واشنطن تسند للمارينز مهمة مطاردة القاعدة وطالبان
ـــــــــــــــــــــــ
البنتاغون يقول إن عدد المحتجزين لدى الجيش الأميركي ممن يشتبه بأنهم مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة أو طالبان ارتفع إلى 150
ـــــــــــــــــــــــ
وزارة الدفاع البريطانية تعلن أن سبب عدم التوقيع على اتفاق مع الحكومة الأفغانية لنشر القوة الدولية يعود إلى انتظار ترجمة هذا الاتفاق إلى اللغة الدارية ـــــــــــــــــــــــ
قالت الولايات المتحدة إنها قررت إسناد مهمة مطاردة ما تبقى من مقاتلي تنظيم القاعدة وطالبان لجنود المارينز المتمركزين في أفغانستان، كما أعلنت أن عدد المحتجزين لديها ممن يشتبه بأنهم من القاعدة أو طالبان ارتفع إلى 150. في هذه الأثناء قالت بريطانيا إن سبب عدم التوقيع على اتفاق لنشر القوة الدولية في أفغانستان يعود إلى انتظار ترجمة هذا الاتفاق إلى اللغة الدارية التي تعتمدها الحكومة الأفغانية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أصدرت الأوامر لوحدة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) التابعة للفرقة المحمولة جوا 101 للانتشار في أنحاء متفرقة من أفغانستان للقضاء على ما تبقى من مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان. يشار إلى أن أكثر من ألف جندي من قوات المارينز ينتشرون جنوب أفغانستان منذ الاستيلاء على مطار قندهار في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي سياق متصل أعلن البنتاغون أن عدد المحتجزين لدى الجيش الأميركي ممن يشتبه بأنهم مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة أو طالبان ارتفع إلى 150 شخصا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الليفتنانت كولونيل مايكل هيوم إن 139 من إجمالي المحتجزين معتقلون داخل سجن متنقل أنشأته مشاة البحرية الأميركية في مطار قندهار جنوب أفغانستان، وإن هناك 14 منهم أحضروا من شيبورغان غرب مدينة مزار شريف. وأضاف أن اثنين آخرين محتجزان في بغرام وواحدا في مزار شريف. وقالت وزارة الدفاع إن ثمانية آخرين بينهم الأميركي جون ووكر ليند محتجزون على متن السفينة الحربية البرمائية الأميركية بليليو في بحر العرب.
وقال ضباط في الجيش إنه يجري أخذ بصمات المحتجزين واستجوابهم بغرض الحصول على معلومات من شأنها أن توصل إلى أسامة بن لادن وقادته العسكريين.
وبدأت الولايات المتحدة استعداداتها لنقل السجناء من طالبان والقاعدة إلى القاعدة البحرية غوانتانامو بي المرابطة قرب كوبا من أجل المزيد من الاستجواب، وربما يحال بعض المحتجزين إلى المحاكم الأميركية العسكرية. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد قال الجمعة إن واشنطن لم تحسم أمرها بعد بشأن طبيعة المحاكم التي ستقام للنظر في القضايا الخاصة بحربها على ما أسماه الإرهاب.
القوة الدولية
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سبب عدم التوقيع على اتفاق مع الحكومة الأفغانية بشأن نشر القوة الدولية في أفغانستان يعود إلى انتظار ترجمة هذا الاتفاق إلى اللغة الدارية التي تعتمدها الحكومة الأفغانية.
وأكدت متحدثة باسم الوزارة أن ممثلي الحكومة الأفغانية المؤقتة والعسكريين البريطانيين لم يوقعوا شيئا، وأضافت "إننا ننتظر توقيع شيء ما في الساعات الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين المقبلة". وأوضحت "أن ما يجري هو أن الاتفاق قيد الترجمة، فالمفاوضون يريدون التأكد من أن الترجمة ومفهوم الترجمة هما نفسهما في اللغتين".
وقالت إن العقبة الأصعب هي الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الدارية (إحدى لهجات اللغة الفارسية المحكية في أفغانستان) وهي اللغة التي تستخدمها الحكومة الأفغانية. وأوضحت المتحدثة البريطانية "لهذا السبب لم يتم إبرام الاتفاق بعد".
وكان مسؤول في الحكومة الأفغانية المؤقتة أعلن أن المحادثات التي جرت مساء اليوم بين ممثلين عن الحكومة وعسكريين بريطانيين انتهت من دون التوقيع على اتفاق لنشر القوة الدولية كما كان متوقعا. وقال فريدون سكرتير وزير الداخلية الأفغاني يونس قانوني إن "المحادثات انتهت, لا يوجد اتفاق ولا يوجد شيء للتوقيع عليه".
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم قيادة الجيش الألماني إنه تم تأجيل مغادرة طليعة القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة للمساعدة على بسط الأمن في أفغانستان إلى ليلة رأس السنة، وأوضح أن هذا التأخير جاء بسبب المشاكل الأمنية في مطار بغرام وفي كابل.
ضحايا القصف
من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أن 15 قتلوا من جراء سقوط دفعات من القنابل أطلقتها طائرات أميركية مساء الجمعة وصباح السبت على قرية شيخان على مسافة 20 كلم غرب غرديز عاصمة ولاية بكتيا.
وقالت الوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها نقلا عن مسافرين وصلوا إلى بلدة ميران شاه الحدودية إن الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، وذكر المسافرون أن ثلاثة منازل دمرت, وأكدوا عدم وجود أي من عناصر طالبان أو مقاتلي القاعدة في المنطقة.
وتشن الولايات المتحدة منذ انتهاء عمليات القصف في منطقة توره بوره الجبلية شرق ولاية ننجرهار غارات على إقليمي بكتيا وبكتيكا المجاورين. ومع أن عمليات القصف هذه تحصد مدنيين, فإن واشنطن تؤكد أن أهدافها هي عناصر القاعدة وحركة طالبان.
إعادة اللاجئين الأفغان
في غضون ذلك أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية قلصت وأخرت خطة لإعادة آلاف اللاجئين شمال أفغانستان إلى منازلهم في بغرام بسهل شومالي الذي مزقته الحرب.
وكانت الأمم المتحدة تعتزم بدء تنفيذ أول مشروع لإعادة توطين اللاجئين بنقل أربعة آلاف أسرة طاجيكية في مطلع الأسبوع إلى بغرام من وادي بنجشير حيث فروا أثناء القتال العنيف بين التحالف الشمالي وطالبان منذ عام 1996.
لكن نائب رئيس بعثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دانييل أندريه قال إن الكثيرين ممن سجلوا أسماءهم للمشاركة في هذه الخطة قرروا الانتظار لحين حلول الربيع مع وصول مزيد من المساعدات إلى بنجشير كما أن بغرام لم تصبح بعد خالية تماما من الألغام.
وذكرت المفوضية العليا للاجئين أن أكثر من 200 ألف فروا من وادي شومالي. وذكر أندريه أن أكثر من 30 ألفا من الأفغان النازحين داخليا ومئات اللاجئين من باكستان عادوا إلى العاصمة الأفغانية رغم أن منازل الكثير منهم تقع في مناطق أخرى من أفغانستان.