عملية السلام والعراق في مقدمة أولويات إدارة بوش

كشف وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن أولويات الإدارة الجمهورية الجديدة وقال إن محادثات السلام في الشرق الأوسط والسيطرة على برامج التسلح العراقية ستحظى باهتمام مبكر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وتتطابق تصريحات باول مع ما أكده البيت الأبيض بأن الرئيس بوش لن يتدخل في عملية السلام في الوقت الراهن ريثما تتضح الصورة بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وأضاف باول في تصريحات صحفية "أعتقد أن علينا أن نراقب بعناية ما يحدث في عملية السلام بالشرق الأوسط خلال الأيام القادمة" مؤكدا أن الولايات المتحدة قد تنتظر على الأقل لحين انتهاء الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في السادس من فبراير/ شباط الحالي قبل أن تنظر في كيفية التعامل مع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ولم يعين باول بديلا للمبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط دينس روس الذي ترك عمله عشية تولي الرئيس بوش منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من تعاطيه مع ملف الصراع العربي الإسرائيلي.
الموقف من العراق
وإزاء العراق قال باول الذي كان رئيسا لهيئة أركان القوات المشتركة أثناء حرب الخليج عام 1991 إن أول ما يرد على ذهن الإدارة الجديدة هو الوضع في الخليج وخاصة العراق. ودعا باول المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى حمل العراق على الوفاء بالتزاماته التي وعد بها في نهاية الحرب بأن يتخلى عن أسلحة الدمار الشامل.
وقال باول مخاطبا الإدارة العراقية "التزموا بالتخلص من هذه الأسلحة"، مضيفا "أعتقد أن على المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلزامهم بتنفيذ ذلك وأنا سأعمل بالتعاون مع أصدقائنا في المنطقة وأصدقائنا في الأمم المتحدة لإلزامهم بتنفيذ التعهدات التي قطعوها على أنفسهم".
واعتبر باول أن المشكلة مع العراق تتعلق بالحد من التسلح حتى لا تهدد بغداد الدول المجاورة بأسلحة الدمار الشامل التي تسعى للحصول عليها بعد فشلها في استخدام القوة التقليدية بكفاءة عالية على حد زعمه.
وقال الوزير الأميركي إنه لم يقرر بعد ما إذا كان من الحكمة تقديم دعم للمعارضة العراقية ضد الزعيم العراقي صدام حسين على غرار ما فعلت إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أم لا، مؤكدا أنه لم يحدد موعدا لمقابلة زعماء المعارضة العراقية الذين سيزورون واشنطن في الأيام القليلة القادمة.
وتراود المؤتمر الوطني العراقي المعارض آمال كبيرة في أن تكون إدارة الرئيس الأميركي الجديد أكثر سخاء من إدارة كلينتون التي منحت هذه المعارضة دعما ماليا ضئيلا.
وكان مستشار للمؤتمر الوطني العراقي المعارض قال أمس إن الرئيس بوش وكبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي عقدوا اجتماعا يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض تركز حول العراق، مشيرا إلى أن نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد يدعمون المعارضة العراقية بينما لم يحدد وزير الخارجية كولن باول موقفه بعد.
يذكر أن باول وهو أول أميركي أسود يشغل هذا المنصب قد وعد عشية توليه مهامه بتشديد العقوبات على العراق حتى يفي بكل التزاماته الدولية.