الغموض يكتنف مصير الملا عمر وبن لادن
ـــــــــــــــــــــــ
الجنرال فرانكس لا يستبعد دخول قوات المارينز إلى قندهار ويصف الوضع في المدينة بأنه مازال غير مستقر وأن الأمر قد يستغرق يومين أو ثلاثة لتقييم الموقف داخلها
ـــــــــــــــــــــــ
مسؤول قبلي بشتوني يؤكد أن ما بين 250 إلى 300 من المقاتلين العرب مازالوا متحصنين في مطار قندهار الذي يخضع حاليا لسيطرة قوات قبلية
ـــــــــــــــــــــــ
بوش يؤكد أن طريق محاربة الإرهاب لايزال طويلا إذ إن العمل الأكثر صعوبة وخطورة لم يبدأ بعد
ـــــــــــــــــــــــ
أكد قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس أن الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن مكان زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. من جهة أخرى قال رئيس الحكومة الأفغانية الانتقالية حامد كرزاي في لقاء هاتفي مع قناة الجزيرة إن القوات التي دخلت قندهار كانت قوات مشتركة، كما أعلن كرزاي أيضا أنه شخصيا ليس بصدد دخول قندهار بل سيتوجه إلى العاصمة كابل. وفي سياق آخر أشتبك أمس عناصر جنود البحرية الأميركية مع مقاتلين من طالبان وتنظيم القاعدة أثناء انسحابهم من المدينة. وقد دارت معارك بين قوات قيادتين قبليتين في قندهار للسيطرة على المدينة بعد أن سلمتها طالبان للملا نقيب الله أحد قادة المجاهدين السابقين.
تصريحات فرانكس
وقال الجنرال فرانكس في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن تقارير المخابرات لا تتفق على مكان وجود الملا محمد عمر وبن لادن والقادة الآخرين، مشيرا إلى أن عدم معرفة مكان الملا عمر لا يدفعه إلى الاعتقاد أنه اختفى.
ووصف الوضع في قندهار بأنه مازال غير مستقر وأن الأمر قد يستغرق يومين أو ثلاثة لتقييم الموقف في المدينة. ولم يستبعد الجنرال فرانكس دخول قوات مشاة البحرية الأميركية إلى قندهار.
وأشار الجنرال الأميركي إلى أن قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" هاجمت مقاتلين لطالبان وتنظيم القاعدة أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، غير أنه لم يستطع تحديد عدد مقاتلي طالبان الذين غادروا قندهار بالدقة، لكنه ذكر أن العدد يبدو أنه ليس كبيرا.
وأوضح الجنرال فرانكس أن عددا كبيرا من مقاتلي طالبان استسلم في قندهار، لكن عددا آخر منهم غادر المدينة بسلاحه مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع عناصر من المارينز استخدمت خلالها المروحيات.
وبشأن ما ذكرته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن اعتقادها بوجود دلائل على وجود أسلحة للدمار الشامل في أكثر من 40 موقعا لطالبان، قال فرانكس إن خبراء عسكريين تحروا ذلك وأخذوا عينات من أكثر من نصف عدد تلك المواقع. وأوضح أن العينات لم تشر إلى وجود أسلحة دمار شامل مؤكدا أن البحث مازال جاريا ولم يتوقف.
من جانبه قال خالد بشتون المتحدث باسم حاكم قندهار السابق حاجي غل آغا إن الملا عمر وبعض القادة الآخرين في حركة طالبان موجودون مع الملا نقيب الله أحد قادة المجاهدين السابقين والذي تسلم قندهار من طالبان.
وأشار بشتون في حديث للقناة البريطانية الرابعة إلى أنه يعتقد أن ألفا من قيادات طالبان مازالوا مع الملا عمر. وأوضح بشتون أن ما بين 250 إلى 300 من المقاتلين العرب مازالوا متحصنين في مطار قندهار الذي يخضع حاليا لسيطرة قوات قبلية بشتونية.
