الأنظار تتجه نحو باكستان بحثا عن بن لادن
ـــــــــــــــــــــــ
قانوني يتهم المخابرات الباكستانية بإيواء بن لادن والتستر على تحركاته بين باكستان وأفغانستان ـــــــــــــــــــــــ
بلير يؤكد للبريطانيين أن التحالف سيستمر حتى يتم اقتلاع أنصار بن لادن من جذورهم
ـــــــــــــــــــــــ
واشنطن تواصل غاراتها على القرى الأفغانية رغم مناشدات حكومة كرزاي، وبوش يعلن أن قواته باقية حتى تنجز أهدافها
ـــــــــــــــــــــــ
اتهم وزير الداخلية الأفغاني يونس قانوني المخابرات الباكستانية بدعم زعيم تنظيم القاعدة وقال إن هذا الأخير يتنقل بين باكستان وأفغانستان بشكل مستمر. في هذه الأثناء تعهد رئيس الوزراء البريطاني باقتلاع تنظيم القاعدة من جذوره كما قال في كلمة وجهها لشعبه بمناسبة العام الجديد. في الوقت ذاته واصلت الطائرات الأميركية غاراتها على القرى الأفغانية مما تسبب في مقتل المزيد من المدنيين رغم مناشدات الحكومة الأفغانية الانتقالية لها بوقف غاراتها الجوية.
قانوني يتهم مخابرات إسلام آباد
فقد اتهم وزير الداخلية في الحكومة الأفغانية الانتقالية يونس قانوني أجهزة الاستخبارات الباكستانية "بدعم" بن لادن، وقال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإيراني وبثها مساء أمس إن بن لادن "يتنقل باستمرار" بين باكستان وأفغانستان.
وأضاف قانوني المسؤول البارز في تحالف الشمال أكبر شركاء الحكومة الانتقالية التي يرأسها حامد كرزاي "نعتقد أنه من غير المستبعد أن تقوم أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالإشراف على أنشطة بن لادن عندما يتوجه إلى باكستان".
وحظي تحالف الشمال الذي حاصرته طالبان في معقله الأخير بوادي بنجشير قبل بدء الحملة الأميركية على أفغانستان بدعم من إيران والهند وروسيا، في حين كانت باكستان تدعم حركة طالبان.
وتابع الوزير الأفغاني يقول "على كل حال إنها (أجهزة الاستخبارات) كانت تعرف ما سيحدث، وبما أنه لم يصدر أي رد فعل ولم يتم توقيفه فكل ذلك يدل على أنه يحظى بدعم أجهزة الاستخبارات الباكستانية".
وأعرب قانوني عن اعتقاده أن بن لادن ومساعديه المقربين لا يقيمون في مكان ثابت على غرار ما كانوا يفعلون "في السابق"، وقال "بحسب كل معلوماتنا الأخيرة فإن أسامة بن لادن (…) ومساعديه لا يستقرون في مكان ثابت, وإنما يروحون ويجيئون. وعندما يكون خارج الأراضي الأفغانية فإنه يتوجه على وجه الخصوص إلى باكستان".
وأضاف قانوني أن بن لادن وأنصاره شوهدوا في شرق أفغانستان ولكنهم "في تنقل مستمر". وردا على سؤال عما إذا كان الأميركيون قد حددوا مكان بن لادن أجاب قانوني "لم يتمكنوا من ذلك حتى الآن"، وشدد على أنه "نظرا لكثافة العمليات التي شنها الأميركيون والطريقة التي يحققون بها أهدافهم عموما, فإن أسامة نجح (…) في إحباط مختلف الإستراتيجيات المستخدمة ضده. لقد تمكن من الإفلات منهم, وهو لا يستقر طويلا في مكان محدد".
ورغم اتهامات قانوني لأجهزة الاستخبارات الباكستانية فإنه قال إن موقف المسؤولين الباكستانيين "يختلف عن موقف أجهزة الاستخبارات".
وكانت تقارير تحدثت عن إمكانية مقتل زعيم القاعدة في القصف الأميركي الكثيف لمعقل تنظيمه في توره بوره شرق أفغانستان، غير أن ظهوره في شريط مصور بثته الجزيرة يوم الأربعاء الماضي أكد أنه لايزال على قيد الحياة، مما زاد من حيرة الأميركيين وحلفائهم من الأفغان بشأن مكان اختفائه.
وجاءت تصريحات قانوني بعد تأكيدات من وزارة الدفاع الأفغانية أمس أن بن لادن موجود في مدينة بيشاور الباكستانية التي لا تبعد سوى 40 كلم عن الحدود الأفغانية وأنه أقام قاعدة له هناك.
