استمرار المواجهات وجيش الاحتلال يدمر خمسة منازل في غزة

-

undefined

أفادت مصادر طبية وشهود عيان أن خمسين فلسطينيا أصيبوا برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء مواجهات وقعت في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة حالة خمسة منهم خطرة, كما دمر القصف الإسرائيلي خمسة منازل في المخيم المذكور. في هذه الأثناء التقى عرفات كلا من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أزنار.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية في خان يونس أن الجرحى سقطوا إثر إصابتهم بالرصاص الحي وشظايا القذائف. وأوضح شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي استخدم الصواريخ وقذائف الدبابات والرشاشات من عيار 500 و800مم.

وكشف المصدر نفسه أن القوات الإسرائيلية الموجودة عند مدخل مخيم خان يونس القريب من مستوطنة (نيفي ديكاليم) جنوبي قطاع غزة هي التي قصفت المخيم مما أدى إلى تدمير خمسة منازل تدميرا كاملا وتصدع عدد آخر من المنازل المقابلة للمستوطنة.

واتهم مصدر فلسطيني القوات الإسرائيلية بادعاء إطلاق النار من جهة مخيم خان يونس لاتخاذ ذلك ذريعة لقصفه بالأسلحة الثقيلة.

كما اندلعت مواجهات مسلحة قرب مستوطنة غوش غطيف، وقالت المصادر إن معركة استمرت حوالي الساعة أجبرت كثيرا من السكان الفلسطينيين على الهرب بعيدا عن منازلهم.

إعلان

واندلعت المواجهات المسلحة في هذه المنطقة التي أصبحت ميدانا لتبادل إطلاق النار بصورة متكررة منذ اندلاع الانتفاضة في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي عقب زيارة زعيم حزب الليكود أرييل شارون للحرم القدسي الشريف.

وقالت مصادر طبية إن نحو 20 فلسطينيا آخرين يعانون من حالات هيستريا ربما يكونون تعرضوا للتسمم من غاز غامض إلا إن الجيش الإسرائيلي نفى التهم وقال إنها دعاية فلسطينية. وادعى متحدث باسم جيش الاحتلال أن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا صاروخا مضادا للدبابات باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي إلا إنه سقط في منطقة فلسطينية قبل بلوغه الهدف على حد زعمه.

وفي بيت لحم أفادت مصادر طبية أن خمسة فلسطينيين جرحوا في مصادمات مع جنود الاحتلال وقعت قرب المدينة. وقالت تلك المصادر إن الجرحى سقطوا لدى فتح الجيش الإسرائيلي النار باتجاه طلاب المدارس الذين كانوا يتظاهرون في قرية الخضر بعد استشهاد أحد سكانها وإصابة آخر بجروح بالغة.

undefinedوكان اثنان من الفلسطينيين قد استشهدا اليوم برصاص جنود الاحتلال. فقد أطلقت النار على زياد أبو صوي وهو في العشرين من عمره أثناء مروره بالقرب من أحد الحواجز العسكرية القريبة من بيت لحم بينما أصيب زميله محمد عبد الرحمن (47 سنة) في رقبته.

واستشهد الفلسطيني الثاني وهو عاطف أحمد النابلسي البالغ الخامسة والثلاثين من عمره بالقرب من قرية رافات المجاورة لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية وذلك عندما أطلق جنود الاحتلال النار عند مروره بسيارته بالقرب من معسكر عوفر المجاور.

وأصيب في المواجهات عدد من جنود الاحتلال ومسلحون فلسطينيون. وقالت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني إن جنود الاحتلال أعاقوا وصولهم لمكان الحادث الذي أصيب فيه عدد من الفلسطينيين بجروح.

سياسة هدم المنازل
undefinedعلى صعيد آخر قال شهود إن جرافات إسرائيلية هدمت منزلين فلسطينيين بالقرب من مستوطنة كفار داروم اليهودية في قطاع غزة. وأضافوا أن أسرتين فلسطينيتين أصبحتا بلا مأوى بعد هدم منزليهما.

وحاولت المواطنة الفلسطينية صبحية العمور (50 عاما) منع الجنود من هدم منزلها المكون من ست حجرات عندما صرخت في وجه سائق الجرافة قائلة "أين سينام الأطفال".

إعلان

وقالت إن أسرتها لم تمنح وقتا لنقل أثاث المنزل قبل هدمه. وأزالت ثلاث جرافات أخرى مزارع الزيتون في منطقة قريبة تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي هدم منزل فلسطيني واحد بالقرب من كفار داروم لكنه ادعى بأنه لم يكن مأهولا مشيرا إلى أن عملية الهدم تمت لاعتبارات أمنية.

وأضاف المتحدث "الفلسطينيون يواصلون زرع المتفجرات وإطلاق النار من مناطق قريبة من المستوطنات الإسرائيلية …نحتاج لاتخاذ إجراءات وقائية في المناطق التي يزرعون فيها المتفجرات" على حد زعمه.