معارك قندهار
وكانت معارك قد دارت أمس بين قوات قيادتين قبليتين في قندهار للسيطرة على المدينة بعد أن سلمتها طالبان إلى الملا نقيب الله، وأعلن زعيم محلي أن حاجي غل آغا استرجع مساء أمس مقره الرسمي السابق إثر مواجهات مع القوات الموالية للملا نقيب الله الذي سلمته حركة طالبان المدينة بعد استسلامها.
وقال قنصل أفغانستان العام في كويتا غربي باكستان عبد الخالق إن رجال غل آغا اشتبكوا مع رجال نقيب الله مشيرا إلى أن المعارك توقفت الآن. وقال للصحفيين "إن الوضع هادئ الآن" في قندهار.
وكان أحد معاوني غل آغا أعلن في وقت سابق أن زعيمه يرفض الاتفاق الذي أبرمه رئيس الحكومة الانتقالية المقبلة حامد كرزاي مع طالبان لتسليم المدينة إلى مجلس محلي برئاسة الملا نقيب الله.
وقال غل "نحن نعارض الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين كرزاي وطالبان". وأضاف "أن الملا عمر هو الداعم الرئيسي للقاعدة.. نحن لسنا ضد كرزاي ولكن لا يمكننا تأييد هذا الاتفاق".
وبعد الإعلان عن استسلام طالبان كان كرزاي تحدث عن وقوع حوادث مخلة بالنظام وأعمال نهب في قندهار، وأعرب عن أمله في أن تتم عودة الأمن بأسرع وقت ممكن". وقلل من أهمية الخلافات مع غل آغا -حليفه العسكري في المنطقة- وقال "آمل أن تسير الأمور بخير, فغل آغا أفغاني جيد". وقال كرازاي في لقاء هاتفي مع الجزيرة إن القوات التي دخلت قندهار كانت قوات مشتركة. كما أعلن كرازاي إنه ليس بصدد دخول قندهار بل سيتوجه إلى العاصمة كابول. وقال كرازاي أيضا إن الملا محمد عمر لم يستجب للعفو المشروط الذي عرضه عليه بل اكتفى بالاختفاء من قندهار ويجب العثور عليه وتقديمه للمحاكمة.
مواصلة القصف الجوي
وكان المتحدث باسم التحالف الدولي في باكستان كينتون كيث قال إن الحملة الجوية المستمرة منذ نحو شهرين لن تتوقف رغم استسلام طالبان وتسليم أسلحتها في قندهار.
وأوضح كيث للصحفيين في إسلام آباد "إن الحملة لن تتوقف قبل أن تحقق كل أهدافها المتمثلة في القضاء الكامل على طالبان وإلقاء القبض على زعيم الحركة الملا عمر وقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". وأضاف أن الإدارة الأميركية غير ملمة بما إذا كان الوضع فعلا يستحق وقف الغارات.
وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي تحدثت فيه الأنباء عن قيام الطائرات الأميركية بشن مزيد من الغارات على قندهار دون أن تكترث لمناشدة الإدارة الأفغانية الجديدة بوقف هذه الغارات.
وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية في وقت سابق الجمعة أن أعضاء المجلس الوطني الذي تولى السلطة في قندهار دعا الولايات المتحدة إلى وقف غاراتها الجوية على المدينة، مشيرا إلى أن سبب مواصلة الغارات قد انتهى بتسليم طالبان المدينة إلى الملا نقيب الله والبدء بتسليم أسلحتها.
وفي شرق أفغانستان يواصل مقاتلو القاعدة مقاومة قوات القبائل الأفغانية المنطلقة من جلال آباد باتجاه منطقة توره بوره، لكن احتمال وجود بن لادن في سلسلة المغارات والأنفاق المحفورة في الجبال يبدو غير مرجح.
