الأميركيون يواصلون تعقب بن لادن في الجبال الأفغانية
ـــــــــــــــــــــــ
الجنرال عبد الرشيد دوستم يعلن لمسؤولين أميركيين موافقته على التعاون مع الحكومة الانتقالية في كابل
ـــــــــــــــــــــــ
الطائرات الأميركية تواصل قصفها لمنطقة توره بوره التي يعتقد بوجود بن لادن فيها
ـــــــــــــــــــــــ
المبعوث الخاص إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي يصل كابل الثلاثاء في إطار الإعداد لانتقال السلطة إلى الحكومة الجديدة
ـــــــــــــــــــــــ
أكدت الولايات المتحدة أنها تعرف مكان اختباء أسامة بن لادن في أفغانستان وأن قواتها تواصل تعقبه. وقالت إنها نقلت إدارة عملياتها البرية في أفغانستان من أتلانتا إلى الخليج. وبينما تدور المعارك التي تستهدف تنظيم القاعدة قرب جلال آباد شرقي أفغانستان، تواصل قوات البحرية الأميركية عمليات تمركزها في معسكر رينو جنوبي البلاد.
وفي غضون ذلك أعلن الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم أنه سيتعاون مع حكومة كابل الانتقالية. وفي السياق ذاته أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي الخاص إلى الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى العاصمة الأفغانية كابل بعد غد الثلاثاء لبحث مسألة انتقال السلطة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب مقتل 21 شخصا في تحطم مروحية لتحالف الشمال شمالي البلاد في وقت سابق اليوم.
وكانت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية قد أفادت أن معارك عنيفة وقعت بين قوات قبلية متناحرة تتنافس على السلطة في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان بعد انسحاب حركة طالبان وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى على الأقل. كما شهدت مدينة قندهار في وقت سابق تفجر قتال شوارع بين العناصر القبلية التي تتنازع السيطرة على المدينة.
وعلى صعيد مطاردة القوات الأميركية لأسامة بن لادن ذكر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تعرف بصورة عامة مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مشيرا إلى أن القوات الأميركية لا تزال تتعقبه.
وقال مايرز إن المسؤولين الأميركيين الذين يعملون مع قوات تحالف الشمال يعتقدون أن بن لادن لا يزال في أفغانستان، مضيفا أن القوات الأميركية ليس لديها أدلة قاطعة على مكان وجوده أو مكان وجود زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر.
وقد شنت القاذفات الأميركية الثقيلة من طراز بي 52 غارات عنيفة اليوم على منطقة توره بوره الجبلية قرب جلال آباد شرق أفغانستان. وقال موفد الجزيرة إلى المنطقة إن القاذفات الأميركية الثقيلة لم تتوقف منذ صباح اليوم عن قصف الجبل الأبيض في توره بوره حيث يعتقد أن مقاتلي تنظيم القاعدة يتحصنون هناك.
وأوضح أن قصف اليوم كان الأعنف للمنطقة والذي يتصاعد يوميا من حيث عدد الطلعات وحجم القنابل والصواريخ الملقاة إضافة إلى عمليات التمشيط. ونفذت قاذفات بي 52 خمس غارات على الأقل منذ الصباح وحتى بعد الظهر وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان فوق المنطقة الجبلية.
وقالت الأنباء إن القوات المناوئة لطالبان ما زالت تحاصر الجبل الأبيض وتقطع كل الطرق المؤدية إليه. وأكد موفد الجزيرة أن مقاتلي القاعدة الأجانب ومعظمهم من العرب أطلقوا قذائف الهاون على المواقع التي استولت عليها مؤخرا قوات القائد حضرت علي في توره بوره.
وفي شأن إدارة العمليات العسكرية قالت مصادر دفاعية ومسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة حولت قيادة قواتها البرية في أفغانستان من أتلانتا إلى الكويت، وأرسلت قائد الجيش الأميركي لإدارة هذه العمليات من هناك.
وذكرت السفارة الأميركية في الكويت أن الجنرال بول ميكولاشيك (54 عاما) انتقل بشكل مؤقت من أتلانتا إلى الكويت لإدارة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية في أفغانستان.
وأفادت السفارة بأن قرار النقل اتخذ لأسباب تتعلق بالتوقيت والمسافات. ونفى مسؤولون أميركيون في الوقت نفسه أن يكون الجيش الأميركي يرسل وحدات قتالية برية من الكويت إلى أفغانستان.
وقالت مصادر دفاعية إنه إضافة إلى قادة الجيش الأميركي فإن هناك ضباطا كبارا من الدول المتحالفة التي أرسلت قوات إلى أفغانستان مثل فرنسا وبريطانيا يعملون من معسكر الدوحة بمدينة الكويت.
بن لادن يقود القتال
وكان متحدث باسم تحالف الشمال قد ذكر أن أسامة بن لادن يقود بنفسه نحو ألف مقاتل يدافعون عن معقله الجبلي في توره بوره شرق أفغانستان. وقال المتحدث محمد أمين إن القوات المناوئة لطالبان بقيادة القائد حضرت علي جعلت مقاتلي القاعدة يخرجون من قواعدهم في مرتفعات توره بوره المليئة بالكهوف وتقوم بمهاجمتهم في الحصون القريبة.
وأضاف أن أسامة يقود القتال بنفسه مع حوالي ألف من أتباعه من بينهم بعض مسؤولي طالبان الذين تحصنوا داخل حصون مرتفعات الجبل الأبيض بعد اجتياح قوات التحالف كل قواعدهم في توره بوره.
كما أعلن القائد العسكري حاجي محمد زمان للصحفيين أنه من المؤكد بنسبة 100% أن بن لادن موجود هناك. وقال زمان من جهة ثانية إن ثلاثة من مقاتلي قوات تحالف الشمال قتلوا في توره بوره عندما قصفت طائرة أميركية موقعهم فجر اليوم. وقال للصحفيين إنه تم إبلاغ الأميركيين لتفادي ضرب مواقع التحالف المشاركة في الهجوم.
وبدأ الهجوم على توره بوره الأربعاء الماضي بالتعاون بين ثلاثة قادة محليين هم القائد حضرت علي، والقائد حاجي محمد زمان القائد العسكري الجديد لولاية ننجرهار (عاصمتها جلال آباد) وحاجي ظاهر نجل الحاكم حاجي عبد القدير. ويبلغ عدد هذه القوات حوالي ثلاثة آلاف شخص.
دوستم يعلن تعاونه مع كابل
في هذه الأثناء أعلن الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم موافقته على التعاون مع حكومة كابل الانتقالية برئاسة حامد كرزاي. وقال مسؤول بارز في الخارجية الأميركية رفض الكشف عن هويته إن دوستم أطلع مسؤولين أميركيين على قراره هذا.
وكان دوستم الذي تسيطر قواته على مناطق واسعة من الشمال الأفغاني قد رفض في وقت سابق التعاون مع الحكومة الانتقالية التي تم تشكيلها في مؤتمر بون بحجة ضعف تمثيل الأوزبك فيها.
وعلى الصعيد نفسه قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة وافينا بيلمونت إن المبعوث الدولي الخاص إلى الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى العاصمة الأفغانية كابل بعد غد الثلاثاء بعد محادثات في روما يجريها مع الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه.
وذكرت المتحدثة أن الإبراهيمي سيبحث مع المسؤولين في الحكومة الانتقالية مسألة انتقال السلطة، كما سيشارك في عملية تنصيب الحكومة الجديدة في الثاني والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.