هجوم فدائي في القدس ردا على الغارات الإسرائيلية
ـــــــــــــــــــــــ
بوش: من الضروري أن يساهم الأصدقاء والحلفاء عبر العالم في إحالة الإرهابيين إلى القضاء إذا كنا نريد السلام في الشرق الأوسط
ـــــــــــــــــــــــ
جيش الاحتلال يجرح فلسطينيا في رفح وتعزيزات عسكرية إسرائيلية مصحوبة بدبابات وآليات ثقيلة على الحدود مع مصر
ـــــــــــــــــــــــ
حركة الجهاد الإسلامي تتوعد برد عنيف على قصف إسرائيل للمدن والبلدات الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
أصيب ثلاثة إسرائيليين على الأقل بجروح في انفجار وقع صباح اليوم قرب فندق في القدس الغربية، بعد يوم من الغارات العنيفة التي شنتها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وفي واشنطن دعا الرئيس الأميركي السلطة الفلسطينية لاعتقال المسؤولين عن الهجمات الفدائية ضد إسرائيل ومحاكمتهم. وتقدم أعضاء بالكونغرس الأميركي بمشروع قرار يحث الرئيس بوش على تعليق العلاقات مع الفلسطينيين. في هذه الأثناء أصيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة في حين شوهدت دبابات إسرائيلية قرب الشريط الحدودي مع مصر.
هجوم جديد في القدس
ففي القدس الغربية قالت الشرطة الإسرائيلية إن فدائيا فلسطينيا فجر نفسه صباح اليوم قرب موقع سابق لفندق هيلتون في قلب القدس الغربية، مما أدى إلى إصابة خمسة إسرائيليين على الأقل، وتقول الشرطة الإسرائيلية إن القنبلة التي كان يحملها الشهيد كانت كبيرة، وقد فجر نفسه في منطقة مزدحمة بالمارة من الإسرائيليين.
ويأتي الهجوم الجديد رغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة المفروضة على الأراضي الفلسطينية، وداخل التجمعات الإسرائيلية.
وكانت فصائل فلسطينية قد هددت إسرائيل برد قاس على اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، والقصف العنيف الذي تقوم به طائراتها ضد أهداف فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن العبوة ربما تكون قد انفجرت قبل موعدها، مما حال دون ارتفاع أعداد المصابين في صفوف الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الجرحى كانوا يقفون عند موقف للحافلات لحظة الانفجار.
ورغم قلة عدد الخسائر في صفوف الإسرائيليين جراء الهجوم، إلا أنه يشكل إخفاقا جديدا لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي أعلنت منذ أيام حالة استنفار قصوى تحسبا لهجمات القوى الفلسطينية، وهو إخفاق من شأنه أن يثير الرعب في صفوف الإسرائيليين، بعد أيام من وقوع سلسلة هجمات أدت إلى مصرع 30 منهم وإصابة المئات.
بوش يدعو عرفات للتحرك
من ناحيته طالب الرئيس الأميركي السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بملاحقة منفذي الهجمات ضد غسرائيل، وتقديمهم للمحاكمة.
وقال بوش في فلوريدا "إن مما لابد منه أن يتحرك عرفات الآن بحزم لملاحقة أولئك الذين قتلوا. ومن الضروري أن يساهم أصدقاء وحلفاء آخرون عبر العالم أيضا في إحالة الإرهابيين إلى القضاء إذا كنا نريد السلام في الشرق الأوسط، وهذا ما أتمناه".
وأضاف "لا يمكننا أن نترك قلة من الناس تحطم حلم الكثيرين وهو التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط.. آمل أن يتحقق السلام. آمل ذلك لإسرائيل ولكن آمل ذلك أيضا للفلسطينيين الذين يعانون بسبب النقص في إمكانية توفر عمل وعمليات القتل والحرب". وكان الرئيس بوش يرد على أسئلة الحضور في مركز حزبي في أورلاندو حيث شارك حوالي أربعة آلاف شخص في هذا اللقاء.
وقال أيضا "فيما يتعلق بي شخصيا, ليس لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة. إسرائيل ديمقراطية وتجمعنا بها قيم كثيرة"، مؤكدا أن الإسرائيليين "هم شعب يريد السلام. إنه حلم أتقاسمه معهم". وأضاف "لكن إذا أردنا السلام فمن المهم أن يساهم جميع المدافعين عن السلام في ضرب الإرهاب وإحالة من يقوم به إلى القضاء". وأكد بوش أنه "أبدى تعاطفه" تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أثناء لقائهما الأحد في البيت الأبيض بسبب العمليات الفدائية التي أوقعت "العديد من الضحايا الأبرياء في إسرائيل".
وفي السياق نفسه تقدم أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي بمشروع قرار غير ملزم يحث الرئيس جورج بوش على تعليق العلاقات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية إذا لم يبادرا إلى شن حملة على الإسلاميين. ويقبل مشروع القرار الذي يتبناه النائب الجمهوري هنري هايد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب والنائب الديمقراطي توم لانتوس العضو البارز باللجنة، وجهة النظر الإسرائيلية التي ترى أن التفجيرات التي شنها فدائيون فلسطينيون في القدس وحيفا جزء من "حملة إرهابية" مستمرة.
