واشنطن ترفض عودة زيني وإسرائيل تتوغل في طولكرم
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تدعمها الدبابات تحاصر وتقتحم بلدة عنبتا وتقوم بحملة تفتيش واسعة بحثا عن ناشطين فلسطينيين
ـــــــــــــــــــــــ
ألف فلسطيني وناشط أجنبي يتظاهرون في رام الله ونابلس ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
رفضت الولايات المتحدة عودة مبعوث السلام الأميركي الجنرال أنطوني زيني إلى المنطقة قائلة إن الوقت لم يحن بعد لذلك. وعلى الأرض اجتاحت قوات الاحتلال تدعمها الدبابات الإسرئيلية قرية فلسطينية في الضفة الغربية لاعتقال ناشطين في الانتفاضة، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منازل جنوبي قطاع غزة.
فقد قالت الولايات المتحدة إن الجنرال أنتوني زيني وفريقه الأمني لن يعودوا إلى الأراضي المحتلة إلا بعد استكمال فترة التهدئة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد حثت بعد اجتماعها الأسبوعي في رام الله في الضفة الغربية الليلة الماضية الولايات المتحدة على إعادة مبعوثها الخاص للسلام في الشرق الأوسط مرة أخرى إلى المنطقة للبدء في تنفيذ مقترحات لتحقيق السلام مع إسرائيل. وأعربت السلطة الفلسطينية عن استعدادها لإيفاد فريق أمني وسياسي إلى واشنطن لشرح المواقف والإجراءات التي اتخذها الجانب الفلسطيني في إطار التزامه بإعلانه وقف إطلاق النار.
وكان زيني قد غادر المنطقة في وقت سابق من الشهر الجاري بعد أن شهد بعضا من أسوأ المواجهات في الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة على مدى 15 شهرا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي الرفض الأميركي لعودة زيني في أعقاب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي أمس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووصف فيه الجهود الفلسطينية للحد من المواجهات بأنها تشكل بداية جيدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر إن باول اتصل هاتفيا أيضا برئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لبحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط.
توغل في طولكرم
قالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن وحدات من قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت داخل بلدة عنبتا شمالي مدينة طولكرم الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية.
وقال مواطنون في البلدة إن جنود الاحتلال يدهمون المنازل ويقومون بعمليات تفتيش واسعة بين المواطنين بحثا عن ناشطين لاعتقالهم, وقد طوقت دبابات وآليات جيش الاحتلال القرية وتقوم بمحاصرتها من الناحيتين الغربية والشرقية.
في غضون ذلك قصفت المدفعية الإسرائيلية الليلة الماضية منازل جنوبي قطاع غزة، وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن عدة قذائف أطلقتها قوات الاحتلال تجاه منازل المواطنين في منطقة السلطان بمدينة رفح، كما سقطت قذائف مماثلة على منازل في منطقة حاجز التفاح قرب مستوطنة غربي مدينة خان يونس.
وقد سقطت إحدى القذائف بجانب موقع لقوات الأمن الوطني دون أن تتسبب في وقوع جرحى. وأصيبت سيارتا إسعاف بأضرار أثناء سيرهما في منطقة تل السلطان من جراء القصف الإسرائيلي. وأشارت المصادر نفسها إلى أن القصف لم تكن له أسباب موجبة، وذلك في إشارة إلى عدم إطلاق نار من مقاومين فلسطينيين على أهداف إسرائيلية.
وتتهم السلطة الفلسطينية إسرائيل بمحاولة تخريب الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية مؤخرا بدعوى ملاحقة مسلحين فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بالقيام بعمليات مسلحة داخل الخط الأخضر.
وفي حادث منفصل تحدثت تقارير إسرائيلية عن إصابة معتقلين فلسطينيين وحارس إسرائيلي بجروح في أعمال شغب وقعت الليلة الماضية في مركز اعتقال للعمال غير القانونيين. ووقع الحادث في سجن بئر السبع في جناح يضم 190 فلسطينيا اعتقلوا بتهمة الإقامة بشكل غير قانوني. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين على قرار بوضع أحد خطباء المعتقل في زنزانة إنفرادية إثر إلقائه خطابا أشاد فيه بالعمليات الفدائية. وقد أدى ذلك إلى إصابة اثنين من السجناء الفلسطينيين وأحد الحراس الإسرائيليين.
في هذه الأثناء شيع الفلسطينيون في قطاع غزة اليوم الشهيد محمود البرعي إلى مثواه الأخير، وكان الشهيد قد قتل برصاص القوات الإسرائيلية قرب تقاطع طرق رئيسي في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية أمس الجمعة.
وقالت حركة الجهاد إن الشهيد نصب كمينا للقوات الإسرائيلية، وقال جيش الاحتلال إن البرعي كان يلف متفجرات حول جسمه وفي طريقه لتنفيذ هجوم فدائي. وهذه أول محاولة هجومية لحركة الجهاد الإسلامي منذ إعلانها في الأسبوع الماضي تعليق العمليات الفدائية داخل الخط الأخضر.
وأعلنت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في وقت سابق هذا الشهر أنهما ستوقفان عمليات المقاومة المسلحة داخل الخط الأخضر لكنهما تركتا الباب مفتوحا أمام احتمال القيام بعمليات ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تظاهرة ضد الاحتلال
شارك فلسطينيون وناشطون أجانب بتظاهرة في مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتجمع نحو ألف شخص في وسط مدينة نابلس بينهم نحو 80 أجنبيا من جنسيات مختلفة وتوجهوا إلى مدخل المدينة الجنوبي الذي ترابط فيه دبابات إسرائيلية وتغلقه كباقي مداخل المدينة الأخرى.
وحمل المتظاهرون لافتات تقول "الاحتلال هو العنف, ولتتحرر فلسطين" وتقدموا نحو الدبابات, فراح الجنود الإسرائيليون يطلقون النار في الهواء فتفرقت التظاهرة مع بدء سقوط الأمطار أيضا.
وفي مدينة رام الله تجمع نحو مائة أجنبي آخر وتوجهوا نحو مدخل قرية سردا إلى الشمال من المدينة حيث يغلق الجيش الإسرائيلي الطريق الرئيسية رام الله-بيرزيت.
وحاول المتظاهرون إزالة المكعبات الإسمنتية التي تغلق الطريق لكن الجنود فرقوهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان مئات من الناشطين الأجانب من دول أوروبية وغربية مختلفة وصلوا إلى الأراضي الفلسطينية في حملة "تضامن مع الشعب الفلسطيني" تنظمها منظمات غير حكومية محلية وأجنبية. ويفرض الجيش الإسرائيلي, منذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر/أيلول 2000, حصارا قاسيا على الضفة الغربية وقطاع غزة ليتحولا إلى مجموعة من الجزر المتناثرة.