الشرطة اليابانية تعتقل جنديا أميركيا مخمورا
ألقت الشرطة اليابانية القبض على جندي أميركي في جزيرة أوكيناوا صدم سيارة شرطة أثناء قيادته سيارته تحت تأثير الخمر. وتضيف الشرطة هذا الاصطدام الأخير إلى سلسلة الحوادث التي تقود إلى زيادة حدة التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتأتي عملية الاعتقال بعد يوم من تقديم أحد النواب البرلمانيين في أوكيناوا طلبا إلى طوكيو وواشنطن يدعوهما فيه إلى تعديل اتفاقية نشر القوات العسكرية الأميركية في اليابان بسبب استمرار اعتداءات الجنود الأميركان على سكان الجزيرة. ويرى النواب أن الاتفاقية تنحاز إلى جانب الجندي الأميركي عندما يقوم بأي جريمة داخل اليابان.
وكان النائب البرلماني نفسه طلب من الولايات المتحدة الشهر الماضي أن تقلل من وجودها العسكري في جزر جنوب شرق اليابان بعد أن غرم أحد الجنود الأميركان بسبب قيامه بالتقاط صور فوتوغرافية لطالبة يابانية.
وطالبت سلطات جزيرة أوكيناوا بمراجعة الاتفاقية التي تسمح بالوجود الأميركي، خاصة ما يتعلق بمحاكمة الجنود الذين يرتكبون جرائم بحق يابانيين. وأصدرت الشرطة اليابانية يوم الجمعة الماضي مذكرة إلقاء قبض بحق جندي تابع للبحرية الأميركية العاملة في جزيرة أوكيناوا لإحراقه عمدا مطعمين يابانيين في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن القيادة العسكرية الأميركية رفضت تسليمه بدعوى أن الاتفاقات العسكرية الموقعة بين البلدين لا تسمح إلا بتسليم الذين ارتكبوا جرائم شنيعة مثل القتل والاغتصاب قبل إدانتهم.
وفي طوكيو قال الأمين العام لمجلس الوزراء ياسو فوكودا إن اليابان ستكرر طلبها إلى الولايات المتحدة مرارا إلى أن تتخذ إجراءات رادعة بحق جنودها في الجزيرة. وقال فوكودا إن حالات كهذه تكررت كثيرا في الفترة الماضية "لذلك فنحن نحث القوات الأميركية في أوكيناوا والسلطات في واشنطن على أن تطلب من جنودها توخي الحذر في تصرفاتهم".
يذكر أن وزير الخارجية الياباني يوهي كونو حذر في وقت سابق بأن بلاده قد تعيد النظر في معاهدة نشر القوات الأميركية في اليابان بسبب ارتفاع عدد الجرائم التي تورط بها جنود أميركيون.
وجاءت تصريحات الوزير عقب اجتماع مع حاكم مقاطعة أوكيناوا لبحث عدد من الحوادث آخرها غرق سفينة يابانية إثر اصطدامها بغواصة نووية أميركية. وتسبب الحادث الذي وقع قبالة هاواي يوم الجمعة الماضي في غرق سبعة طلاب يابانيين.
وكان البرلمان المحلي في أوكيناوا قد تبنى قرارا بالإجماع مطلع هذا الشهر يطالب بإبعاد قائد القوات الأميركية في الجزيرة الجنرال إيرل هيلستون بسبب وصفه المسؤولين اليابانيين بأنهم أغبياء وجبناء.
وطلب القرار -الذي أرسل إلى الرئيس الأميركي جورج بوش-من الجنرال هيلستون أن يعتذر عما قاله. وكانت هذه الأزمة الجديدة قد اندلعت في أعقاب رسالة وصفت بأنها مسيئة، أرسلها هيلستون بالبريد الإلكتروني إلى 13 ضابطا في قاعدة أوكيناوا التي تعتبر من المراكز الرئيسية للجيش الأميركي في اليابان.
يشار إلى أن واشنطن تحتفظ بنحو 46 ألف جندي في الأرخبيل، منهم 26 ألفا في جزيرة أوكيناوا وحدها. وقد تصاعدت الدعوات المنادية بسحب القوات الأميركية من الجزيرة منذ عام 1995 عندما اغتصب ثلاثة جنود أميركيين فتاة يابانية في الثانية عشرة من عمرها.