عرفات يتهم إسرائيل بالتصعيد والاحتلال يشدد الحصار
رحب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بنداء الرئيس الأميركي إلى الفلسطينيين والإسرائيليين بإعادة الهدوء، واتهم إسرائيل بتصعيد الصراع. في هذه الأثناء شيع آلاف الفلسطينيين جنازة شرطي استشهد برصاص الجنود الإسرائيليين أمس وسط حصار مشدد تفرضه قوات الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عرفات لدى عودته إلى غزة من جولة شملت تركيا ودولا عربية إن على بوش أن يعي أن الفلسطينيين لم يستخدموا الغازات السامة واليورانيوم المنضب والطائرات والصواريخ والمدرعات في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي. واتهم عرفات إسرائيل بتصعيد الصراع وأوضح أن هذا الاتجاه يهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وكانت السلطة الفلسطينية قد اتهمت إسرائيل باستخدام غاز الأعصاب المحرم دوليا في الاعتداءات التي استهدفت فلسطينيين في قطاع غزة الاثنين الماضي، ونتج عنها إصابة عشرات المدنيين بحالات هستيريا واختناق.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد وجه نداء قويا لوضع نهاية لما أسماه بالعنف في الشرق الأوسط، وأدان هجوم تل أبيب الذي قتل فيه ثمانية إسرائيليين على الأقل وجرح 17 آخرون. وجاء نداء بوش وسط دعوات أميركية متكررة إلى إسرائيل والفلسطينيين للتراجع عن "حلقة الانتقام المفرغة" واستعادة المناخ الملائم لاستئناف محادثات السلام.
تشديد الحصار
وفي السياق نفسه فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا تاما بريا وبحريا وجويا على الأراضي الفلسطينية. وأدى الإغلاق إلى منع دخول أو خروج أي بضائع أو منتجات من قطاع غزة، كما منع نحو أربعة آلاف عامل فلسطيني من التوجه إلى أماكن عملهم في إسرائيل.
وفرض الإغلاق عقب عملية تل أبيب التي قتل فيها ثمانية جنود إسرائيليين أمس. وأغلقت إسرائيل مطار غزة الدولي أمام الحجاج الفلسطينيين بعد يوم واحد من افتتاحه.
وطالب الفلسطينيون من جديد بنشر قوة حماية دولية لاحتواء المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه للإذاعة الأردنية إن المخرج الوحيد هو تأمين قوات دولية لحماية الفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودا لدى الأمم المتحدة لتأمين ونشر تلك القوة.
وعلى الصعيد الميداني زعم متحدث باسم قوات الاحتلال أن الفلسطينيين أطلقوا قذيفتي هاون على مستوطنة نتساريم اليهودية دون أن تتسبب في أي إصابات. ونفى مسؤول أمني فلسطيني المزاعم الإسرائيلية، وقال إن المعروف عن الفلسطينيين هو عدم امتلاكهم أي نوع من الأسلحة الثقيلة. وأضاف المصدر أنهم يناضلون عبر وسائل بسيطة مثل الحجارة.
وشيع آلاف الفلسطينين اليوم الشهيد ناصر محمد الحسنات (23 عاما) إلى مثواه الأخير. وشارك في التشييع عدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية فتح. واستشهد الحسنات وهو شرطي فلسطيني برصاص جنود الاحتلال بقطاع غزة صباح اليوم. وأوضحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن النيران أطلقت على الحسنات عندما حاول التسلل إلى مستوطنة كفار داروم اليهودية في قطاع غزة أثناء الليل. وقال راديو قوات الاحتلال إن القتيل كان يرتدي زي الشرطة الفلسطينية.
وجاء استشهاد الحسنات في اليوم التالي لمقتل وجرح عشرات الإسرائيليين في موقف حافلات جنوبي تل أبيب. ومثل الهجوم نقلة جديدة في المواجهات التي تصاعدت منذ انتخاب أرييل شارون رئيسا للوزراء الأسبوع الماضي.
وتعرضت سيارة دبلوماسيين كنديين لإطلاق نار في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية بالضفة الغربية. وأفاد دبلوماسي كندي أن رصاصات أصابت السيارة ولكن لم يصب أحد بأذى.
وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إفرايم سنيه قال إن إسرائيل والفلسطينيين يخوضون حربا ليس لها حل عسكري. وقال رئيس هيئة أركان القوات الإسرائيلية شاؤول موفاز إن إسرائيل مستعدة لمزيد من المواجهات. وحث السلطة الفلسطينية على اعتقال عشرات المتشددين الذين أفرج عنهم بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.