ضغوط على بوش لزيادة النفقات العسكرية

أفادت أنباء واردة من الولايات المتحدة أن الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي جعل من إدخال تحسينات على الجيش محور حملته الانتخابية، يتعرض لضغوط من أجل زيادة الإنفاق بهدف إعادة تشكيل القوات المسلحة الأميركية في القرن الحادي والعشرين.
وتأتي هذه الضغوط بعد أن أعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع عدم وجود خطط لديه حاليا لزيادة الإنفاق العسكري إلى أكثر من مبلغ 310 مليارات دولار، وهو المبلغ الذي اقترحه الرئيس السابق بيل كلينتون لعام 2002 كزيادة في ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) باستثناء المليار دولار الإضافية المخصصة لزيادة رواتب الجيش.
واستبعد بوش زيادة ميزانية وزارة الدفاع لهذا العام قبل إجراء مراجعة شاملة لأولويات الإنفاق. وأضاف "أعتقد أن من المهم أن نجري مراجعة شاملة للتعرف على جميع المهام وأولويات الإنفاق".
وأبدت أوساط في الكونغرس وقيادة أركان القوات المسلحة قلقها حيال موقف الرئيس إزاء الإنفاق العسكري. وتؤيد هذه الأوساط زيادة قدرها ثمانية مليارات دولار في ميزانية الدفاع هذا العام، لتغطية نفقات العمليات العادية في أنحاء العالم وصيانة الأسلحة. وترى هذه الأوساط أن هناك حاجة إلى زيادة سنوية تتراوح بين 50 مليار و100 مليار دولار في الميزانية الحالية.
وكان بوش قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنفاق 45 مليار دولار إضافية سنويا على الدفاع خلال العقد القادم، وهو أقل بكثير من تصور مسؤولي البنتاجون والمحللين العسكريين، لكن خبراء عسكريين في مراكز أبحاث خاصة أثنوا على بوش لاتباعه أسلوبا حذرا في التعامل مع الإنفاق العسكري، حتى يطلع على نتائج مراجعة واسعة لسياسة البنتاغون.
وقال مسؤول أميركي كبير إن بوش ينوي إصدار أمر بإجراء مراجعة شاملة للترسانة النووية الأميركية تتضمن خفضا من جانب واحد للترسانة الأميركية من أكثر من سبعة آلاف رأس نووي إلى نحو ألفي رأس.
ويعتقد بعض الخبراء أن ذلك قد يساعد في تمهيد الطريق أمام بوش ليشرع في برنامج الدرع الصاروخي المثير للجدل غير أن محللين حذروا من أن الدفاع التقليدي قد يكون في بعض الأحيان أكثر أهمية من الهجوم والدفاع النوويين في القرن الجديد.
ويقول هؤلاء الخبراء إن تغييرات كبرى مطلوبة في أولويات الجيش الأميركي لتتماشى مع متطلبات فترة ما بعد الحرب الباردة ومواجهة تحديات القرن الجديد.
وأشار مايكل فيكرز من مركز التقديرات الاستراتيجية والميزانية، وهو مركز خاص في واشنطن، أن التغيرات في السياسة الدفاعية يجب أن تأخذ في الحسبان الإرهاب وحرب شبكات المعلومات والأسلحة البيولوجية وانتشار التكنولوجيا. وأضاف فيكرز "أن قدرة الجيش على الحركة أكثر أهمية من الدبابات والقوات المجمعة، وستكون المعلومات القادمة من الفضاء مفتاحا للنصر وستكون طائرة الاستطلاع دون طيار والطائرة الهجومية هي القاعدة".
واتفق عدد من المحللين العسكريين على أن الولايات المتحدة لن تخوض مرة أخرى حربا مماثلة لحرب الخليج في عام 1991 التي جرت في صحراء مفتوحة وضد أهداف عراقية سهلة. ودعا هؤلاء المحللون إلى ضرورة تدريب القوات الأميركية على الهجمات المفاجئة والقتال في المناطق التي تستخدم فيها التكنولوجيا المتطورة.