وقال موفد للجزيرة إلى جلال آباد إن الطائرات الأميركية حلقت الجمعة بكثافة في سماء المنطقة التي يعتقد أن قادة تنظيم القاعدة يختبئون فيها قبل أن تقصف جبال توره بوره بعد الظهر. وأضاف الموفد أن قوات للقائد حضرت علي تقدمت باتجاه سفح الجبل الأبيض الذي تقع توره بوره في قمته.
وكان القائد علي قد أعلن أثناء زيارة إلى الخطوط الأمامية أن توره بوره أصبحت وراءهم وهم يتقدمون الآن إلى منطقة أخرى. ونقل عنه القول إن المقاتلين العرب طلبوا منحهم مهلة خمسة أيام للخروج من المنطقة. وأشار الموفد إلى أن هناك تأكيدا على أن قوات القاعدة تتمركز في هذه المنطقة، وهو الدافع وراء الغارات الأميركية المكثفة عليها.
قوات دولية
وفي سياق متصل أعرب المسؤول عن عمليات حفظ السلام الدولية في الأمم المتحدة جان ماري غيهينو الجمعة عن أمله في أن يتم الاتفاق على بدء انتشار قوة أمنية في أفغانستان بحلول 22 ديسمبر/ كانون الأول موعد تسلم الحكومة الأفغانية الانتقالية مهامها.
واعتبر المسؤول الدولي أن القوة ستكون بمثابة "عامل استقرار" للوضع في أفغانستان، ولكنه رفض إعطاء تفاصيل عن تشكيلها أو مدة عملها المحتملة. وقال المسؤول "لن نفتقر" إلى الجنود لتشكيل هذه القوة. وأضاف "ستكون قوة متعددة الجنسيات, ائتلاف دول مستعدة (للمشاركة) وليس قوة طوارئ".
وقد طلب ممثلو المجموعات الأفغانية الذين وقعوا اتفاقا بشأن تشكيل إدارة مؤقتة الأربعاء في بون، تشكيل مثل هذه القوة الأمنية الدولية. ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس على اتفاق بون بشأن تشكيل حكومة أفغانية انتقالية, ولكنه أرجأ إلى وقت لاحق إقرار تشكيل قوة أمنية مؤقتة.
بوش يحتفل
وعقب سقوط قندهار بيد القوات المناوئة لحركة طالبان، احتفل الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بالانتصار على حركة طالبان وتنظيم القاعدة مستغلا ذكرى هزيمة بيل هاربور للحديث عن انتصاره في أفغانستان.
وقال في تصريحات أثناء زيارته لحاملة الطائرات الأميركية إنتربرايز بنورفولك في فيرجينيا إحياء لذكرى الهجوم على بيرل هاربور في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 1941، إن النظام الذي كان يسيطر على معظم أنحاء أفغانستان لا يسيطر اليوم سوى على بضعة كهوف.
وقال بوش للمشاركين في الاحتفال إن يوم 11 سبتمبر/ أيلول الماضي سيبقى في الأذهان باعتباره تاريخا ملطخا بالعار.
وأكد بوش أن طريق محاربة الإرهاب مازال طويلا إذ إن العمل الأكثر صعوبة وخطورة لم يبدأ بعد، مشيرا إلى وجود الكثير من "الإرهابيين مازالوا مختبئين في خنادق حصينة بأرض شديدة الوعورة".
وأضاف "يقال إنهم مستعدون للبقاء طويلا تحت الأرض، ولكن ينتظرهم تغيير مفاجئ في الخطط لأننا سنعثر عليهم واحدا بعد الآخر وسنمزق شبكتهم الإرهابية إربا إربا".
وأكد الرئيس الأميركي أن المعركة ضد الإرهاب ستنتهي بالنصر للولايات المتحدة وأصدقائها وقضية الحرية ولن تنتهي بهدنة أو معاهدة. وسخر بوش من قادة تنظيم القاعدة لقولهم عن الولايات المتحدة إنها نمر من ورق، مشيرا إلى أن ذلك كان قبل أن يزأر النمر.