حرب البيانات
في هذه الأثناء قال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين إنه يتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط المزيد من أعمال العنف في أعقاب انتخاب زعيم اليمين المتطرف أرييل شارون رئيسا للوزراء في إسرائيل.

وأوضح الشيخ ياسين أن حماس مستمرة في جهادها ضد إسرائيل وستواصل عملياتها العسكرية على الأهداف الإسرائيلية. وأضاف أن "المناضل الفلسطيني يغير وسائل مقاومته وفقا لتغير الظروف" على حد تعبيره.

وفي رد على تهديدات شارون بإعادة احتلال أراض فلسطينية إذا لم تتوقف الانتفاضة قال الشيخ ياسين إن "عليه أن يجرب وسيرى كيف ستشتعل الأرض تحت أقدامه"، وأكد أن "مقاومة الاحتلال ستتصاعد إلى أن يزول مهما بلغت الصعوبات".

وفي السياق نفسه دعا بيان لحركة فتح "مقاتليها وأبطالها" إلى تكثيف هجماتهم لإسقاط شارون وسياساته الاستيطانية. وصدر بيان فتح غداة مقتل مستوطن إسرائيلي بالرصاص قرب مستوطنة غيلو اليهودية جنوبي القدس المحتلة. وأضاف البيان الذي حمل توقيع حركة فتح إقليم بيت لحم "إن سقوط شارون ومستوطناته هدفنا وهدف رصاصنا ومقاومتنا".

فتح مطار غزة للحجاج
undefinedوعلى الصعيد نفسه قال متحدث باسم قوات الاحتلال إن إسرائيل أعادت فتح مطار غزة بشكل جزئي اليوم لمدة تسع ساعات لتمكين الحجاج الفلسطينيين من السفر إلى الأراضي المقدسة. وقال رئيس سلطة الطيران المدني الفلسطيني فايز زيدان إن الركاب العاديين لا يمكنهم استخدام المطار الذي فتح لسفر ثمانية آلاف حاج فلسطيني. وأضاف زيدان أن "الرحلات الجوية الفلسطينية مقررة في المساء فقط، ونحن لا يمكن أن نترك عاملين هناك أثناء الليل جراء إطلاق النار في المنطقة".

ودأبت إسرائيل على إغلاق مطار غزة الدولي بشكل متكرر على مدى نحو أربعة أشهر من الانتفاضة الفلسطينية بذريعة الأمن. ويعتبر المطار المنفذ الجوي الوحيد لمناطق السلطة الفلسطينية على العالم الخارجي.

عرفات يلتقي مبارك وأزنار
undefinedعلى الصعيد الدبلوماسي اجتمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع الرئيس المصري حسني مبارك في سياق تحرك يستهدف منع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون من تقويض جهود السلام.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن نبيل أبو ردينة مستشار عرفات قوله إن المحادثات تناولت آخر تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة وتنسيق المواقف العربية في ضوء التغييرات السياسية الأخيرة في أعقاب تولي شارون رئاسة الوزراء في إسرائيل.

إعلان

وأضاف أبو ردينة أن اجتماع عرفات ومبارك يعد بداية لجهود فلسطينية في العالم العربي وخارجه لمواجهة التطورات والتغيرات في المنطقة مع التشديد على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من النقطة التي توقفت عندها.

ومحادثات عرفات مع مبارك في القاهرة هي الأولى التي يجريها مع زعيم عربي منذ فوز شارون يوم الثلاثاء الماضي.

وفي وقت لاحق اجتمع عرفات برئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أزنار في القاهرة قبل أن يتوجه الرئيس الفلسطيني إلى تونس. وأكد الزعيمان أثناء اللقاء على ضرورة استمرار عملية السلام وعلى دور الاتحاد الأوروبي فيها.

وقال عرفات إن على الاتحاد الأوروبي مسؤولية تاريخية بدفع عملية السلام للأمام جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية.

undefinedوأضاف "كانت لنا محادثات هامة لدفع عملية السلام للأمام في هذا الوقت بالذات خاصة ونحن لا نستطيع أن ننسى إطلاقا أن عملية السلام قد بدأت في مدريد على أساس قرارات الأمم المتحدة وخاصة قراري 242 و338 والاتحاد عليه مسؤولية تاريخية وهامة في هذا الوقت بالذات ليدفع عملية السلام للأمام ويحميها، طبعا بجانب راعيي عملية السلام وكذلك الدول العربية الأخرى"

من جانبه قال أزنار إن المنطقة تعيش ظروفا سياسية جديدة تتمثل في إدارة أميركية جديدة وانتخابات في إسرائيل أدت إلى تغيير رئيس الوزراء. وأشار أزنار إلى موقف إسبانيا والاتحاد الأوروبي الداعم لعملية السلام. وأضاف "ما نعقد الأمل عليه هو أن يستمر ذلك وأملنا أن ما أنجز في عملية السلام لن يتقوض بل يجب أن نحافظ عليه في المستقبل"

المصدر : وكالات

إعلان