مصادر بشتونية تؤكد وجود الملا عمر في قندهار
ـــــــــــــــــــــــ
زعماء بشتون يشكلون مجلس شورى لتسوية الخلافات على السلطة في قندهار والسيطرة على مجريات الأمور
ـــــــــــــــــــــــ
قائد في تحالف الشمال يعلن أن أسامة بن لادن يتحصن في توره بوره والمقاتلون العرب هناك يصرون على المقاومة ويرفضون الاستسلام
ـــــــــــــــــــــــ
البنتاغون يعترف بأن القوات الأميركية لا تعرف حتى الآن مكان بن لادن والملا عمر ويؤكد استخدام المروحيات في مواجهة عناصر طالبان
ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت مصادر قبلية بشتونية أن زعيم طالبان الملا محمد عمر لا يزال في مدينة قندهار بعد تسليمها. وقرر زعماء البشتون تشكيل مجلس أفغاني لتسوية الخلافات والسيطرة على الوضع في قندهار. في هذه الأثناء تواصل القصف الأميركي على منطقة توره بوره شرق أفغانستان حيث يعتقد أن أسامة بن لادن لا يزال مختبئا هناك.
فعلى صعيد الوضع في مدينة قندهار أعلن خالد بشتون المتحدث باسم غل آغا حاكم قندهار السابق للقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني أن الملا محمد عمر وبعض القادة الآخرين موجودون مع الملا نقيب الله القائد المعين الجديد لقندهار. وشاركت مليشيات آغا في الهجوم على قندهار لكنه استنكر تسليمها للملا نقيب الله القائد العسكري السابق للمدينة.
وأضاف بشتون أن مجموعة الملا عمر في بيئة صديقة بقندهار ولن يقبض عليهم نقيب الله إلا إذا طلب منه تسليمهم. وأعرب بشتون عن اعتقاده بأن ألفا من قيادات طالبان ما زالوا مع الملا عمر.
وأفادت الأنباء بأن اشتباكات وقعت بين قوات غل آغا وجنود الملا نقيب الله وأن آغا نفسه الذي أغضبته بنود اتفاق تسليم قندهار استولى على منزل حاكم المدينة. وقال بشتون إن ما بين 250 و300 من المقاتلين العرب الموالين لطالبان ما زالوا متحصنين في مطار قندهار الذي يخضع حاليا لسيطرة قوات مناوئة لطالبان وأوضح أن من الصعب إقناع هؤلاء المقاتلين بالاستسلام.
وأضاف أن كل مقاتل عربي في جيبه قنبلة يدوية يفجرها إذا اقترب منه أحد. وقال إن الطريقة الوحيدة لتحييدهم هي إطلاق الرصاص عليهم مشيرا إلى إرسال مندوبين للتفاوض معهم وإقناعهم بتسليم أنفسهم. وأكد خالد بشتون في السياق ذاته أنه تم تشكيل مجلس شورى من قادة القبائل البشتونية لتسوية الخلافات القبلية والسيطرة على مجريات الأمور في قندهار. وأوضح بشتون أن المجلس يضم رئيس الحكومة الانتقالية حميد كرزاي وحاجي غل آغا والملا نقيب الله.
وكان كرزاي قد قال في لقاء هاتفي مع الجزيرة إن القوات التي دخلت قندهار كانت قوات مشتركة. كما أعلن أنه ليس بصدد دخول قندهار بل سيتوجه إلى العاصمة كابل. وقال أيضا إن الملا محمد عمر لم يستجب للعفو المشروط الذي عرضه عليه بل اكتفى بالاختفاء من قندهار ويجب العثور عليه وتقديمه للمحاكمة.
الغارات الأميركية
وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي تحدثت فيه الأنباء عن قيام الطائرات الأميركية بشن مزيد من الغارات على قندهار دون أن تكترث لمناشدة الإدارة الأفغانية الجديدة بوقف هذه الغارات.
وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أمس أن أعضاء المجلس الوطني الذي تولى السلطة في قندهار دعا الولايات المتحدة إلى وقف غاراتها الجوية على المدينة. وأشار المجلس إلى أن سبب مواصلة الغارات قد انتهى بتسليم طالبان المدينة إلى الملا نقيب الله والبدء بتسليم أسلحتها.
معارك في توره بوره
على صعيد آخر واصلت قوات من تحالف الشمال بقيادة القائد حضرت علي معاركها ضد المقاتلين الأجانب من تنظيم القاعدة في منطقة توره بوره الجبلية بشرق أفغانستان. وقال حضرت علي إن أسامة بن لادن لا يزال مختبئا على الأرجح هناك.
وقال موفد الجزيرة إلى جلال آباد إن الطائرات الأميركية واصلت مساء أمس قصف جبال توره بوره. وتركز القصف بالقنابل والصواريخ على سلسلة مرتفعات الجبل الأبيض الذي تقع توره بوره في قمته.
وكان القائد علي قد أعلن أثناء زيارة إلى الخطوط الأمامية أن توره بوره أصبحت وراءهم وهم يتقدمون الآن إلى منطقة أخرى. ونقل عنه القول إن المقاتلين العرب طلبوا منحهم مهلة خمسة أيام للخروج من المنطقة. وأشار الموفد إلى أن هناك تأكيدا على أن قوات القاعدة تتمركز في هذه المنطقة، وهو الدافع وراء الغارات الأميركية المكثفة عليها.
تصريحات أميركية
أكد قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أن الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن مكان زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال الجنرال فرانكس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن تقارير المخابرات لا تتفق على مكان وجود الملا محمد عمر وبن لادن والقادة الآخرين، مشيرا إلى أن عدم معرفة مكان الملا عمر لا يدفعه إلى الاعتقاد بأنه اختفى.
ووصف الوضع في قندهار بأنه مازال غير مستقر وأن الأمر قد يستغرق يومين أو ثلاثة لتقييم الموقف في المدينة. ولم يستبعد الجنرال فرانكس دخول قوات مشاة البحرية الأميركية إلى قندهار.
وأشار الجنرال الأميركي إلى أن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) هاجمت مقاتلين لطالبان وتنظيم القاعدة أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، لكنه لم يستطع تحديد عدد دقيق لمقاتلي طالبان الذين غادروا قندهار، وذكر أن العدد يبدو أنه ليس كبيرا.
وأوضح الجنرال فرانكس أن عددا كبيرا من مقاتلي طالبان استسلم في قندهار، لكن عددا آخر منهم غادر المدينة بسلاحه مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع عناصر من المارينز استخدمت فيها المروحيات.
وبشأن ما ذكرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن اعتقادها بوجود دلائل على وجود أسلحة للدمار الشامل في أكثر من 40 موقعا لطالبان، قال فرانكس إن خبراء عسكريين تحروا ذلك وأخذوا عينات من أكثر من نصف عدد تلك المواقع. وأوضح أن العينات لم تشر إلى وجود أسلحة دمار شامل مؤكدا أن البحث مازال جاريا ولم يتوقف.