإسرائيلية، فقال "بالطبع فالرئيس على علم بهذه الانتخابات لكنه لن يشرك نفسه بأي شكل".
ويعتقد البعض أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة بيل كلينتون دعمت بقوة رئيس الوزراء المستقيل إيهود باراك في الانتخابات السابقة في مواجهة خصمه اليميني بنيامين نتنياهو.
وأدلى كلينتون بحديث للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، وقال جيك سيويرت المتحدث باسم كلينتون إن المقابلة ستذاع في إٍسرائيل اليوم.
باراك: لن أنسحب
وانتهت اليوم آخر فرصة أمام باراك للانسحاب من السباق الانتخابي لصالح مرشح آخر من حزب العمل، وكان قادة في الحزب دعوا باراك للانسحاب وإفساح المجال أمام رئيس الوزراء الأسبق شمعون بيريز الذي تظهر استطلاعات الرأي العام أنه يملك فرصا أكبر من باراك للفوز في مواجهة شارون.
وقال باراك أمام اجتماع انتخابي لحزب العمل الذي يتزعمه "طبيعة حياتنا السياسية وصلت بنا إلى هذا"، وأضاف "اليوم فقط وعند منتصف الليل سيخلد الجميع للنوم، وسيستيقظون ويدركون بوضوح أن هناك مرشحا واحدا من حركتنا، وأنه يتعين علينا أن نفوز معه".
وكان باراك وصل إلى السلطة بعد فوز كبير في انتخابات مايو/أيار 1999 لكن شعبيته تقلصت بسرعة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل أربعة أشهر ضد الاحتلال الإسرائيلي وفشله في وقفها.
استمرار المواجهات
وفي الضفة الغربية قالت مصادر مستشفيات ومصادر أمن فلسطينية إن كمال الأرم (35 عاما) لقي مصرعه قرب منزله في قرية سلفيت الفلسطينية عندما أطلق ملثمان عليه النار.
وقالت المصادر الأمنية إن الأرم كان معروفا بين أهالي القرية بتعامله مع السلطات الإسرائيلية، وقالت الشرطة الفلسطينية إنها ألقت القبض على شخصين يشتبه في تورطهما في قتل الأرم لاستجوابهما.
وكانت مواجهات أمس أدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهما اثنان في قطاع غزة والثالث في الضفة الغربية، بينما لقي مستوطنان مصرعيهما برصاص المسلحين الفلسطينيين.