توغل إسرائيلي في رفح وقنابل هاون على مستوطنة بغزة
ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تقول إنها تحتفظ لنفسها "بحق" منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من السفر للخارج
ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تتوعد بمواصلة عملياتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية ومواصلة عمليات اغتيال الناشطين
ـــــــــــــــــــــــ
أمين سر حركة فتح بالضفة الغربية يطالب مجددا الفصائل الفلسطينية بالدخول في حوار وطني حفاظا على وحدة المقاومة
ـــــــــــــــــــــــ
أفاد مصدر أمني فلسطيني أن دبابتين إسرائيليتين توغلتا مساء اليوم لأكثر من 500 متر في الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وذكر مصدر أمني أن الجيش الإسرائيلي توغل قرب مستوطنة ميراج شمال شرق مدينة رفح.
في غضون ذلك انفجرت قذيفة هاون أطلقها فلسطينيون قرب مجموعة من الجنود الإسرائيليين بمحيط مجمع مستوطنات في قطاع غزة، كما أصيب طفل فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في رام الله.
وفي السياق ذاته قالت إسرائيل إنها تحتفظ لنفسها بحق منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من السفر إلى الخارج، في حين حملت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة.
فقد أطلق فلسطينيون قذيفة هاون على مجموعة جنود إسرائيليين كانوا يقومون بأعمال دورية في محيط مجمع مستوطنات جنوبي قطاع غزة، لكنها لم تسفر عن وقوع أي إصابات أو أضرار بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية.
وفي رام الله أصيب الطفل الفلسطيني ياسر الكسبة (12 عاما) في رأسه أثناء مصادمات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، ووقع الحادث قرب مخيم قلندية للاجئين جنوبي رام الله حيث كان الطفل يشارك في إلقاء الحجارة على جنود إسرائيليين كانوا يتمركزون عند حاجز. وقد نقل على الفور إلى المستشفى ووصفت حالته بأنها خطيرة.
منع عرفات من السفر
في غضون ذلك أعلن مسؤول إسرائيلي كبير اليوم أن إسرائيل تحتفظ لنفسها "بحق" منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه إلى الخارج. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "إن كل طلب يتقدم به عرفات للتنقل سيتم درسه وإننا نحتفظ بحق رفضه أو قبوله استنادا إلى الوضع الميداني".
وأضاف المسؤول إن تل أبيب ستعكف على دراسة الوضع مجددا "حينما يقرر عرفات التحرك بجدية ضد الإرهاب"، لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعلن في وقت سابق اليوم أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد يشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي يوم الاثنين المقبل في الدوحة.
من جانب ثان أوضح المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية طالما أن عرفات "لم يقرر بعد مقاومة الإرهاب فعليا". واتهم السلطات الأمنية الفلسطينية بالتستر على ناشطين فلسطينيين في رام الله ونابلس وجنين. وأكد أن إسرائيل ستقوم بما أسماه بعمليات قتل مستهدف في أوساط الناشطين.
السلطة تحمل شارون المسؤولية
من جانبها اتهمت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالسعي إلى نسف محاولات التهدئة إثر الغارات الإسرائيلية على مواقع الأمن الفلسطيني. وقال ناطق رسمي باسم السلطة في بيان إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى إلى نسف الجهود الإقليمية والدولية خصوصا جهود الموفد الأميركي أنتوني زيني لوضع حد لأعمال العنف والاغتيالات والحصار والجرائم الأخرى التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني".
كما اتهم المتحدث الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بخطف وقتل اثنين من الفلسطينيين يوم الجمعة شمالي الضفة الغربية. وزعم الجيش الإسرائيلي أن الرجلين كانا يستعدان لتنفيذ "اعتداء" على مستوطنة يهودية، وقام بقتلهما قرب بلدة كفر الديك شمالي رام الله.
وقال المتحدث إن "اغتيال المواطنين وقصف مراكز للشرطة والقوة 17 في رفح جرائم يتحمل أرييل شارون مسؤوليتها شخصيا". وأضاف "إن الأعمال الإجرامية الإسرائيلية وعمليات الرد التي نجمت عنها أدت إلى دوامة عنف تهدد بإغراق المنطقة في حمام دم". ودعا الناطق الأسرة الدولية إلى العمل على ضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع قد هدد عبر الإذاعة الإسرائيلية العامة في وقت سابق اليوم السبت بأن تل أبيب سترد على أي إطلاق لقذائف الهاون، كما أكد الجيش الإسرائيلي أن غاراته التي نفذها أثناء الليل ضد أهداف تابعة للأمن الفلسطيني جاءت ردا على إطلاق قذائف هاون مساء الجمعة على مستوطنة يهودية.
وذكر متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أن الغارات تشكل "تحذيرا" للرئيس ياسر عرفات للعمل على وقف الهجمات الفلسطينية. وكانت مروحيتان إسرائيليتان أطلقتا مساء الجمعة تسعة صواريخ على ثلاثة أهداف للأمن الفلسطيني في رفح جنوبي قطاع غزة مما أدى إلى تدمير مركزين أمنيين وإصابة الثالث بأضرار جسيمة.
الاعتقالات ليست حلا
من جانب آخر اعتبر أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي أن محاولات التهدئة فشلت بسبب إصرار شارون وأعوانه على العنف. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة إن السلطة الفلسطينية رضخت لضغوط أميركية وبدأت حملة اعتقالات وسط الناشطين الفلسطينيين.
وأكد البرغوثي أن هذه الاعتقالات ستصل إلى طريق مسدود ولن تشكل حلا للمشكلة، ودعا الأطراف الفلسطينية إلى الدخول في حوار سياسي حتى لا يحدث الانشقاق في الصف الفلسطيني
وقال البرغوثي إن العدوان الإسرائيلي مازال مستمرا بضوء أخضر من أميركا، وكل محاولات التهدئة لن تنجح، مؤكدا أن إنهاء الحصار والاحتلال وعمليات الاغتيال هو السبيل الوحيد لإنهاء المشكلة.