طائرات الأباتشي تدمر مقار الشرطة في رفح


undefined

ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تقول إن مقار الأمن تستخدم في قصف المستوطنات بالهاون والسلطة تؤكد استخدامها لاعتقال المطلوبين
ـــــــــــــــــــــــ
عرفات يرفض الاتهامات الأميركية بأن حملة الاعتقالات وهمية ويتهم واشنطن بالانحياز الكامل لإسرائيل
ـــــــــــــــــــــــ
حماس تنفي أن تكون حذرت السلطة من مغبة المساس بالشيخ ياسين وتؤكد وحدة الصف الفلسطيني لحماية مشروع المقاومة
ـــــــــــــــــــــــ

دمرت الطائرات الإسرائيلية مقار الأمن الفلسطيني في رفح بعد ساعات من انفضاض اجتماع أمني مشترك برعاية أميركية وصفته واشنطن بالبناء. وشن الرئيس عرفات من جهته هجوما على سياسات واشنطن المنحازة لإسرائيل، في حين نفت حماس أن تكون حذرت السلطة من المساس بالشيخ ياسين.


undefinedوأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن مروحيات من نوع أباتشي الأميركية الصنع ألقت تسعة صواريخ على مقر الشرطة الفلسطينية ومقر الاستخبارات العسكرية ومقر قوات 17 الحرس الشخصي للرئيس ياسر عرفات في رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مما أدى إلى تدميرها تدميرا كاملا، ولم يعلن عن وقوع إصابات.

وهذه هي المرة الثانية التي تقصف فيها إسرائيل مقار أمنية فلسطينية في قطاع غزة في أقل من 24 ساعة، حيث إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت أمس المقر الرئيسي للشرطة الفلسطينية في غزة لتحوله إلى أنقاض.

وقال المفوض العام للتوجيه الوطني في غزة العميد مازن عز الدين إن القصف أصبح سياسة مستمرة لدى حكومة شارون بهدف الضغط على السلطة الفلسطينية "ومستثمرا أيضا الضغط الدولي على الرئيس عرفات". وأضاف أن القصف يستهدف في المقام الأول تدمير كل مقار الأمن العام والشرطة والأمن الوطني والمطار وجميع المؤسسات ذات الصفة السيادية.

إعلان

تبرير إسرائيلي
وزعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن هجوم رفح جاء ردا على استمرار هجمات المورتر الفلسطينية على مستوطنات إسرائيلية وأهداف عسكرية في قطاع غزة. وقال بيان للجيش إن أجهزة الأمن الفلسطينية التي أصيبت مكاتبها "مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن هجمات المورتر".

ورفض مدير الأمن العام الفلسطيني اللواء عبد الرزاق المجايدة هذا الاتهام، وقال إن أجهزة الأمن التي أصيبت كانت تعمل على نشر الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية والحفاظ على وقف إطلاق النار.


undefinedالاجتماع الأمني

ويأتي القصف الجديد عقب ورود أنباء عن أن الاجتماع الأمني الذي عقد في تل أبيب بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين برعاية أميركية انتهى بمشاحنات، ولم يعرف بالتحديد ماذا دار فيه. لكن السفارة الأميركية في تل أبيب وصفت المحادثات في بيان لها بأنها كانت "جادة وبناءة"، وقالت إنها "تركزت على القضايا الأمنية وبشكل خاص الخطوات العملية في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب ووقف العنف".

وصرح مسؤول أمني فلسطيني بأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر غدا الأحد بناء على طلب من المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط الجنرال أنتوني زيني. وقال المصدر إنه "تم من دون تحديد مكان انعقاده".

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلن أن إسرائيل اتهمت السلطة الفلسطينية "بالخداع" بشأن الاعتقالات التي أعلنتها في صفوف الفلسطينيين المطلوبين. وقال المتحدث إن "المندوبين الفلسطينيين واصلوا خداعهم أثناء المحادثات لإعطاء الانطباع بأنهم بدؤوا بالفعل خوض حرب ضد الإرهاب".

كما كشف مسؤول إسرائيلي أن المحادثات كانت "صعبة للغاية" حيث طالب الجانب الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني ببذل جهد أكبر في كبح جماح رجال المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق قذائف الهاون على المستوطنات الإسرائيلية. وأضاف "كنا حازمين في طرح وجهة نظرنا بأن الفلسطينيين يعتقلون فقط المطلوبين من الصف الثاني والثالث". وقال المسؤول الإسرائيلي "جاء الفلسطينيون إلينا بكل أنواع المطالب لتخفيف الضغط في الأراضي، لكننا لا ننوي أن نفعل هذا".

