رجال درك فرنسيون يسيرون مظاهرات احتجاج
تظاهر في فرنسا اليوم ولأول مرة في تاريخ البلاد الآلاف من رجال الدرك بملابسهم الرسمية احتجاجا على ظروف العمل وللمطالبة بزيادة الأجور. وتأتي الاحتجاجات التي بدأت أمس الأول بعد وقت قصير من اتفاق توصلت إليه وزارة الداخلية مع الشرطة أنهى شهرا من احتجاجات مماثلة قاموا بها من أجل الحصول على زيادة في الأجور وظروف أمنية أفضل.
وقال منظمو المظاهرة إن حوالي ثلاثة آلاف من الدركيين ساروا في باحة ثكناتهم قرب ليون في وسط فرنسا وهم يرتدون بزاتهم الرسمية ولكن من دون أن يضعوا قبعاتهم على رؤوسهم.
ونظم حوالي 500 من رجال الدرك في ميلون التي تقع شرقي العاصمة باريس عرضا عسكريا في هذا السياق, إضافة إلى مناطق أخرى في البلاد. وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الفرنسية أنها ستجري لقاء مع ممثلين للدرك السبت القادم في باريس من أجل إنهاء احتجاجهم الذي وصف بالتاريخي كونه أول احتجاج يجرى بالملابس الرسمية.
وكان وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار استنكر أمس الأول في البرلمان احتجاجات الدرك بعد وقت قصير من بدايتها في مدينة مونتبيليه الجنوبية, باعتبارها غير منسجمة مع وضعهم. ويمنع الوضع العسكري رجال الدرك من القيام باحتجاجات علنية.
ووعد ريشار بإيجاد المئات من الوظائف الجديدة غير أن رجال الدرك قالوا إن عرض الوزير غير كاف وطالبوا بزيادة الأجور وزيادة أيام الإجازات.
ومن جهته أعرب رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان مساء أمس, عن أسفه لقيام الدرك باحتجاجاتهم وناشد وزير الدفاع فتح حوار معهم.
وتأتي احتجاجات الدرك بعد شهر من احتجاجات قامت بها الشرطة الفرنسية غير أنها توقفت بعد التوصل لاتفاق مع وزارة الداخلية يتيح زيادة الأجور وخطة لتحسين أوضاعهم الأمنية. ويطالب رجال الدرك باتفاق مماثل لذلك الذي حصل عليه رجال الشرطة.
ويمارس رجال الدرك الفرنسيين -90 ألف عنصر- واجبات الشرطة ولكن خارج المدن الرئيسة, غير أنهم من الناحية الفنية موظفون في وزارة الدفاع. وكانت الطريقة الوحيدة المتاحة لهم قبل الآن للاحتجاج هي إرسال زوجاتهم لمشاركة رجال الشرطة احتجاجاتهم.
وضاعف من احتجاجات الدرك الهجوم الذي تعرض له أحد عناصرهم قرب مدينة بو الجنوبية الأسبوع الماضي وألقيت المسؤولية فيه على منظمة إيتا الانفصالية الإسبانية.