اشتباكات جنوب غينيا وفرار آلاف اللاجئين

سارع عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة لإنقاذ عشرات الآلاف من اللاجئين الذين فروا مذعورين من معسكراتهم بسبب تجدد القتال في جنوب غينيا بين القوات الحكومية والمتمردين.
وقدرت المفوضية العليا للاجئين أن ما بين خمسة إلى عشرة آلاف شخص هجروا أماكنهم في المعسكرات الجمعة متجهين إلى كيسيدوغو، وأوقفتهم القوات الغينية التي أقامت حاجزا قرب أحد الجسور الرئيسية. وتمكن ما بين 15 إلى 20 ألف لاجئ آخرين من الوصول إلى معسكر كاتكاما المجاور، بينما أخفق آخرون في الوصول ويخشى أن يكونوا قد ضلوا طريقهم كما يقول مدير مكتب المفوضية في كيسيدوغو.
وكان الذعر قد انتشر بين اللاجئين في معسكر نييدو بعد أن اضطرت قافلة تابعة للمفوضية العليا للاجئين للعودة من بلدة غويكيدو القريبة من المعسكر بسبب تجدد القتال هناك بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال شهود عيان إن نحو ثلاثين ألف لاجئ فروا من المعسكر على أقدامهم.
ولم يبلغ السبت عن وقوع اشتباكات جديدة، ويأمل موظفو الإغاثة أن يتمكنوا من تجميع اللاجئين الفارين وإعادتهم إلى موقع آمن شمال كيسيدينغو. وكانت مصادر في الجيش الغيني قد ذكرت الجمعة أن القوات الحكومية التي دحرت المتمردين في غويكيدو في وقت سابق من هذا الأسبوع أضحت الآن في موقع الدفاع وطالبت بتعزيزات عسكرية.
وأدى القتال الدائر في جنوب غينيا على الحدود بينها وبين ليبيريا إلى حرمان العديد من معسكرات اللاجئين من تلقي المعونات الإنسانية، وحذر المتحدث باسم المفوضية بيتر كسلر في وقت سابق من هذا العام من حدوث كارثة إنسانية بسبب تفاقم الأوضاع هناك بعد أن اخترقت هذه المعسكرات من قبل مليشيات موالية للحكومة الغينية.
وتتهم غينيا متمردي ليبيريا وسيراليون بدعم المنشقين عنها في حربهم ضد القوات الحكومية، والتي راح ضحيتها المئات منذ سبتمبر/أيلول الماضي، بينما تتهم ليبيريا غينيا بدعمها للمتمردين الذين ينفذون هجماتهم عبر الحدود الغينية.
يذكر أن نحو 450 ألف لاجئ يعيشون في معسكرات بغينيا منهم نحو 328 ألفاً فروا من سيراليون بسبب الحرب الأهلية هناك، والبقية من ليبيريا التي انتهت حربها الأهلية عام 1997، ويعتبر معسكر غويكيدو أكبر هذه المعسكرات إذ يعيش فيه نحو 295 ألف لاجئ.