شرطة الأمم المتحدة تطرد ضابطين مسلمين في البوسنة
أعلنت شرطة الأمم المتحدة العاملة في البوسنة أنها عزلت اثنين من ضباط الشرطة المسلمين بعد أن اتهمتهم بالمشاركة في عمليات اعتقال وتعذيب مدنيين غير مسلمين إبان حرب البوسنة. في غضون ذلك افتتح في البوسنة اليوم معمل لفحص الحمض النووي من أجل التعرف على ضحايا الحرب التي شهدتها منطقة البلقان في منتصف العقد الماضي.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن أينفر دوبوفاك ومنصور كوفيك كانا يقومان بالاستجواب في معسكر سيلوس الواقع على بعد 30 كيلومترا من العاصمة البوسنية سراييفو حيث احتجز مدنيون من صرب البوسنة. وأضاف المتحدث "أن عددا من الشهود تعرفوا على المتهمين بأنهما كانا يأمران أو يشاركان في عمليات تعذيب جسدي على المعتقلين المدنيين".
يأتي قرار شرطة الأمم المتحدة بعد فترة وجيزة من تقديم المدعى العام لصرب البوسنة مزيدا من الأدلة على ما سماه جرائم حرب ارتكبها الزعيم البوسني على عزت بيغوفيتش إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي على أمل أن تدعم المحكمة هذه القضية.
وكانت شرطة الأمم المتحدة التي تقوم بالتدريب والإشراف بموجب اتفاق دايتون للسلام، على شرطة البوسنة قد عزلت عددا من منسوبيها بعد اتهامهم بالمشاركة في الحرب الأهلية. كما أعلنت أنها تتبادل المعلومات المتعلقة بالمشاركين في جرائم الحرب مع المحكمة الدولية المشكلة لهذا الغرض.
فحص ضحايا الحرب
في غضون ذلك أعلن خبراء دوليون عن إنشاء معمل لفحص ضحايا الحرب في البوسنة من أجل التعرف على هويات الآلاف من خلال فحص الحمض النووي المعروف بـ(DNA).
وسيقوم الخبراء بمقارنة العظام التي عثروا عليها مع الحمض النووي الذي يؤخذ من أسرهم لتحديد هويتهم. ولم يتم التعرف على أكثر من ألفي شخص عثر عليهم في مقابر جماعية في البوسنة والذين لا توجد سوى هذه الوسيلة في التعرف عليهم.
وكانت اللجنة الدولية للمفقودين قد افتتحت هذا الصيف معملا مماثلا في مدينة توزلا شمالي البوسنة. وتقول هذه المنظمة إن الهدف من التعرف على الضحايا يمثل خطوة جبارة في الوصول إلى حقيقة ما حدث في البوسنة والهرسك. وفي مقدور هذين المعملين التعرف على هوية ما بين 200 و400 جثة في الشهر.
ويأمل الخبراء في التعرف على جثث نحو 8 آلاف مسلم قتلوا في منطقة آمنة أعلنتها الأمم المتحدة في سربرينتسا في يوليو/تموز عام 1995 على يد صرب البوسنة ومزقت جثثهم قبل أن يدفنوا في مقبرة جماعية.