كما يدين مشروع القرار من يصفهم "القتلة الإرهابيين الآثمين"، ويطالب السلطة الفلسطينية بأن تبادر على الفور إلى "تدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية الفلسطينية" على حد زعمه، والقبض على الأشخاص الذين تحددهم إسرائيل ومحاكمتهم. كما يحث مشروع القرار الرئيس الأميركي "على تعليق جميع العلاقات مع ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية إذا لم يتخذا الإجراءات اللازمة".
استمرار العدوان
في غضون ذلك قالت مصادر طبية فلسطينية أمس إن فلسطينيا أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة. وأضافت المصادر أن "شابا في الخامسة والعشرين من العمر لم تذكر اسمه أصيب برصاصتين في الرأس واليد من جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على منازل المواطنين في رفح جنوب قطاع غزة". ووصفت المصادر حالة الجريح "بالخطيرة جدا حيث تم نقله إلى مستشفى الشفاء بغزة لخطورة حالته".
من ناحية أخرى أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن تعزيزات عسكرية إسرائيلية مصحوبة بدبابات وآليات ثقيلة توجد حاليا في رفح قرب الشريط الحدودي مع مصر. وأشارت المصادر إلى أن جرافة عسكرية إسرائيلية تقوم بأعمال تجريف في منطقة الشريط الحدودي.
كما توغلت دبابات إسرائيلية لأكثر من كيلومتر في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. وقال شهود عيان "إن دباباتين إسرائيليتين على الأقل توغلتا وسط إطلاق نار مكثف مسافة كيلومتر في أراضي المواطنين بالبلدة، وتمركزت قرب المدرسة الأميركية الخاصة على أطراف البلدة". ولم تتوافر معلومات بشأن وقوع ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات.
وكانت مروحيات ومقاتلات إسرائيلية من طراز إف-16 قصفت أمس أهدافا فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما توغل جيش الاحتلال في عدة مدن فلسطينية. وقال الجيش في بيان له إنه نفذ ثماني غارات على أهداف فلسطينية. ووفق البيان الإسرائيلي فقد استهدفت ثلاث غارات مواقع للقوة 17 وهي الحرس الشخصي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية أيضا المقر العام لقوات الأمن الوقائي في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، والمقر العام لقوة التدخل السريع الفلسطينية في طولكرم، والمقر العام للاستخبارات العسكرية في سلفيت بالضفة الغربية، والمقر العام للشرطة في رام الله.
وفي السياق ذاته قالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء أرييل شارون طلب من قادة القوات الإسرائيلية ضرب الأهداف الفلسطينية بعنف، مع بذل كل ما في وسعهم "لتجنب إصابة مدنيين فلسطينيين" في العمليات. وكانت المروحيات الإسرائيلية قد أطلقت ثلاث قذائف أصابت مقرا للشرطة قرب مكتب عرفات، مما أدى إلى إصابة رجلي شرطة بجروح. وكان فلسطينيان قد استشهدا صباح الثلاثاء وأصيب أكثر من 120 شخصا إثر قصف طائرات إف-16 مقار أمنية للسلطة الفلسطينية في غزة وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها على أهداف في مدينة غزة ومخيم خان يونس للاجئين، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين أحدهما ضابط في الأمن الوقائي.
حركة الجهاد تتوعد
توعدت حركة الجهاد الإسلامي برد عنيف على القصف الإسرائيلي المكثف على المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الجهاد الإسلامي في بيان لها "إن مؤسسات السلطة الفلسطينية هي مؤسسات الشعب الفلسطيني وإن العاملين في السلطة هم أبناء شعبنا، ولقد أعلنّا مرارا أن واجبنا هو الدفاع عن شعبنا الفلسطيني وعن دمائه ومقدساته، وبناء عليه فلينتظر العدو الصهيوني ردنا القادم الذي سيكون بعنف همجيته وجرائمه".
وطالبت الحركة الفلسطينية ذات التوجه الإسلامي "كل الأجنحة العسكرية لكل القوى الإسلامية والوطنية بالتوحد لردع هذا العدو والرد على جرائمه".
هدنة الأيام السبعة
من جهته أعلن سفير إسرائيل في واشنطن ديفد إيفري أن وقف الانتفاضة الفلسطينية لمدة سبعة أيام لم يعد شرطا كافيا لاستئناف الحوار مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال إيفري للصحفيين إن "المطالبة بالأيام السبعة هذه لم تعد على جدول أعمالنا. المطلوب الآن معرفة ما إذا كان عرفات سيوقف الإرهاب أم لا".
وأوضح أن أمام عرفات "فرصة أخيرة"، وقال إن "هذه فرصته الأخيرة ليقول نعم أو لا". وتابع "المسألة الآن هي أن نعرف ما إذا كان عرفات سيعتقل أشخاصا ويعلن حركتي حماس والجهاد الإسلامي غير شرعيتين ويفكك بنيتهما التحتية ويوقف نشاطاتهما".
من جانبه اتهم عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بتصعيد التحرك العسكري ضد مناطق الحكم الذاتي ومقار أجهزة الأمن الفلسطيني من أجل نسف جهود السلطة الفلسطينية لوقف الانتفاضة.
وأضاف عرفات في حديث مع شبكة CNN التلفزيونية الأميركية من مدينة رام الله بالضفة الغربية إن شارون "لا يرغب في انطلاق عملية السلام". وكان عرفات قد أعلن حالة الطوارئ ليلة الأحد وقامت قواته باعتقال العشرات من ناشطي حركتي حماس والجهاد، بعد سلسلة هجمات على أهداف إسرائيلية أفضت إلى مصرع نحو 30 إسرائيليا وإصابة أكثر من مائتين آخرين.