إنزال أميركي في جلال أباد ومقتل 58 مدنيا
ـــــــــــــــــــــــ
الضربات الأميركية الجوية تتركز على منطقتي قندهار وجلال آباد في أفغانستان والجيش الأميركي يدرس تقارير عن إصابة مناطق مدنية
ـــــــــــــــــــــــ
70 عنصرا من القوات الأميركية والإيطالية يتمركزون في مطارين بطاجيكستان لدعم الحملة الأميركية على أفغانستان ـــــــــــــــــــــــ
باول يقول إن هزيمة حركة طالبان والعثور على أسامة بن لادن مسألة وقت، وإن بن لادن مختبئ في كهوف أو قرى في شرق أو جنوب أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
قالت مصادر أفغانية إن عشرات المدنيين الأفغان قتلوا جراء القصف الأميركي المكثف لمنطقة تورا بورا في ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان، في هذه الأثناء قالت مصادر محلية في جلال أباد أن جنودا أميركيين شوهدوا في المدينة. في غضون ذلك قالت قبائل أفغانية معارضة لطالبان إنها حققت تقدما في تحركها تجاه مطار المدينة.
وقال مراسل للجزيرة في جلال أباد إن بعض الأهالي شاهدوا مجموعات من القوات الأميركية الخاصة في مطار المدينة، بينما أكد آخرون أنهم شاهدوا أطباقا للبث الفضائي وهوائيات في المدينة كما شاهدوا جنودا في شوارعها.
وأفادت هذه المصادر بأن عمليات قصف أميركية عنيفة تواصلت الليلة الماضية وصباح اليوم على مدينة قندهار معقل حركة طالبان, وخاصة منطقة المطار. ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان عن مصدر طالباني أن "الهدف هو مطار قندهار والمناطق المجاورة، إن عمليات القصف متواصلة لأحياء سكنية عدة أخرى وضواحي المدينة".
وأفاد مصدر آخر قريب من طالبان للوكالة بأن قوات القبائل البشتونية المعارضة لطالبان باتت على بعد 40 كلم من المدينة. وقد هاجم مقاتلون قبليون قندهار مدعومين بغطاء جوي أميركي.
وقال مساعد سابق لغل آغا حاكم قندهار السابق مساء أمس "يدور قتال عنيف في الجنوب وعند المطار". وقال متحدث باسم رجال القبائل إن قوات البشتون واجهت في وقت سابق مقاومة شديدة من مئات العرب وغيرهم من المقاتلين الأجانب المتمركزين هناك. وأضاف "العرب يخوضون قتالا حقيقيا.. إنهم يعرفون أنه لا خيار أمامهم، إنهم يقاتلون حتى الموت".
وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول من جانبه إن هزيمة حركة طالبان والعثور على أسامة بن لادن "مسألة وقت" مشيرا إلى أن بن لادن مختبئ في كهوف أو قرى في شرق أو جنوب أفغانستان.
في غضون ذلك أكد موفد الجزيرة في سبين بولدك أن هذه المدينة الإستراتيجية بين قندهار والحدود الباكستانية لا تزال تحت سيطرة طالبان.
وقال موفد الجزيرة -المحطة التلفزيونية الوحيدة الموجودة في سبين بولدك- إن المدينة ما تزال بين أيدي طالبان وإن رجال شرطة وآخرين من حرس الحدود التابعين للحركة يقومون بدوريات في المدينة "حيث يبدو الوضع طبيعيا تماما". وأشار المراسل إلى أن سبين بولدك هي المعبر الرئيسي للمواد الغذائية والذخائر والمحروقات إلى مدينة قندهار وإلى المناطق الأخرى التي لا تزال تحت سيطرة طالبان.
58 قتيلا في قصف ننغرهار
وكان متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية قد قال أمس إن الضربات الجوية في بداية الأسبوع تركزت على مناطق ننغرهار وقندهار وجلال آباد في أفغانستان وإن الجيش الأميركي يدرس تقارير ذكرت أن مناطق مدنية قد أصيبت. وأكد المتحدث "نحن على علم بهذه التقارير وننظر فيها".