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز إن بلاده لا تستبعد أن يكون أسامة بن لادن موجودا في أراضيها رغم القوات الكبيرة المكلفة مراقبة الحدود مع أفغانستان. كما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال راشد قريشي مساء أمس أنه "إذا ظهر بن لادن فسوف نقبض عليه".
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد أكد أن الولايات المتحدة لا تعرف مكان بن لادن لكنها لن تتوقف عن مطاردته.
بلير يتعهد باقتلاع القاعدة
من ناحية ثانية تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في رسالته إلى الشعب بمناسبة العام الجديد التي ستبث اليوم باقتلاع تنظيم القاعدة من جذوره وبتقديم المساندة للحكومة الأفغانية برئاسة كرزاي.
وحذر بلير من أن التهديد الذي يمثله أنصار بن لادن لايزال قائما، وقال لقد "تدرب آلاف الإرهابيين في معسكرات الإرهاب بأفغانستان وغادروها منذ وقت طويل. إنهم لايزالون يشكلون تهديدا ويتعين على المجتمع الدولي أن يظل يقظا وعازما على اقتلاعهم من جذورهم وإغلاق شبكاتهم، وسوف نكون كذلك".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن "استهداف القاعدة وبن لادن في أفغانستان" ليس سوى المرحلة الأولى من الحملة، ذلك أن المرحلة الثانية "هي الحرب الأشمل على الإرهاب"، كما وعد "بمساعدة أفغانستان على المدى الطويل وعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي عند الخروج منها".
استمرار الغارات
ورغم إعلان الولايات المتحدة أنها فقدت أثر بن لادن وأنها قضت على تنظيمه فإنها واصلت غاراتها على مواقع متفرقة بأفغانستان، فقد قالت وكالة الأنباء الأفغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها نقلا عن مصادر لم تسمها إن طائرات أميركية شنت موجات متتالية من القصف المكثف على قرية شيخان الواقعة على بعد 20 كلم غرب مدينة غرديز عاصمة ولاية بكتيا بشرق أفغانستان. ولم تشر الوكالة إلى ما إذا كان الطيران الأميركي استهدف مواقع مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان موجودين في المنطقة أم لا.
وكان نحو 40 مدنيا قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح بعد أن قصف الطيران الأميركي قرية ناكا في ولاية بكتيا حسب ما أفاد به سكان القرية مساء الأربعاء الماضي، لكن وزارة الدفاع الأميركية شككت في هذه الأنباء وأكدت أنها قصفت مجمعا يختبئ فيه قادة طالبان والقاعدة.
وقد رفضت الولايات المتحدة مناشدة الحكومة الأفغانية لها وقف القصف الجوي، وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إن القوات الأميركية لن تستجيب لطلب الحكومة الأفغانية ما لم تنته المهمة التي جاءت من أجلها، مشيرا إلى أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان لحين تحقيق أهدافها.
كوبا ترفض نقل أسرى القاعدة
من جهة ثانية أعرب مسؤولون كوبيون كبار عن معارضتهم لخطط واشنطن بوضع أسرى طالبان والقاعدة في قاعدة مثيرة للجدل تابعة للبحرية الأميركية في خليج غوانتانامو عند الطرف الشمالي الشرقي لكوبا.
وقال وزير التعليم العالي الكوبي فرناندو فيسنو إليجريت عن الاقتراح بتحويل تلك القاعدة لمركز اعتقال "أعتقد أن استخدام تلك الأراضي المغتصبة سيكون خطأ كبيرا من جانب الأميركيين". وأضاف للصحفيين خارج جلسة خاصة للجمعية الوطنية الكوبية "أعتقد أنه سيكون هناك استنكار لذلك في كل أنحاء العالم".
ويعارض الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وحزبه الحاكم الوجود العسكري الأميركي في القاعدة التي تبلغ مساحتها 116 كيلومترا في خليج غوانتانامو، ويصف تلك القاعدة بأنها "خنجر مصوب إلى قلب كوبا".
وانتقد المدعي العام الكوبي خوان إسكالونا أيضا تلك الخطة التي أعلنها وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد يوم الخميس بشأن نقل المعتقلين من الصراع في أفغانستان إلى قاعدة غوانتانامو، واعتبره "استفزازا آخر من الأميركيين".
ورغم أن كوبا أدانت الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول فإنها أيضا عارضت قصف أفغانستان ووصفته بأنه مذبحة همجية للمدنيين لتعزيز أهداف إمبريالية.
وكانت القاعدة الأميركية أنشئت بعد أن نزلت قوات من مشاة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو عام 1898 إبان الحرب الإسبانية الأميركية. وبموجب معاهدة أبرمت عام 1934 لا يمكن إزالة هذه القاعدة إلا بموافقة مشتركة أو إذا انسحبت القوات الأميركية منها بمحض إرادتها.