البنتاغون: آلاف من مقاتلي طالبان يقاومون بشمال أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
قوات البشتون أعلنت الاستيلاء على نصف محيط مطار قندهار بعد معارك عنيفة قتل فيها أجانب في صفوف طالبان
ـــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة تواصل حشد آلياتها العسكرية ونشر قوات المارينز في قاعدة جنوبي قندهار
ـــــــــــــــــــــــ
مقتل وجرح أكثر من ثلاثمائة مدني في ثلاثة أيام من القصف الجوي الأميركي على منطقة جلال آباد
ـــــــــــــــــــــــ
أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية اليوم الاثنين أن مقاتلي حركة طالبان لا يزالون يقاتلون في أربعة جيوب مقاومة على الأقل في شمال أفغانستان الذي يسيطر عليه تحالف الشمال. ولم يحدد المسؤول بشكل دقيق أماكن هذه الجيوب لكنه قدر عدد مقاتلي طالبان "ببضعة آلاف".
وأوضح متحدث باسم الوزارة إن بعض هذه الجيوب يوجد غرب مزار شريف والأخرى في شرق هذه المدينة التي استولى عليها تحالف الشمال في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر. وأضاف أن قوات تحالف الشمال "تحاصر وتفاوض ويمكن في نهاية المطاف أن تخوض معركة" ضد هذه الجيوب المقاومة.
وفي سياق متصل أعلنت قوات البشتون المعارضة لطالبان أنها استولت على نصف محيط مطار قندهار بعد معارك عنيفة مع مناصري الحركة. وقال غول لالي أحد أبرز ضباط الحاج غول آغا الحاكم السابق لقندهار إن "المحاربين البشتون قتلوا 11 أجنبيا من مصر وليبيا والسعودية واقتحموا مبنى قد تكون استخدمته عناصر شبكة أسامة بن لادن". مشيرا إلى أنهم استولوا الآن على نصف المطار.
وكان ناطق باسم غول آغا أعلن في وقت سابق أن قوات الحاكم السابق دخلت محيط المطار صباحا. وقال إن البشتون المعارضين لطالبان فقدوا 12 مقاتلا وإنه تم قتل "ثلاثة أضعاف هذا العدد" من طالبان.
كما أعلن ناطق باسم حميد قرضاي الزعيم البشتوني المناهض لطالبان والمقرب من الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه أن قواته أصبحت على بعد كيلومتر من مطار قندهار الذي سيخلق الاستيلاء عليه مشاكل خطيرة لحركة طالبان التي لحقت بها سلسلة هزائم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
لكن مسؤولا من الحركة نفى المعلومات المتعلقة بدخول المعارضة محيط مطار قندهار وقال إن قوات المعارضة تبعد مسافة 40 كلم عن المدينة كما أفادت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية.
الأوضاع في قندهار
وتعد قندهار آخر معاقل طالبان جنوبي أفغانستان وتعرضت في الأيام الماضية لقصف كثيف من الطيران الأميركي كما تم نشر عناصر من المارينز بالقرب منها.
وأشارت تقارير إلى أن نحو ثلاثة أرباع سكان قندهار غادروا المدينة التي يتحصن فيها مقاتلون من طالبان وأجانب. وقال سكان نزحوا منها اليوم إلى المعبر الحدودي الباكستاني في تشامان إن القصف الأميركي يتكثف وإن "وتيرة الغارات تزايدت بشكل إضافي". وأضافوا أن الأميركيين يستهدفون خصوصا مواقع طالبان في محيط المطار بالإضافة إلى الطريق المؤدي إلى المدينة.
وقد عززت الولايات المتحدة وجودها في قاعدتها جنوبي غربي مدينة قندهار وضاعفت انتشار عدد مروحياتها القتالية. وبحسب الميجور جيمس هيغينز ضابط الاستخبارات في قوة المارينز فإن تعزيزات لهذه القوة وصلت إضافة إلى ضباط ارتباط من دول أخرى منها بريطانيا وأستراليا وألمانيا.
وعلى صعيد متصل أعلن ناطق أميركي في إسلام آباد أن حركة طالبان أطلقت صواريخ أرض-جو على طائرات أميركية، كانت تقصف قندهار، من أحياء سكنية في المدينة. وأعلن الناطق كنتون كيث في المركز الصحفي الذي أقيم مؤخرا في إسلام آباد لعرض الرؤية الأميركية للحرب في أفغانستان أن الأمر عبارة عن "تكتيك تعتمده طالبان لتشجيع الطيارين الأميركيين على قصف مناطق مدنية".
ولم يتسن لكيث تأكيد المعلومات المتعلقة بدخول قوات المعارضة محيط مطار قندهار. "ما يمكنني قوله هو أن الضغط يتصاعد على قندهار" مشيرا إلى معلومات عن حصول مفاوضات لاستسلام عناصر طالبان.
مخبأ بن لادن
وعلى صعيد ذي صلة أفاد الحاج محمد زمان أن أسامة بن لادن كان مؤخرا في الجبال الشرقية لأفغانستان وأنه بعث إليه برسالة دعاه فيها إلى التفاوض. وأوضح "أوفدت رجلا إلى أسامة قبل ثلاثة أيام". ولكنه لم يقل ما إذا كان بن لادن لايزال موجودا في تلك الجبال اليوم الاثنين.
وعرض القائد زمان نسخة من الرسالة. وتفيد ترجمة قام بها أحد مساعديه, أنها تدعو بن لادن إلى أن "يدرك المآسي التي ألحقتها أنشطته بالشعب الأفغاني. وأضافت الرسالة "نحن مستعدون لأن نتحدث معكم وأن نناقش معكم من أجل حل المسألة بالتفاوض".
وتتضارب معلومات وشهادات عن مكان وجود بن لادن. فقد نقلت الصحف البريطانية والأميركية مؤخرا عن شهود أفغان قولهم إن بن لادن موجود في تورا بورا جنوبي جلال آباد. وتوجد في تورا بورا شبكة أنفاق ودهاليز على عمق مئات الأمتار تحت الأرض تسمح لأعضاء القاعدة بتجنب القصف الأميركي.
ولكن تحالف الشمال يؤكد أن بن لادن مازال جنوبي أفغانستان وليس في تورا بورا. وجزم وزير تحالف الشمال عبد الله عبد الله أن بن لادن لم يغادر جنوبي أفغانستان مشيرا إلى وجوده في الأنفاق والكهوف المحيطة بالمنطقة الجنوبية من أفغانستان.
أوضاع اللاجئين
على الصعيد الإنساني قالت ناطقة باسم الأمم المتحدة إن مواجهات بين فصائل وأعمال النهب يجعلان الوضع غير مستقر في مزار شريف شمالي أفغانستان مما يؤدي إلى عرقلة عمليات الإغاثة.
وأفادت ستيفاني بانكر الناطقة باسم مكتب تنسيق الأمم المتحدة أن انعدام الأمن هذا يمنع الأمم المتحدة من توزيع مساعدة غذائية على حوالي مليونين إلى ثلاثة ملايين أفغاني بحاجة للمساعدة.
وفي طهران نفت الحكومة الإيرانية في بيان لها صادر عن وزارة الخارجية "ممارسة ضغوط" على اللاجئين الأفغان المقيمين في إيران لكي يعودوا إلى بلادهم. وجاء في البيان أن "جمهورية إيران الإسلامية تستقبل اللاجئين الأفغان منذ أكثر من عشرين سنة, وتدعم عودتهم الطوعية لكنها لا تمارس ضغوطا "عليهم".