وينفي قادة التحالف الشمالي هذه المعلومات، ويقولون إن بن لادن يتحصن في المناطق الخاضعة لحركة طالبان وليس في ننغرهار التي أضحت تحت سيطرة التحالف.
كما نقلت الوكالة عن مصدر في حركة طالبان قوله إن 13 مدنيا قتلوا أمس الأحد في غارات جوية أميركية على مطار قندهار والضواحي الجنوبية للمدينة. وأضاف أن نحو 90 طائرة أميركية من بينها ثماني قاذفات بعيدة المدى نفذت السبت غارات جوية تركزت على منطقتي قندهار وجلال آباد. وكالمعتاد فإن الجيش الأميركي يدلي بمعلومات عن الضربات الجوية لليوم السابق دون العمليات التى تتم في اليوم نفسه.
وأضافت الوكالة عن المصدر نفسه "أن الأهداف تتألف من تقديم الدعم لجماعات المعارضة، وركزنا على قيادة طالبان والقاعدة وسلاسل الكهوف والأنفاق إضافة إلى معسكرات الإرهابيين وشبكات الاتصالات".
قوات أميركية وإيطالية
وفي السياق نفسه أعلن مسؤول عسكري أميركي أن 70 عنصرا من القوات الأميركية والإيطالية وصلوا لطاجيكستان في وقت متأخر أمس الأحد لإنشاء قواعد في عدد من مطارات البلاد. وقال إن القواعد ستكون بصفة خاصة في مطاري دوشنبه كولياب الواقعة على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأفغانية الطاجيكية. وأضاف أن هذه القوات ستقيم منشآت لاستيعاب مزيد من الوحدات العسكرية في المستقبل القريب.
وأكد مسؤولون طاجيك أن وحدات عسكرية فرنسية صغيرة لم يحدد عددها تتمركز في مطار كولياب، وذلك بعد أن وافقت دوشنبه على وجود قوات أجنبية على أراضيها.
وكان مسؤول في الاستخبارات العسكرية الأميركية قد أعلن أن هناك الكثير من القوات الأميركية منخرطة في العمل استعدادا لهجوم محتمل على معقل حركة طالبان جنوب أفغانستان. وأضاف أن هناك "مجموعات المعارضة القادمة من شمال وجنوب شرق البلاد، ومن المحتمل أن تشارك القوات الأميركية من مكان وجودها".
وكان المسؤول العسكري يشير إلى نحو ألف عنصر من مشاة البحرية الأميركية (المارينز)انتشروا في قاعدة قريبة من قندهار قبل أسبوع لكنهم لم يشاركوا في أي هجوم حتى الآن. وقد عزز مشاة البحرية الأميركية قواتهم في مطار صحراوي بجنوب أفغانستان اليوم لكنهم لم يظهروا بادرة بتحرك سريع لمهاجمة مدينة قندهار.
وقال المتحدث باسم مشاة البحرية ستيوارت أوبتون إن ضباط اتصال من بريطانيا وألمانيا وأستراليا يعملون مع القوات الأميركية بالمطار لتنسيق جهود قوات التحالف في أفغانستان. وأضاف أن المطار الذي أقام به مشاة البحرية قاعدة متقدمة الأحد الماضي يضم أيضا فرقا من الجيش والبحرية وسلاح الجو الأميركي.
وانضمت للطائرات الموجودة بالمطار مروحيات بعضها من طراز كوبرا. ويلتزم مشاة البحرية بالحرص إزاء الكشف عن عدد القوات بالمطار، لكنهم ينقلون كل ليلة منذ وصولهم المزيد من الأفراد والمعدات باستخدام طائرات (KC-130) وطائرات الشحن (C-17) الأكبر حجما.
وأتاحت المعدات البرية والجوية الإضافية ومنها عربات مدرعة خفيفة لمشاة البحرية مد نطاق دوريات الاستطلاع التي يقومون بها انطلاقا من المطار الذي تقع قندهار في مرمى نيرانه.