ترحيب دولي واسع باتفاق الفصائل الأفغانية في بون
ـــــــــــــــــــــــ
ألمانيا تعلن أنها ستكون المانح الأكبر لإعادة بناء أفغانستان وتفاؤل بدخول أفغانستان سياسة مرحلة جديدة
ـــــــــــــــــــــــ
باكستان الجارة الشرقية لأفغانستان والحليف السابق لحركة طالبان عبرت عن تفاؤلها بأن يؤدي الاتفاق إلى إحلال السلام في هذه الدولة
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تعتبر الاتفاق بداية لعمل جاد في أفغانستان وبريطانيا تؤيد الاتفاق وتعتبره خطوة لإعادة الاستقرار في المنطقة ـــــــــــــــــــــــ
رحب العديد من الدول بالاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل الأفغانية في بون اليوم وأفضى إلى تشكيل حكومة انتقالية من 29 حقيبة برئاسة حامد كرزاي واحتفظ تحالف الشمال بالوزارات المهمة فيها. وحضر حفل التوقيع على الاتفاق المستشار الألماني غيرهارد شرويدر الذي عبر عن سعادته للحدث.
وأكد شرويدر مع وزير خارجيته يوشكا فيشر أن ألمانيا ستكون المانح الأكبر لأفغانستان وقالا إن المجتمع لن يترك أفغانستان كما فعل من قبل بعد الغزو السوفياتي.
وعبرت الولايات المتحدة التي تخوض قواتها حربا في أفغانستان عن سرورها لتوصل الفصائل الأفغانية لهذا الاتفاق وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول خلال زيارة لأنقرة "إننا سعيدون جدا بالعمل الذي قامت به الأطراف الأفغانية والحكومة الألمانية". وأضاف باول أن العمل الحقيقي قد حان وذلك في إشارة إلى مرحلة تطبيق الاتفاق على الأرض.
وفي لندن اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الاتفاق إنجاز بالغ الأهمية مشيرا إلى أن أفغانستان عثرت على فرصة لبداية جديدة. كما رحب بالاتفاق وزير الخارجية البريطاني جاك سترو واعتبره انتصارا للتحالف ضد الإرهاب. وقال سترو إن وجود حكومة أفغانية موسعة ومستقرة مهمة من أجل ضمان الأمن للشعب الأفغاني والعالم.
كما عبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن ترحيبه بالاتفاق وقال إنه خطوة في طريق قيام حكومة شرعية في أفغانستان. وأضاف أن الاتفاق يعني عمليا أنه قد تمت الإطاحة بحكومة طالبان.
وفي باكستان الجارة الشرقية لأفغانستان والحليف السابق لحركة طالبان عبرت الحكومة عن تفاؤلها بأن يؤدي الاتفاق إلى إحلال السلام في هذه الدولة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عزيز أحمد خان "إننا نرحب بهذه المبادرة ونتمنى أن يكون ذلك بداية لإحلال السلام". وأضاف عزيز أن بلاده هنأت السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومبعوثه لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي على الاتفاق معتبرا أن الاتفاق يتماشى مع موقف باكستان بأن يكون أي اتفاق من صنع الأفغان أنفسهم.
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية رفض الكشف عن هويته أن بلاده ستكون مرتاحة للتعامل مع كرزاي البشتوني الأصل.
كما رحبت الهند العدو التقليدي لباكستان بالاتفاق وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن نيودلهي تنظر للاتفاق بإيجاب مشيرا إلى أن موافقة جميع الأطراف على الاتفاق يعطيه قوة في البقاء.
وعبرت روسيا عن ترحيبها باتفاق الفصائل الأفغانية واعتبرته تطورا سيساعد في تحقيق الاستقرار السياسي في أفغانستان. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إن الاتفاق نقطة إيجابية جدا سيؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة مستقرة في كابل.
وفي العاصمة الأفغانية كابل لم يصدر رد فعل من الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني الذي أعرب في وقت سابق عن شكوكه في المؤتمر قبل أن يؤيده بعد ضغوط غربية. وقالت موفدة للجزيرة هناك إن رباني رفض التعليق على الاتفاق وقال أحد مساعديه إنه قد يتحدث للصحفيين في وقت لاحق. وقد عقد وزير خارجية تحالف الشمال عبد الله عبد الله الذي ثبته الاتفاق في منصبه مؤتمرا صحفيا في كابل عبر فيه عن ارتياحه للاتفاق.
وكانت الفصائل الأفغانية قد وقعت اتفاقا تاريخيا ينص على تشكيل حكومة في كابل برئاسة الزعيم البشتوني حامد كرزاي ستبدأ مهامها بحلول 22 ديسمبر/ كانون الأول وذلك بعد مفاوضات استمرت طوال ليلة أمس.
ووقع رؤساء الوفود الأربعة على الاتفاق في فندق بترسبيرغ خارج بون الذي استضاف المحادثات بحضور مبعوث الأمم المتحدة لأفغانستان الأخضر الإبراهيمي الذي وقع بدوره على الاتفاق هو وكل من المستشار الألماني غيرهارد شرويدر ووزير خارجيته يوشكا فيشر.
وبموجب الاتفاق تتشكل حكومة انتقالية مؤلفة من 29 وزيرا في كابل تستمر ستة أشهر لحين عقد جلسة للمجلس الأعلى الأفغاني (لويا جيرغا).
واعتبرت مصادر الأمم المتحدة أن كرزاي رئيس مثالي لإدارة السلطة الانتقالية نظرا لأصوله البشتونية وماضيه في قتال القوات السوفياتية ومنصبه السابق كنائب وزير إضافة إلى مستواه الثقافي. وكان كرزاي قد نجا من الاعتقال على يد قوات طالبان بعد أن دخل إلى مناطقها في محاولة لإثارة البشتون على الحركة بالتنسيق مع الأميركيين.
ومنح الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه دورا رمزيا إذ كلف بافتتاح المجلس الأعلى الذي سيشكل الحكومة الأفغانية بعد ستة أشهر. ويطالب الاتفاق أيضا مجلس الأمن بتفويض قوات حفظ سلام دولية لضمان إرساء الأمن في كابل. وتشارك القوة في حفظ الأمن في العاصمة وضواحيها.
وتعهد المشاركون في المؤتمر بسحب جميع الوحدات العسكرية من كابل ومن المناطق الأخرى التي ستنتشر فيها القوة التي ستشرف عليها الأمم المتحدة, مما يعني انسحاب قوات تحالف الشمال مجددا من كابل التي دخلتها لتنهي حكم طالبان قبل أسابيع.