استعدادات أميركية لمنع أفراد القاعدة من الفرار بحرا
ـــــــــــــــــــــــ
طالبان تستكمل عملية تسليم السلطة في قندهار إلى لجنة مشتركة من زعماء القبائل وعلماء الدين الإسلامي وقادة سابقين للمجاهدين
ـــــــــــــــــــــــ
الطيران الأميركي يقصف بعنف مناطق توره بوره وملاوا في جنوب جلال آباد وتضارب الأنباء بشأن سيطرة تحالف الشمال على المنطقة
ـــــــــــــــــــــــ
قوات طالبان تسلم أسلحتها وجميع السلطات إلى العناصر القبلية في سبين بولدك وهلمند وزابل
ـــــــــــــــــــــــ
حذر مسؤولون عسكريون أميركيون أصحاب السفن التجارية العاملة قرب الساحل الباكستاني وبحر العرب من تعرض سفنهم للإغراق ما لم يتعاونوا في البحث عن مقاتلي تنظيم القاعدة الفارين من أفغانستان. وشنت قوات مشاة البحرية الأميركية اليوم أول هجوم بري لها أسفر عن مقتل سبعة من عناصر طالبان.
وأفاد مسؤول أن الأسطول الخامس الأميركي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تراقب السفن التجارية العاملة بالقرب من الساحل الباكستاني وبحر العرب، في إطار ملاحقة أسامة بن لادن وأعضاء شبكة القاعدة التي يتزعمها وكذلك مقاتلى حركة طالبان المنهارة.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن كل من يشتبه في مساعدته أو نقله بن لادن وقيادة القاعدة يجب أن يتوقع اعتلاء سفينته ومواجهة خطر الإغراق أو الاستيلاء على السفينة وسوف يحتجز ويسجن.
وأفاد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الولايات المتحدة تستخدم كل إمكاناتها العسكرية المتاحة لاعتراض مساعدي بن لادن المشتبه بهم. وأشار إلى أن ذلك يشمل استخدام الغواصات والأقمار الصناعية.
وكانت مصادر عسكرية أميركية أعنت نهار اليوم أن قوات مشاة البحرية الأميركية شنت أول هجوم بري لها أسفر عن مقتل سبعة من عناصر طالبان. وترددت أنباء عن اختفاء زعيم طالبان الملا عمر من مدينة قندهار. وواصلت الطائرات الأميركية قصف منطقتي توره بوره وملاوا في جنوب جلال آباد قرب الحدود مع باكستان وتزامن الهجوم مع انهيار كامل لقوات طالبان في جنوب أفغانستان.
فعلى صعيد العمليات العسكرية الأميركية وللمرة الأولى منذ إقامة قاعدة مشاة البحرية (المارينز) في جنوب أفغانستان اشتبكت هذه القوات مع مقاتلين من حركة طالبان. وأفاد ضباط أميركيون أن عناصر من المارينز شنوا أول هجوم بري مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى في صفوف مقاتلي طالبان قرب قندهار. وقال النقيب ديفد روملي في تصريحات للصحفيين إن المارينز نفذوا هجوما ناجحا على قوات لطالبان على طريق قريب من قندهار مما أسفر أيضا عن تدمير ثلاث آليات لطالبان. وأوضح أن القتلى عناصر من حركة طالبان أو من تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
وفي السياق ذاته أكد مدير وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية محمد يعقوب شرفاتي في تصريح للجزيرة أن المنطقة الواقعة بين المطار والمدينة في قندهار تتعرض لقصف أميركي شديد منذ صباح اليوم رغم استسلام عناصر طالبان. وتتمركز القوات الأميركية منذ 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في قاعدة بالصحراء جنوب قندهار.
وأوضح شرفاتي أنه ليس هناك أي معلومات متوفرة عن مصير الملا عمر، لكن الوكالة ذكرت في نبأ عاجل لها في وقت لاحق أن الملا عمر لم يعد في مدينة قندهار. وأضافت أن الملا عمر فر من قندهار عقب إصداره أوامر لقواته بالاستسلام.
وقال الناطق باسم الائتلاف المناهض للإرهاب في إسلام آباد كنتون كيث إن قوات أفغانية محلية على وشك القبض على الملا عمر.
استسلام طالبان
في غضون ذلك أعلن رئيس الحكومة الانتقالية الجديدة في أفغانستان الزعيم البشتوني حامد كرزاي أن أنصاره بدؤوا بدخول مدينة قندهار حيث باشر مقاتلو حركة طالبان بتسليم أسلحتهم. وقال كرزاي في تصريحات لوكالات الأنباء عبر هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية إن عمليات تسليم أسلحة طالبان جرت بهدوء في قندهار.
وأفادت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية المقربة من حركة طالبان أن الحركة أنهت تسليم قندهار وأن لجنة محلية تولت إدارة المدينة. وأضافت أن قوات طالبان التي تدافع عن المدينة سلمت أسلحتها إلى لجنة مشتركة من زعماء القبائل وعلماء الدين الإسلامي وقادة سابقين للمجاهدين. ويرأس اللجنة الملا نجيب الله وهو قائد سابق للمجاهدين.
رفض العفو
ولكن كرزاي انضم إلى وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد في رفض العفو عن قيادات طالبان. وقال كرزاي إنه سيسلم قادة طالبان وحلفاءهم الأجانب لما أسماه بالعدالة الدولية.
