أنقره قلقة من اتهام أثينا لها بإبادة يونانيين
قال مصدر دبلوماسي تركي إن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير اليوناني في أنقره الجمعة لإبداء قلقها حيال مشروع قانون يجري إعداده في أثينا يتهم الأتراك بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد اليونانيين في الأناضول في السنوات الأولى من العشرينات.
وقال المصدر التركي إن وزيرين يونانيين طلبا من الرئيس اليوناني أن يوقع على مرسوم يتهم الأتراك بارتكاب مذبحة ضد اليونانيين الأرثوذكس أثناء حرب الاستقلال التركية.
وعلى الصعيد نفسه أعرب رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد عن أمله في ألا تقر اليونان المرسوم المشار إليه. وقال أجاويد في تصريحات صحفية في أنقره "لا يمكن لأحد لديه أدنى قدر من سلامة التفكير أن يأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد". وأشار إلى أن "مقدار القمع والقسوة اللذين استخدمهما اليونانيون أثناء غزوهم للأناضول حقيقة تاريخية معروفة للجميع".
ويأتي التخوف التركي من اتهام اليونان لها بارتكاب جرائم الإبادة عقب إقرار فرنسا قانونا الشهر الماضي يتهم الأتراك بإبادة 1.5 مليون أرمني بشرق الأناضول عام 1915. وترفض تركيا اتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية قائلة إن الذين قتلوا أقل بكثير مما يقال، وإن كلا الجانبين تكبد خسائر في الأرواح في القتال عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية.
ومن المرجح أن يزيد الجدل بشأن إبادة اليونانيين من التوتر بين تركيا واليونان اللتين مازالت بينهما نزاعات بشأن عدة جزر في بحر إيجه فضلا عن خلافهما حول قبرص.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من مليون يوناني عاشوا في الأناضول قبل الحرب العالمية الأولى، بينما كان كثير من المسلمين يعيشون في اليونان التي ظلت لمئات السنين وحتى عام 1829 جزءا من الإمبراطورية العثمانية.
وطرد معظم اليونانيين من الأناضول أثناء حرب الاستقلال التركية وبعدها، وهي الحرب التي بلغت أوجها في عام 1922. ويتبادل الجانبان الاتهامات بارتكاب فظائع وحشية.
وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا بعدما ضرب زلزالان قويان كلا البلدين في عام 1999 مما أدى إلى تعاطف متبادل وتقديم مساعدات من كل جانب إلى الآخر.
وتخلت اليونان عن اعتراضاتها على حصول تركيا على وضع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي في أواخر عام 1999.