قوات المعارضة الأفغانية تعلن استيلاءها على مطار قندهار
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن ترفض العفو عن الملا عمر وتصر على محاكمته وطالبان تبدأ غدا تسليم أسلحتها للملا نقيب الله
ـــــــــــــــــــــــ
بنود اتفاق تسليم قندهار غير واضحة لكن مسؤولا في طالبان أكد أن الاتفاق يصون حياة الملا عمر ويضمن بقاءه في المدينة ليعيش بكرامة
ـــــــــــــــــــــــ
أنباء عن توجه فريق من الدبلوماسيين الأميركيين في نهاية الأسبوع إلى كابل للتحضير لفتح مكتب اتصال والعمل مع الحكومة الأفغانية المؤقتة
ـــــــــــــــــــــــ
أعلن مصدر مقرب من حاكم قندهار السابق غول آغا أن قوات المعارضة الأفغانية استولت اليوم على مطار قندهار جنوبي أفغانستان، وذلك بعد فترة وجيزة من موافقة قائد حركة طالبان الملا محمد عمر على تسليم المدينة لزعيم بشتوني معتدل مقابل عدم التعرض لقادة الحركة، لكن الولايات المتحدة رفضت هذه التسوية وأيدتها بريطانيا. في غضون ذلك ارتفع عدد القتلى من الجنود، الذين أصابتهم قنبلة أميركية أمس، إلى تسعة.
وعلى الصعيد السياسي أعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس في واشنطن أنه من المنتظر وصول فريق من الدبلوماسيين الأميركيين في نهاية الأسبوع إلى كابل للتحضير لفتح مكتب اتصال والعمل مع الحكومة الأفغانية الجديدة المؤقتة.
وذكرت شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية أن رجال قبائل من أنصار القائد البشتوني غول آغا سيطروا على مطار قندهار وهي آخر معاقل حركة طالبان. كما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية هذا النبأ نقلا عن مصدر مقرب من حاكم قندهار السابق.
وكان متحدث باسم آغا قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن هناك اشتباكات شرسة للسيطرة على المطار مع مقاتلين عرب يرتبطون بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، لكنهم اضطروا إلى التراجع فيما بعد إثر مقاومة قوية من طالبان. ولم تذكر الشبكة كيف أو متى سقط مطار قندهار لكنها أوضحت أن قوات قبلية مناوئة لطالبان بدأت بالفعل في التحرك صوب مدينة قندهار نفسها.
في غضون ذلك قال متحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان إن قوات المارينز المتمركزة قرب قندهار أطلقت قنبلة مضيئة قرب أحد قواعدها بعد أن اكتشفت ما سماه تهديدات حقيقة لكنه لم يوضح طبيعة ذلك التهديد.
وقد أعلن خالد بشتون أحد قادة قبائل البشتون المناوئين لطالبان في وقت مبكر اليوم وقفا فوريا لإطلاق النار حول قندهار التي تحاول قواته دخولها وذلك من أجل فتح المجال أمام المفاوضات السلمية الجارية حاليا. وقال "إننا لن نقاتل اليوم لنعطي فرصة للمحادثات" مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار دخل فعليا حيز التنفيذ.
رفض العفو عن الملا عمر
وفي رد فعل سريع على نبأ موافقة طالبان على تسليم آخر معاقلها في قندهار, قالت الولايات المتحدة إنها لن تسمح بالعفو عن الملا عمر والسماح له بالابتعاد بسلام، وإنها تصر على مثوله للمحاكمة بتهمة إيوائه تنظيم القاعدة. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد في مؤتمر البنتاغون الصحفي اليومي إن الولايات المتحدة لن توافق على العفو عن الملا عمر.
وأكد أن الولايات المتحدة تعارض أي تسوية توفر حماية للملا محمد عمر "للعيش بكرامة في قندهار أو خارج أفغانستان". وأضاف رمسفيلد للصحافيين متحدثا عن الملا عمر وأسامة بن لادن "نريد أن تأخذ العدالة مجراها وأن يمثلا أمام القضاء".
وكانت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان قد نقلت عن متحدث باسم طالبان في وقت سابق اليوم الخميس أن الملا عمر مستعد لتسليم مدينة قندهار. وقال المتحدث باسم طالبان للوكالة إن "الملا عمر قرر أنه يجدر تسليم قندهار إلى الملا نقيب الله" وهو زعيم سابق من المجاهدين. وأضاف أنه "تم اتخاذ قرار بتشكيل لجنة برئاسة الملا نقيب الله تتولى مهام حاكم قندهار".
وأوضح المتحدث أن الملا عمر "اتخذ هذا القرار بعد استشارة زعماء القبائل ومعاونيه والعلماء" مشيرا إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ بعد يوم أو يومين.