وأوضح الزعيم البشتوني أنه أصدر عفوا عاما عن المجندين في صفوف طالبان لكن هذا العفو لن يشمل قادة طالبان والمقاتلين الأجانب الموالين لطالبان أو قيادات تنظيم القاعدة. وأضاف أنه سيتم اتخاذ إجراءات بالغة الشدة ضد هذه القيادات، واعتبر أن الملا محمد عمر "لم ينبذ الإرهاب وسيتحمل مسؤولية علاقاته مع الإرهابيين".
خلافات قبلية
وقلل كرزاي من أهمية خلافاته مع حاكم قندهار السابق حاجي غل آغا الذي كان حليفه العسكري في المنطقة ويرفض تسليم السلطة إلى نجيب الله. وأوضح أن الخلافات قد حُلت ولم يعد هناك أي مشكلة مع حاجي آغا. ولم يحدد كرزاي طبيعة هذه المشاكل.
وأعلن مقاتلو حاجي آغا مساء أمس أنهم استولوا على مطار قندهار ويريدون اقتحام المدينة اليوم. وقالت الأنباء إن آغا ينوي استعادة المنصب الذي خسره عام 1994 عندما استولت حركة طالبان على المدينة.
وقال متحدث باسم آغا إن اتفاق الاستسلام الذي تم التوصل إليه مع حركة طالبان ينطوي على عيوب جوهرية وسيشيع حالة من الفوضى. واعتبر خالد بشتون المتحدث باسم حاجي غل آغا أن كرزاي اتخذ قرارا خاطئا للغاية في قندهار دون التشاور مع زعماء القبائل أو أي شخص آخر. وأضاف بشتون أن المدينة أصبحت في حالة من الفوضى ويدور قتال من شارع إلى شارع مع استمرار عمليات النهب.
معارك في توره بوره
وقد تضاربت الأنباء بشأن تطورات الأوضاع الميدانية في منطقة توره بوره شرق أفغانستان مع استمرار القصف الأميركي العنيف لهذه المنطقة. فقد واصلت طائرات أميركية قصف منطقتي توره بوره وملاوا في جنوب جلال آباد على الحدود مع باكستان. وركز القصف الأميركي على ما يعتقد أنه كهوف ومغاور يختبئ فيها أعضاء تنظيم القاعدة وذلك باستخدام قنابل شديدة الانفجار.
وأعلن المتحدث العسكري باسم تحالف الشمال محمد هابيل أن قوات التحالف استولت على القاعدة الرئيسية لأسامة بن لادن في جبال توره بوره بشرق أفغانستان لكنها لم تعثر عليه. وقال هابيل إن قوات التحالف وجدت مقاومة عنيفة في المعارك التي وقعت ليلة أمس. وأضاف أن قوات التحالف بقيادة القائد العسكري حضرت علي استولت على كل منطقة توره بوره تقريبا وكهوفها الرئيسية، وأشار إلى بدء عملية تمشيط في الأجزاء الباقية من المنطقة.
وقال هابيل إنه تم أسر أفراد عائلات عربية بينهم نساء والاستيلاء على أسلحة ومركبات، لكن لا يوجد أي أثر لبن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وأضاف أنه لم يكن موجودا في توره بوره في الأيام الماضية من القتال وإذا كان موجودا فإنه على الأرجح تسلل إلى باكستان.
لكن وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ذكرت أن قوات بشتونية مناهضة لحركة طالبان استولت على تلة إستراتيجية أثناء ملاحقتها مئات المقاتلين من تنظيم القاعدة في توره بوره. وقد استولى المقاتلون المناهضون لحركة طالبان في ولاية ننجرهار على زير سار وهي تلة مهمة للإشراف على توره بوره, وتتجه هذه القوات الآن إلى تلال ملاوا حيث يتحصن المقاتلون الأجانب.
وأفادت الوكالة أن ما لا يقل عن ستة مقاتلين قبليين معارضين لطالبان قتلوا وأصيب خمسة بجروح صباح اليوم. وأعلن متحدث باسم القائد المحلي حاجي محمد زمان أن المعارك البرية تتواصل وأن القوات المناوئة لطالبان تتقدم بانتظام.
سقوط هلمند وزابل
وفي إطار الانهيار في صفوف قوات حركة طالبان بجنوب أفغانستان ذكر مسؤول في الحركة أن قوات طالبان استسلمت أيضا في ولايتي هلمند وزابل. وفي الوقت الذي بدأ فيه مقاتلو طالبان تسليم أسلحتهم في هلمند جرى تسليم السلطة في مدينة لشكر جاه عاصمة الولاية إلى مسؤولين فيما يسمى مجلس شورى قبائل البشتون. وأضافت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أن عملية الاستسلام ونقل السلطة في ولاية هلمند تمت بسلام ودون أي مقاومة من عناصر طالبان.
استسلام سبين بولدك
وفي سياق متصل أكد موفد الجزيرة في سبين بولدك استسلام قوات طالبان في البلدة الحدودية. وقال الموفد إن قوات من قبيلة نورساي المناوئة لطالبان سيطرت على البلدة الإستراتيجية قرب الحدود الباكستانية وإن قوات طالبان سلمت أسلحتها بطريقة سلمية.
وتم تسليم السلطة إلى الملا أختر جان وهو أحد زعماء قبيلة نورساي في سبين بولدك. وأوضح موفد الجزيرة أن عملية تسليم الأسلحة والبلدة تمت بهدوء وسلاسة دون حدوث أي مشكلات.