الخرطوم تعول على دول الجوار في عزل المتمردين
قال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن بلاده تأمل أن يؤدي تحسن العلاقات مع جيرانها من جهة وزيادة المساعدات التي تقدم لجنوب البلاد من جهة أخرى إلى حرمان المتمردين من قواعدهم عبر الحدود والعمل بذلك على وضع نهاية قريبة للحرب الأهلية المستمرة منذ 18 عاما.
وقال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الأحد إنه كلما تحسنت العلاقات مع الدول المجاورة كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على علاقة هذه الدول بقضية الجنوب. وتابع وزير الخارجية السوداني قائلا إن المتمردين يجدون قواعد انطلاق لهم من بعض الدول المجاورة عندما تكون العلاقات مع تلك الدول سيئة إلا إنه لم يحدد الدول التي يقصدها.
وقال إسماعيل إنه متفائل بشأن فرص السلام مع المتمردين ولكنه أضاف أن الحديث عن اجتماع محتمل بين البشير وجون قرنق زعيم الجيش الشعبي سابق لأوانه. وذكر أن هناك جهودا تبذل في هذه اللحظة ولكن الوقت ما زال مبكرا جدا للحديث عن اجتماعات بين البشير وقرنق.
ومضى الوزير السوداني يقول إن الحكومة التي زادت عائداتها منذ بدء صادرات النفط عام 1999 زادت من حجم المساعدات التي تقدمها للجنوبيين في محاولة لإنهاء الحرب. وتابع أن الحكومة لديها برنامج مساعدات للجنوب يشمل الصحة والتعليم وتقديم المسكن والطعام وهو ما سيعمل على تشجيع المتمردين الذين يقيمون في الأحراش على الانتقال إلى المدن حيث توجد هذه الخدمات.
وقال إسماعيل إن الحكومة تعمل على دعم قدرة الجنوبيين على أن يحكموا أنفسهم مشيرا بهذا الخصوص إلى التعيينات التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير لعدد من الجنوبيين في مناصب عليا.
وعين البشير موسيز ماشير نائبا لرئيس الوزراء وهو المنصب الذي يحتفظ به الجنوبيون في العادة. وظل المنصب شاغرا منذ طرد جورج كونجور في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. كما عين جنوبيا آخر هو جاتلوك دنج وزير الإحصاء والتنمية العمرانية السابق رئيسا لمجلس تنسيق الجنوب.
وعزز السودان علاقاته مع عدد من دول الجوار العام الماضي بعد أن أنهى الرئيس عمر حسن البشير تحالفه مع الزعيم الإسلامي حسن الترابي الذي كان ينظر إليه على أنه القوة الدافعة التي تقف وراء الجماعات الإسلامية المتشددة في المنطقة.
وتتهم الخرطوم أوغندا بدعم متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقاتل من أجل الحصول على حكم ذاتي في الجنوب. وتوجد المكاتب الرئيسية لمتمردي الجيش الشعبي في كينيا. كما توجد مقرات التحالف الوطني الديمقراطي الذي يضم متمردي الجيش الشعبي إلى جانب الأحزاب الشمالية المعارضة للخرطوم في إريتريا.
واحتضنت مصر أيضا زعماء معارضين منفيين وقادت حملة لعزل الخرطوم بعد أن تملكها الغضب من المزاعم الخاصة بأن السودان قدم ملاذا للمتشددين الذين حاولوا اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.
ولكن تحولا مهما طرأ على العلاقات المصرية السودانية عندما قام الرئيس البشير بإقصاء الترابي، الأمر الذي حول مصر إلى مؤيد لرفع عقوبات الأمم المتحدة التي كانت قد فرضت على السودان لعدم تسليمه المشتبه في تورطهم بارتكاب المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس مبارك في إثيوبيا الذي قيل إنهم فروا إلى الخرطوم.