وقال سفير طالبان السابق في باكستان الملا عبد السلام ضعيف للجزيرة إن كلا من طالبان والقائد حامد كرزاي وافقا على تسليم زمام الأمور للملا نقيب الله من أجل حماية السكان المدنيين.
وأضاف "ستبدأ طالبان في تسليم أسلحتها للملا نقيب الله، القائد البارز الذي سيكون في قندهار غدا الجمعة". وعن مصير الملا محمد عمر قال ضعيف إنه ستوفر له الحماية ويسمح له بالعيش بكرامة، لأنه مجاهد عمل من أجل شعب أفغانستان وهو غير مذنب".
وقال موفد الجزيرة في سبين بولدك إن الاتفاق يسمح بعدم التعرض لقادة طالبان مقابل تسليم المدينة للملا نقيب الله.
وفي السياق نفسه وفيما يبدو أنه صدى لتصريحات رمسفيلد بشأن موافقة طالبان على تسليم آخر معاقلها، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تأييده لرفض واشنطن لأي عفو عن الملا عمر. وقال إن العالم "يشهد الفصل الأخير من انهيار نظام طالبان" في أفغانستان.
وأضاف بلير في مؤتمر صحفي "يبدو أننا نشهد الآن الفصل الأخير من انهيار حركة طالبان" في أفغانستان. وأضاف "أن ذلك يعطي إستراتيجيتنا شرعيتها منذ البداية".
وأكد بلير أن العالم "بات أكثر أمنا, لكن المعركة على الإرهاب لم تنته بعد" مشيرا إلى أن أفغانستان انتقلت من دولة كانت تعيش الإرهاب وتجارة المخدرات إلى دولة ستعترف بها المجموعة الدولية.
ارتفاع عدد القتلى
وعلى الصعيد نفسه قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن عدد القتلى من الجنود الأميركيين والأفغان الذين أصابتهم قنبلة أميركية أخطأت هدفها ارتفع اليوم إلى تسعة حيث توفي جندي سادس من قوات المعارضة الأفغانية متأثرا بجراحه.
وأفادت تقارير أولية في أعقاب حادث "إطلاق نيران صديقة" وقع أمس الأول بأن ثلاثة جنود من القوات الخاصة الأميركية وخمسة جنود من قوات المعارضة الأفغانية قتلوا عندما أسقطت قاذفة أميركية من طراز بي 52 قنبلة تزن 908 كيلوغرامات شمالي قندهار.
لكن فيكتوريا كلارك المتحدثة باسم البنتاغون قالت للصحافيين اليوم إن واحدا من الجنود الأفغان الثمانية عشر الذين أصيبوا وتم نقلهم إلى سفينة تابعة للبحرية الأميركية شمالي المحيط الهندي توفي في وقت لاحق. كما أصيب 20 جنديا آخرون من القوات الخاصة الأميركية في الحادث.
وقال مسؤولون أميركيون إن القنبلة أصابت كذلك حامد كرزاي الزعيم البشتوني الذي اختير لرئاسة الحكومة المؤقتة في أفغانستان بجروح طفيفة لكن أنباء لاحقة نفت ذلك.
دبلوماسيون أميركيون إلى كابل
وعلى الصعيد السياسي أعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية اليوم في واشنطن أنه من المنتظر وصول فريق من الدبلوماسيين الأميركيين في نهاية الأسبوع إلى كابل للتحضير لفتح مكتب اتصال والعمل مع الحكومة الأفغانية الجديدة المؤقتة.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن مهمة الفريق المؤلف من عشرة أشخاص ستقتصر على تفقد حالة السفارة الأميركية التي أخلاها الأميركيون منذ عام 1989 ولن يسعى إلى إجراء اتصالات دبلوماسية مع المسؤولين الأفغان.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين "سيتأكدون فقط مما إذا كانت التجهيزات مؤهلة لاستضافة وجود دبلوماسي أولي على الأقل وما سيتعين علينا القيام به على صعيدي الموظفين والبنى التحتية". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "مهمتهم إدارية حصرا وليسوا هنا ليتحدثوا في الأمور السياسية مع أي من كان".
وقد غادر بعض منهم واشنطن أمس فور إعلان وزير الخارجية كولن باول أن جيمس دوبينز المندوب الأميركي الخاص لدى المعارضة الأفغانية سيوفد قريبا إلى كابل. وأوضح مسؤول آخر أن دوبينز الذي عاد إلى واشنطن بعد مشاركته في مفاوضات بون بشأن حكومة انتقالية أفغانية لن يتوجه إلى أفغانستان قبل الأسبوع المقبل.
ولم يتوجه أي دبلوماسي أميركي إلى كابل منذ سقوط العاصمة الأفغانية في أيدي المعارضة في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.