مقتل وإصابة أربعة باكستانيين في قصف هندي لكشمير
ـــــــــــــــــــــــ
باكستان تبدأ تخفيف حجم قواتها على حدودها الغربية مع أفغانستان لإرسال تعزيزات إضافية إلى الحدود الشرقية مع الهند
ـــــــــــــــــــــــ
فاجبايي يعلن أن بلاده لن تتعرض لضغوط خارجية للتراجع عن تصديها لما أسماه الإرهاب عبر الحدود الباكستانية
ـــــــــــــــــــــــ
زعماء العالم يواصلون دبلوماسية الهاتف لإقناع زعماء البلدين باحتواء الأزمة وخاتمي يعرض القيام بوساطة
ـــــــــــــــــــــــ
قتل قروي باكستاني وأصيب ثلاثة خلال قصف الجيش الهندي للجانب الباكستاني من إقليم كشمير. ومع استمرار البلدين في حشد قواتهما على الحدود أفادت الأنباء أن إسلام آباد بدأت في تقليل حجم قواتها على الحدود الأفغانية لتدعيم مواقعها على حدودها الشرقية مع الهند.
ففي إطار التوتر المتصاعد على الحدود الهندية الباكستانية تجدد اليوم القصف الهندي للجانب الباكستاني من كشمير. وأعلن مسؤول محلي باكستاني أن القوات الهندية بدأت ظهر اليوم قصفا بالإسلحة الخفيفة والثقيلة لمنطقتي ناكيال وتاتا باني جنوبي إقليم كوتلي في كشمير الباكستانية. وأضاف المسؤول أن عمليات إطلاق النار التي استمرت ساعتين أصابت قريتي غوي وبالاكوت حيث قتل شاب وأصيب ثلاثة آخرون بينهم امرأة.
القوات الباكستانية
وفي هذا السياق بدأت باكستان في تخفيف حجم قواتها على حدودها الغربية مع أفغانستان لإرسال تعزيزات إضافية إلى الحدود الشرقية مع الهند. وقال مراسل وكالة رويترز إنه شاهد قوات باكستانية مزودة بمدافع مضادة للطائرات تغادر مواقعها في بلدة تشامان الحدودية للتوجه -على ما يبدو- إلى خط الهدنة في كشمير.
ويشارك آلاف الجنود الباكستانيين حاليا في مطاردة عناصر شبكة القاعدة في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. كما بدأت باكستان إجلاء سكان القرى الحدودية في إقليم كشمير.
وقال مسؤول بالشرطة في القطاع الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير إن القصف الهندي أجبر سكان المناطق الحدودية على الفرار من ديارهم. وأضاف المسؤول الباكستاني أنه يجري إخلاء بعض القرى الحدودية في منطقتي راولكوت وباغ الجنوبيتين. وأكد أن سكان قريتي بولوس وثروتي في راولكوت نقلوا بالفعل إلى أماكن خلفية أكثر أمنا. وكان البلدان قد بدءا تبادل القصف في هذه المنطقة يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وعلى صعيد الحرب الكلامية المتبادلة مع الهند أعلن وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز أن الوضع مع الهند لايزال يشهد توترا خطيرا، مؤكدا في الوقت نفسه أن استخدام الأسلحة النووية أمر لا يمكن تصوره. وأضاف عزيز أن بلاده لا تسعى لافتعال أي حرب محلية أو شاملة, تقليدية أو نووية. ووصف الوزير الباكستاني الأسلحة النووية بأنها أسلحة دفاع وردع.
وأعلن وزير الخارجية الباكستاني أن بلاده لن تطلب عقد اجتماع بين رئيسها برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي، رغم استعداد باكستان لإجراء محادثات للتهدئة من حدة التوترات عبر الحدود بين البلدين. وحذر عبد الستار عزيز من أن يتسبب إجراء صغير في وقوع سلسلة من الأحداث تؤدي إلى وقوع صراع.
تحركات هندية
وعلى الجانب الهندي أعادت نيودلهي نشر قواتها مع المصفحات والمدفعية الثقيلة على حدودها مع باكستان وزادت إنتاجها من الأسلحة والذخيرة تحسبا لنشوب نزاع مع جارتها.
وقال مسؤول عسكري كبير إن إعادة الانتشار تجرى من قواعد في منطقة البنغال الشرقية شرقي البلاد إلى الجبهة الغربية. كما قامت القيادة العسكرية بحجز قطارات لنقل وحدات المدفعية والعتاد الثقيل والجنود اليوم إلى ولايات راجستان والبنجاب وجامو.
وفي السياق نفسه توعد رئيس الوزراء الهندي بالقضاء على ما أسماه الإرهاب الذي ترعاه باكستان عبر الحدود. إلا أن فاجبايي قال إن نيودلهي ستبذل قصارى جهدها لتجنب اندلاع حرب مع إسلام آباد. وأضاف فاجبايي في مؤتمر لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعم الائتلاف الحكومي أن الهند ستستخدم جميع الوسائل والموارد المتاحة لدى قيادتها لتحقيق هذا الهدف.
وأشار فاجبايي إلى أن بلاده لن تتعرض لضغوط خارجية للتراجع عن تصديها لما أسماه الإرهاب، مضيفا أنه إذا لزم الأمر فإنها ستخوض هذه المعركة وحدها.
وكانت الهند رفضت اليوم اقتراحا باكستانيا لعقد قمة بين رئيس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني على هامش اجتماع إقليمي آسيوي في نيبال الأسبوع المقبل. واعتبرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الهندية أن الأجواء ليست مواتية للحوار. وأضافت أن باكستان لم تحظر -كما طلبت نيودلهي- نشاط جماعتين كشميريتين اتهمتهما بشن هجمات انطلاقا من الأراضي الباكستانية على البرلمان الهندي يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ضغوط دولية
على صعيد الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الأزمة ذكر التلفزيون الباكستاني أن الرئيس الأميركي جورج بوش أجرى اليوم اتصالا هاتفية بالرئيس مشرف، وذلك في إطار سلسلة الاتصالات التي يجريها كبار مسؤولي إدارة بوش بصورة شبه يومية بمسؤولي الهند وباكستان لوقف التوتر المتصاعد بين البلدين.
ومن جهته دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتخاذ تدابير حازمة للقضاء على ما أسماه "نشاط المجموعات الإرهابية المتمركزة في باكستان". جاء ذلك في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي جاك شيراك بشأن الأوضاع في شبه القارة الهندية. وأكد المكتب الإعلامي للكرملين أن بوتين وشيراك أعربا عن أملهما في أن تتوصل الهند وباكستان إلى تسوية مشكلاتهما الراهنة عبر "جهود مشتركة ضد الإرهاب".
وكان بوتين وشيراك قد تحدثا هاتفيا اليوم مع رئيس الوزراء الهندي. كما أجرى الرئيس الفرنسي اتصالا هاتفيا مع نظيره الباكستاني برويز مشرف مساء الجمعة داعيا إلى خفض حدة التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد.
وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي عرض القيام بوساطة لتسوية الأزمة بين الهند وباكستان داعيا البلدين إلى تحكيم العقل. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه خاتمي بنظيره الباكستاني وأكد فيه استعداد طهران للقيام بأي مبادرة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة. وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الوزراء الهندي أعرب خاتمي عن قلقه تجاه تصاعد الأزمة بين البلدين آملا أن تتم تسويتها بالطرق السلمية.