إعلان

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن زيني قدم للمسؤولين في السلطة الفلسطينية وثيقة تتضمن 16 بندا تتناول بالتفصيل الطريقة التي يتعين عليهم التحرك بها لمكافحة ما يسمى الإرهاب.


undefinedعرفات يهاجم أميركا

في غضون ذلك قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقابلة نادرة مع التلفزيون الإسرائيلي مساء الجمعة إنه يبذل قصارى جهده لاعتقال من أسماهم بالمتشددين. وأضاف أن السلطة الفلسطينية اعتقلت حتى الآن 17 شخصا من قائمة تضم 33 اسما قدمها إليها المبعوث الأميركي أنتوني زيني إضافة إلى "عشرات آخرين".

وعندما أشار المذيع التلفزيوني إلى أن الولايات المتحدة تعتبر هذه الاعتقالات خادعة ظهر الغضب بوضوح على عرفات وقال "ومن يحفل بالأميركيين إنهم يقفون بجوار إسرائيل ويعطونها كل شيء". وتساءل عرفات عمن يعطي إسرائيل الطائرات والدبابات والمال، وذلك في إشارة إلى نحو ثلاثة مليارات دولار أميركي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل التي تحولها إلى شراء أسلحة أميركية.

وقال عرفات إنه يمد يده إلى الشعب الإسرائيلي "من أجل التوصل إلى سلام لمصلحة أبنائنا وأبنائكم"، وأضاف أنه مستعد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل.

لكن الرئيس الفلسطيني الذي بدا منفعلا أثناء المقابلة, اتهم المسؤولين ووسائل الإعلام في إسرائيل بشن حملة تحريض ضده وضد السلطة الفلسطينية التي يرأسها. وقال إن "إعلامكم لا يتوقف عن التحريض ضدنا ويقولون إنني بن لادن والسلطة طالبان.. هل أنا بن لادن؟!.. هل أنا بن لادن؟!".

وبعد أن ذكر بأن سلطته تدين "العمليات الإرهابية" أعلن أن العمليات التي تنفذها حركتا حماس والجهاد الإسلامي "ليست موجهة ضد إسرائيل فحسب بل وهي تسيء إلى الشعب الفلسطيني". ونفى عرفات أي تواطؤ بين السلطة الوطنية الفلسطينية وهاتين الحركتين وقال "لقد تدربوا على أيدي إيران وحزب الله".


undefinedحماس تنفي

نفت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في وقت سابق مسؤوليتها عن بيان نشرته وكالات أنباء أجنبية يحذر مسؤولي السلطة الفلسطينية من "محاولة المساس" بالشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة.

وقد حذر البيان "السلطة وقادة الأجهزة الأمنية وخاصة غازي الجبالي (قائد الشرطة الفلسطينية في غزة الذي وصفه البيان بأوصاف قاسية) من أي محاولة للمساس بشيخ المجاهدين أحمد ياسين وتحملهم مسؤولية تعرضه وتعرض أي من مجاهدينا لأي أذى".

إعلان

وأكد البيان وحدة الصف الفلسطيني كضرورة حتمية لحماية مشروع الجهاد والمقاومة وديمومة انتفاضة الأقصى وأن لكتائب عز الدين القسام عدوا واحدا "هو عدو الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي وهو الاحتلال الصهيوني".

أجاويد يكشف مخططات إسرائيل
في سياق آخر قلل وزير الخارجية الأميركي كولن باول من أهمية تصريحات أدلى بها رئيس وزراء تركيا بولنت أجاويد أمس الجمعة التي قال فيها إن رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون أبلغه بأنه يريد "التخلص" من عرفات. وقال باول في حديث للصحفيين أثناء توجهه إلى طشقند عاصمة أوزبكستان إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ما زال زعيم الشعب الفلسطيني. لكن باول أضاف "أعتقد أنه يتعين على عرفات أن يفعل المزيد للحد من أعمال العنف".

وكان أجاويد كشف أن نظيره الإسرائيلي أبلغه في اتصال هاتفي بأن إسرائيل تريد التخلص من عرفات. وأشار أجاويد إلى أنه اتضح له من المكالمة أن "إسرائيل عازمة على الحرب".

وفي السياق نفسه أكد رعنان غيسين المتحدث باسم شارون أن رئيس الوزراء أجرى اتصالا هاتفيا مع أجاويد، لكنه قال إنه لا يعرف شيئا عن مضمون المحادثة. وأضاف "ما أستطيع قوله هو أن أكرر تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة في هذا الشأن: إسرائيل لا تنوي ضرب السيد عرفات أو إيذاءه بأي شكل".

وفي تعليق فلسطيني على هذه التصريحات قال مستشار لعرفات "نحن نحذر إسرائيل من اللعب بالنار". وأضاف نبيل أبو ردينة في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" إن ما كشف عنه أجاويد سيؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف في كل أنحاء المنطقة. وسبق أن اتهم عرفات شارون بمحاولة إسقاطه وتقويض السلطة الفلسطينية، لكن إسرائيل نفت هذه الاتهامات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان