عرفات يتهم شارون وبوش متعاطف مع إسرائيل


undefinedـــــــــــــــــــــــ
مروحيات أباتشي وطائرات إف 16 تقصف بعنف رام الله وقلقيلية وطولكرم وغزة وخان يونس
ـــــــــــــــــــــــ
بوش وبلير يعلنان تعاطفهما مع إسرائيل، والسلطة تستنجد بواشنطن ـــــــــــــــــــــــ
بيريز يزعم أن القصف الإسرائيلي لا يستهدف عرفات بشكل شخصي وينفي محاولة إسرائيل إسقاط السلطة الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ

اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه يسعى لتقويض حملته ضد ما أسماه بالإرهاب، في الوقت الذي عبر فيه الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني عن تعاطفهما مع إسرائيل رغم حملتها المستمرة ضد الفلسطينيين.

وأدت الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية اليوم على مواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة العشرات بينهم نحو 60 تلميذا، وشمل القصف الإسرائيلي مدخل مقر الرئيس عرفات في رام الله ومقار السلطة الفلسطينية في طولكرم وغزة وخان يونس.


undefinedعرفات يتهم شارون

ففي أول رد فعل له على الغارات الإسرائيلية ضد مواقع فلسطينية قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن أرييل شارون "قرر تصعيد التحرك العسكري" ضد مناطق الحكم الذاتي ومقار أجهزة الأمن الفلسطيني من أجل نسف جهود السلطة الفلسطينية لوقف "النشاطات الإرهابية" على حد تعبيره.

وكانت السلطة اعتقلت العشرات من نشطاء الفصائل الفلسطينية بعد سلسلة هجمات ضد أهداف إسرائيلية أفضت إلى مصرع نحو 30 إسرائيليا وإصابة مئات آخرين.

وأضاف عرفات في حديث مع شبكة CNN التلفزيونية الاميركية من مدينة رام الله بالضفة الغربية إن شارون "لا يريد لعملية السلام أن تبدأ".

ونجا عرفات اليوم من قصف إسرائيلي وقع بالقرب من مكتبه، وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن مروحيات أباتشي هاجمت صباح اليوم مركزا للشرطة الفلسطينية بجوار مكتب الرئيس عرفات. وأضافت مصادر أن رجلي شرطة أصيبا بجروح في الهجوم. وقال مسؤولون فلسطينيون إن صاروخا أصاب مدخل مقر الرئيس الفلسطيني وهو بالداخل.

وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات إن عرفات كان في مكتبه في ذلك الوقت ولكنه لم يصب. وصرح أمين عام الرئاسة الفلسطينية أحمد عبد الرحمن بأن صاروخا سقط في مدخل المبنى الذي يضم مكتب عرفات. وأضاف أن المروحيات أطلقت صواريخ على مدخل الجزء الغربي من مقر الرئاسة.

وشمل القصف الإسرائيلي أيضا مدينتي قلقيلية وطولكرم في الضفة الغربية. فقد أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن مروحيات إسرائيلية قصفت مبنى للقوة 17 الحرس الشخصي للرئيس الفلسطيني في طولكرم.

ويعتقد مراقبون أن قصف مروحيات يستخدمها عرفات في تنقلاته وقصف المواقع المحيطة بمكتبه هي بمثابة إنذار أخير للرئيس الفلسطيني من أجل كبح الانتفاضة وفصائل المقاومة التي ترفض وقف إطلاق النار مع إسرائيل.


undefinedغارات على غزة وخان يونس
وفي غزة استشهد فلسطينيان وأصيب مائة شخص على الأقل إثر قصف طائرات إف 16 مقار أمنية للسلطة الفلسطينية في غزة وخان يونس جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها على أهداف في مدينة غزة ومخيم خان يونس للاجئين مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين أحدهما من ضباط الأمن الوقائي الفلسطيني ويدعى محمد أحمد صيام (25 عاما).

وأغارت الطائرات الإسرائيلية على مواقع للقوة 17 شمالي قطاع غزة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اجتاحت بدباباتها فجر اليوم نابلس ورام الله والبيرة وبيتونيا وطولكرم في الضفة الغربية. واستشهد ناشط في حركة فتح أثناء اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس. واحتل الجيش الإسرائيلي مطار غزة الدولي لعدة ساعات قام فيها بتدمير مدرج المطار.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال بدأت في تدعيم مواقعها داخل هذه المدن وإقامة حواجز على الطريق الرئيسية الفلسطينية، وأضاف أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تواصل تحليقها فوق أنحاء المناطق الفلسطينية فيما يبدو أنه استعداد للمزيد من القصف.



undefinedرد أميركي
وردا على المناشدات الفلسطينية عبر الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن "تعاطقهما" مع الحكومة الإسرائيلية.

ودعا الاثنان في بيان صدر عن مقر رئيس الوزراء البريطاني اليوم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "بذل كل ما في وسعهما من أجل استعادة الاستقرار" في الشرق الأوسط وقد ناشدت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لوقف "الجنون الإسرائيلي". وقال صائب عريقات لرويترز إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تمارس الإرهاب وتدمر عملية السلام وتدمر الآن السلطة الفلسطينية.

وكانت السلطة الفلسطينية قد نفت في وقت سابق اليوم اتهام إسرائيل لها بأنها "كيان يدعم الإرهاب". وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه إن الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة هو مصدر الإرهاب.


undefinedتصريحات بيريز

وفي الوقت الذي كانت فيها الطائرات الإسرائيلية تقصف مقار الرئاسة الفلسطينية قال وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في بوخارست إنه لا يتوقع أن تستهدف القوات الإسرائيلية عرفات بشكل شخصي وزعم أن إسرائيل لا تحاول إسقاط السلطة الفلسطينية.

وأبلغ بيريز الصحافيين في اجتماع لوزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن القصف الإسرائيلي لأهداف قريبة من مقار عرفات كان "تحذيرا أكثر منه عقابا". واتهم بيريز الرئيس عرفات بما أسماه البطء والتردد تجاه المتشددين الفلسطينيين على حد قوله. وقال "إن العدو الوحيد لإسرائيل هو الإرهاب وليس الشعب الفلسطيني".

وزعم بيريز أن خيار الصراع المسلح يعتبر مأساة بالنسبة للفلسطينيين ستمنعهم من إقامة دولة ذات مقومات. وكان بيريز قد أعلن قبيل مغادرته إسرائيل أن حزب العمل الذي يتزعمه سيراجع مستقبله في الحكومة الإسرائيلية ملقيا الضوء على خلاف مع شارون بشأن وصف السلطة الفلسطينية بأنها كيان مساند للإرهاب. وجاءت تصريحات بيريز بعد ساعات من انسحاب وزراء حزب العمل من اجتماع طارئ لحكومة شارون عقد في وقت متأخر الليلة الماضية.

وعقب هذا الاجتماع أعلنت الحكومة الإسرائيلية تكثيف عملياتها العسكرية ضد السلطة الفلسطينية وأعلنت رسميا أن السلطة منظمة تدعم الإرهاب. وقررت الحكومة الإسرائيلية أيضا أن تدرج في لائحة "المنظمات الإرهابية" القوة 17 وهي القوة الأمنية الفلسطينية المكلفة حماية الرئيس ياسر عرفات, وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.

المصدر : الجزيرة + وكالات