المعارضة الشيعية في البحرين تصوت لصالح الميثاق

صوتت المعارضة الشيعية في البحرين لصالح الإصلاحات الديمقراطية التي شرع فيها أمير البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة, في اليوم الثاني والأخير للاستفتاء على الميثاق الوطني الذي تميز بمشاركة كثيفة.
وقال الشيخ عبد الأمير الجمري زعيم المعارضة إن أنصاره صوتوا لصالح الميثاق. وقد أدلى الجمري بصوته في قرية شيعية شمال المنامة. ولم يستبعد الجمري أن يكون التصويت مع الميثاق بنسبة 100% أثناء الاستفتاء كما توقع وزير الإعلام البحريني محمد إبراهيم المطوع.
وكان المطوع قد قال أمس للصحافيين إنه يتوقع أن يتم التصويت بالإجماع على الميثاق. وأشار إلى أن اليوم الأول من الاستفتاء شهد مشاركة قوية.
وقال دبلوماسي غربي مقيم في البحرين إنها المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي تسنح فيها الفرصة للشعب البحريني للتعبير عن نفسه في استفتاء وقلب صفحة من التاريخ.
وأضاف أن الاستفتاء سيزيد الثقة في الأمير الشيخ حمد بن عيسي آل خليفة وأن النتائج النهائية ستشجع الشيخ حمد على المضي قدما في العملية.
وكان الشيخ حمد الذي جاء إلى سدة الحكم عام 1999 بعد وفاة والده قد أصدر عفوا في وقت سابق من الشهر الحالي شمل أكثر من 900 شخص من المسجونين والموقوفين بالإضافة إلى المنفيين في الخارج. ويعتقد معظم البحرينيين أن الشيخ حمد تقدم أكثر وأسرع مما كان يتوقعه الكثيرون ومن ضمنهم أقطاب المعارضة.
وساندت المعارضة الميثاق بعد أن زار الشيخ حمد مناطق شيعية كانت في السابق ساحة اضطرابات سادت البلاد بين أعوام 1994 و1998، كما اجتمع الأمير مع قادة المعارضة وبعضهم أفرج عنه حديثا من السجن، ليبحث مطالبهم.
وينص مشروع الميثاق الوطني على تحويل دولة البحرين إلى مملكة دستورية وعودة الحياة البرلمانية المتوقفة منذ عام 1975، حينما حل البرلمان بعد سنتين من تشكيله. ويقضي المشروع أيضا بتوزيع الصلاحيات التشريعية بين برلمان منتخب ومجلس للشورى معين وفصل السلطات وحق الشعب في المشاركة في الشؤون العامة.
يشار إلى أن حوالي 217 ألف شخص بين رجال ونساء ممن بلغوا سن الحادية والعشرين مسجلون على اللوائح الانتخابية.
من ناحية أخرى أكدت اللجنة البحرينية لحقوق الإنسان أن البحرينيين الثلاثة الذين قالت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين المعارضة إن السلطات منعتهم من العودة إلى البلاد دخلوا الثلاثاء إلى البحرين.
وقال نائب رئيس اللجنة سلمان كمال الدين إن محمد حسن سلمان زايد وأمينة الحلواجي وخديجة غريب دخلوا البلاد بعد احتجازهم لمدة 24 ساعة في مطار المنامة. وكان كمال الدين يرد على ما أعلنته الجبهة الإسلامية في بيان وزع في بيروت من أن الأشخاص الثلاثة منعوا من دخول البلاد.
وقال عبد الوهاب حسين, وهو مسؤول في المعارضة الشيعية، إن خديجة غريب وأمينة الحلواجي اللتين كانتا برفقة أربعة أطفال وطفلين تباعا تعرضتا لمضايقات في المطار لكنهما دخلتا البلاد بعد تدخل الأمير حمد بن عيسى آل خليفة. ولكن حسين الذي أكد الاتصال بأقرباء للمرأتين لم يكن قادرا على تأكيد عودة زايد.
ويتيح قانون سار في البحرين منذ السبعينيات قرر الأمير حمد تعليقه أخيرا، احتجاز أي شخص بتهمة الإخلال بأمن الدولة لمدة ثلاث سنوات بدون محاكمة، ويجري تجديدها بصورة تلقائية.
وكان وزير الإعلام محمد إبراهيم المطوع قد أكد أمس أن البلاد باتت خالية من السجناء السياسيين. وتم الإفراج عن آخر المعتقلين السياسيين بموجب مرسوم أميري صدر عشية الاستفتاء على الإصلاحات الديمقراطية الذي أجري الأربعاء والخميس.