إسرائيل تغلق الأراضي المحتلة وباراك يتوعد منفذي الهجوم

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف إيهود باراك بإغلاق الأراضي الفلسطينية، وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن تنفيذ هجوم استهدف تجمعا للجنود الإسرائيليين في منطقة أزور جنوب تل أبيب مما أدى إلى مصرع تسعة على الأقل وإصابة نحو أربعة عشر آخرين، جراح عدد منهم خطيرة.
ووصف باراك الهجوم الذي نفذه فلسطيني كان يقود حافلة للركاب تابعة لشركة النقل العام في إسرائيل "إيغد" بأنه "جريمة شنعاء". وقال بيان صدر عن حكومته "ستحاسب إسرائيل الجناة ومن أرسلوهم. ولن يفلتوا بفعلتهم".
ونقلت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية عن رئيس الشرطة الإسرائيلية القول إن السائق أصيب بجروح خطيرة بعد مطاردته واعتقاله. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن المهاجم فلسطيني من قطاع غزة يدعى خليل أبو علبة، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.
ووصف رئيس الوزراء اليميني المنتخب أرييل شارون الهجوم بأنه "خطير جدا"، وقال إنه يؤكد أن الفلسطينيين لا يفرقون بين مستوطنة نتساريم وإسرائيل نفسها في إشارة إلى أن الفلسطينيين يحاولون إزالة إسرائيل وليس استعادة الأراضي المحتلة عام 1967 فقط.
ودعا بنيامين بن أليعازر وزير الاتصالات الإسرائيلية في حكومة باراك المنصرفة إلى إغلاق محكم لكافة الأراضي الفلسطينية ردا على الهجوم.
من جانبه عزا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العملية إلى التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الأراضي الفلسطينية. وأبلغ عرفات الصحفيين أن "ما يحدث هو تصعيد عسكري إسرائيلي له نتائج مباشرة على مشاعر الشعب الفلسطيني".
واعتبر الأمين العام لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية أحمد عبد الرحمن في وقت سابق أن حادث الهجوم على الحافلة الإسرائيلية "عملية فردية تعبر عن غضب وسخط الشعب الفلسطيني على سياسة القتل وإرهاب الدولة الذي تمارسه حكومة إسرائيل" بحق المواطنين الفلسطينيين.
وقالت منظمة تطلق علىنفسها إسم كتائب العودة إن أبو علبة نفذ الهجوم ردا على استشهاد مسعود عياد الضابط في القوة 17 أمس، وقال البيان الذي أرسل إلى الجزيرة نت "تزف لكم كتائب العودة بشرى العملية البطولية في جنوب تل أبيب، .. وإننا في كتائب العودة نهدي العملية البطولية إلى روح القائد العسكري لكتائب العودة ومهندس التفجير الشهيد مسعود عياد".
استشهاد ضابط فلسطيني آخر
في هذه الأثناء أعلن رئيس بلدية طولكرم عز الدين الشريف أن رجل شرطة فلسطيني استشهد برصاص الجنود الإسرائيليين بينما كان أفراد من الشرطة الفلسطينية يحاولون إزالة متاريس وضعتها إسرائيل عند مدخل البلدة بالضفة الغربية.
وأوضح أن عايد أبو حرب استشهد حين تعرض وعدد من رجال الشرطة الفلسطينية لنيران كثيفة أطلقها جنود الاحتلال عند المدخل الشرقي للبلدة. ووصف مصدر أمني فلسطيني الاعتداء بأنه اغتيال نفذته إسرائيل.
وفي وقت سابق قال مصدر فلسطيني إن أبو حرب (24 عاما) وهو من مخيم نور شمس للاجئين قرب طولكرم أصيب بالرصاص أثناء قيادته سيارة بين نابلس وطولكرم في منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.
في الوقت نفسه قالت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية إن إسرائيل أقامت خطا دفاعيا جديدا على طول الطريق الذي يربط القدس ومجموعة مستوطنات غوش عتصيون اليهودية جنوب بيت لحم في الضفة الغربية.
وأوضحت الإذاعة أن دبابات انتشرت في القطاعات القريبة من الطريق، في حين أقامت قوات الاحتلال عددا من المواقع ونظاما لتسيير دوريات لتعزيز التدابير الأمنية على الأرض.
وتأتي هذه التطورات عقب يوم واحد من اغتيال قوات الاحتلال للمقدم الفلسطيني مسعود عياد بعد أن قصفت سيارته بصواريخ أطلقتها مروحيتان إسرائيليتان. كما استشهد طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال أثناء عودته من مدرسته، في إطار تصعيد القوات الإسرائيلية لعمليات القمع في اليومين الماضيين.