عسكريون هنود يتهمون باكستان بإطلاق الهاون على مواقعهم
ـــــــــــــــــــــــ
شركات التلفزة الباكستانية تتوقف عن نقل البرامج الهندية التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية ونيودلهي تطلب من الخطوط الجوية الباكستانية إغلاق مكاتبها وسحب طاقمها
ـــــــــــــــــــــــ
توقعات بأن تتجاوب الهند وباكستان مع دعوة أميركية لخفض التوتر الذي يهدد الحملة الأميركية في أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
التعزيزات العسكرية مستمرة على الحدود بين الهند وباكستان وتبادل ليلي لإطلاق النار على خط الهدنة
ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت مصادر عسكرية هندية مسؤولة أن باكستان أطلقت قذائف الهاون والطلقات الحارقة على المنطقة الحدودية في ولاية جامو وكشمير. وأضافت أن الطلقات الحارقة استهدفت عدة مواقع عسكرية ومنشآت هندية مدنية، وبرغم ذلك يستمر الحديث عن خفض التوتر بين البلدين.
وقالت الحكومة الهندية اليوم إنها حصلت على دعم جميع الأحزاب السياسية لها في حال دخولها حربا مع باكستان.
في غضون ذلك ينتظر أن تتجاوب الهند وباكستان مع دعوة أميركية لخفض التوتر الذي يهدد الحملة الأميركية في أفغانستان.
وقال وزير الشؤون البرلمانية الهندي برامود مهاجان للصحفيين بعد اجتماع ضم كل الأحزاب السياسية دعا إليه رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي إن الهند لا تريد الحرب ولكننا سنواجهها بيد واحدة في حال وقوعها.
وتقول نيودلهي إنها لا تريد حربا بين البلدين إلا أنها لا تستبعد القيام بعمل عسكري إذا لم تقم إسلام آباد بإجراءات مشددة تجاه الجماعات الكشميرية المسلحة.
ويمثل اجتماع اليوم أهمية خاصة بالنسبة لفاجبايي بعد أن انتقدت أحزاب المعارضة الحكومة لعدم التشاور معها قبل فرض عقوبات دبلوماسية على باكستان. كما أن بعض كبار زعماء حزب المؤتمر أكبر أحزاب المعارضة يشعرون أن حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي القومي يحاول إذكاء نار الحرب.
ويعتبر هذا أول اجتماع من نوعه للأحزاب الهندية بعد سلسلة من الخطوات الدبلوماسية ضد إسلام آباد منذ الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول. وتتهم الهند جماعتين متشددتين مقرهما باكستان هما جيش محمد ولشكر طيبة بتدبيره وتقول إن صبرها نفد في التعامل مع ما تصفه بالإرهاب عبر الحدود.
ونفت الجماعتان أي تورط لهما في الهجوم في حين أعلنت باكستان أنها اعتقلت العشرات من قيادات الجماعتين وأنصارهما. وتسبب النزاع في أكبر حشد عسكري منذ 15 عاما تقريبا مما أثار مخاوف من اندلاع حرب رابعة بين البلدين.
باكستان جاهزة للحرب
أعلن متحدث باسم الحكومة الباكستانية اليوم أن الوضع يبقى متوترا جدا على الحدود مع الهند وباتت القوات الباكستانية التي انتشرت بعد قيام نيودلهي بإرسال تعزيزات إلى الحدود في مواقعها وجاهزة للقتال.
وقال المتحدث في إسلام آباد إن باكستان قامت بكل ما يمكن من أجل خفض حدة التوتر بما في ذلك اعتقال مشتبه بهم دون أن تجد تجاوبا من الجانب الهندي. وأوضح أن الرئيس الأميركي جورج بوش أكد للرئيس الباكستاني برويز مشرف الليلة الماضية أن هذه الإجراءات جوهرية معربا عن أمله في أن تأخذ الهند علما بذلك.
واتهم المتحدث الهند بعدم إبداء أي نوع من التجاوب ورفضها تبادل المعلومات مع إسلام آباد حول الهجوم المسلح على البرلمان الهندي.
إجراءات متبادلة
على صعيد الإجراءات الانتقامية المتبادلة بدأت شركات تشغيل كيبلات التلفزة في باكستان بالتوقف عن نقل البرامج الهندية التي تبث عبر الأقمار الصناعية تنفيذا لأوامر حكومية بذلك, مما يمثل مؤشرا جديدا على التوتر بين البلدين الجارين.
وأعلنت هيئة الاتصالات في إسلام آباد "أن البرامج الهندية التي تبث عبر الأقمار الصناعية الهندية في باكستان وكذلك البرامج التي تبث عبر القمر الصناعي (ستار)، تنشر رسالة مهينة تمس الأمن في باكستان".
وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء الباكستانية مساء أمس "أن هيئة الاتصالات في باكستان تأمر جميع المسؤولين عن تشغيل كيبلات التلفزة بوقف نقل جميع البرامج الهندية التي تصل عبر الأقمار الصناعية".
وكانت السلطات الهندية قد أمرت اليوم الخطوط الجوية الباكستانية بإغلاق مكاتبها وسحب موظفيها في غضون يومين، وذلك تنفيذا لقرار هندي يمنع باكستان من استخدام المجال الجوي الهندي. كما علقت خدمات النقل البري بين الهند وباكستان وخفضت البعثات الدبلوماسية. وقد ردت باكستان بخطوات مماثلة.
الدور الأميركي
في غضون ذلك لم تظهر بوادر نجاح المساعي الأميركية لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان اليوم بعد اتصال الرئيس الأميركي جورج بوش هاتفيا بنظيره الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي.
وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض في كروفورد (تكساس) إن بوش طلب من الزعيمين العمل على خفض التوتر في المنطقة، مشيرا إلى أن بوش طلب من مشرف بشكل خاص اتخاذ إجراءات إضافية شديدة وحازمة ضد من سماهم بالمتطرفين المتهمين بالقيام بأعمال عنف في الهند.
في المقابل أكد بوش في حديثه مع فاجبايي أن "الولايات المتحدة مصممة على التعاون مع الهند في معركتها ضد الإرهاب"، وهو ما يعكس دعما سياسيا للموقف الهندي في الأزمة الراهنة مع باكستان. وقال المتحدث الأميركي إن بوش اتصل أمس برئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي قد يتوجه إلى المنطقة في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
تبادل القصف
وأدى تبادل إطلاق النار عبر خط الهدنة الفاصل بين البلدين في كشمير إلى مقتل مدنيين، وأمرت السلطات من الجانبين بإخلاء بعض القرى الحدودية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية في جامو إن القوات تبادلت نيران الأسلحة الصغيرة أثناء الليل.
وأضاف المتحدث أن استمرار تبادل نيران الأسلحة الصغيرة طوال ليلة السبت في قطاعي سامبا وبونش دون أن تقع خسائر بشرية. وقالت الشرطة الهندية إن شخصا واحدا قتل وأصيب 11 في هجوم بالقنابل في وقت متأخر أمس في سوق مزدحمة في جامو العاصمة الشتوية لإقليم جامو وكشمير. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.