باكستان تستبعد اندلاع حرب نووية مع الهند
ـــــــــــــــــــــــ
رئيس الوزراء الهندي يتوعد بالقضاء على ما أسماه الإرهاب الذي ترعاه باكستان عبر الحدود
ـــــــــــــــــــــــ
القوات الباكستانية تبدأ إجلاء سكان القرى الحدودية في إقليم كشمير المتنازع عليه إثر استمرار حوادث تبادل إطلاق النار
ـــــــــــــــــــــــ
الرئيس الإيراني يعرض القيام بوساطة لتسوية الأزمة بين الهند وباكستان داعيا البلدين إلى تحكيم العقل
ـــــــــــــــــــــــ
تواصلت الحرب الكلامية بين الهند وباكستان مع استمرار البلدين في حشد القوات والاستعدادات العسكرية على الحدود. ورغم استبعاد باكستان مجددا اندلاع حرب نووية فإنها أكدت أن الوضع لايزال يشهد توترا خطيرا. من جهتها توعدت نيودلهي بالقضاء على ما أسمته الإرهاب الذي ترعاه إسلام آباد عبر الحدود.
فقد أعلن وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز أن الوضع مع الهند لايزال يشهد توترا خطيرا، مؤكدا في الوقت نفسه أن استخدام الأسلحة النووية أمر لا يمكن تصوره.
ولم يستبعد عزيز في مؤتمر صحفي بإسلام آباد إعادة نشر القوات الموجودة حاليا على الحدود الأفغانية باتجاه الشرق على الحدود مع الهند، معتبرا أن تكثيف القوات الهندية على الحدود يهدد السلام في المنطقة. ويشارك آلاف الجنود الباكستانيين حاليا في مطاردة عناصر شبكة القاعدة في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان.
وأضاف عزيز أن بلاده لا تسعى لافتعال أي حرب محلية أو شاملة, تقليدية أو نووية. ووصف الوزير الباكستاني الأسلحة النووية بأنها أسلحة دفاع وردع.
وأعلن وزير الخارجية الباكستاني أن بلاده لن تطلب عقد اجتماع بين رئيسها برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي، رغم استعداد باكستان لإجراء محادثات للتهدئة من حدة التوترات عبر الحدود بين البلدين. وحذر عبد الستار عزيز من أن يتسبب إجراء صغير في وقوع سلسلة من الأحداث تؤدي إلى وقوع صراع.
استعدادات وعقوبات باكستانية
وعلى الصعيد الميداني بدأت باكستان إجلاء سكان القرى الحدودية في إقليم كشمير المتنازع عليه في غمرة حوادث تبادل لإطلاق النار. وقال مسؤول بالشرطة في القطاع الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير إن الجيش الهندي أطلق النار عبر خط الهدنة مساء أمس واستمر بإطلاق النار إلى صباح اليوم السبت مما أجبر سكان المناطق الحدودية على الفرار من ديارهم.
وأضاف المسؤول الباكستاني أنه يجري إخلاء بعض القرى الحدودية في منطقتي راولكوت وباغ الجنوبيتين. وأكد أن سكان قريتي بولوس وثروتي في راولكوت نقلوا بالفعل إلى أماكن خلفية أكثر أمنا.
وعلى صعيد آخر أوقفت باكستان استقبال كل القنوات التلفزيونية الهندية. وأعلن رئيس هيئة الاتصالات الحكومية الجنرال شاه زاده أن الحكومة الباكستانية قررت حظر استقبال القنوات الفضائية الهندية فضلا عن قنوات ستار للدعاية الهندية. وأضاف أن نحو 800 شركة خاصة تعمل في مجال اشتراكات القنوات الفضائية في باكستان من الممكن أن تقع عقوبات عليها فضلا عن إلغاء تراخيصها في حالة مخالفة هذا الحظر.
تهديدات الهند
وعلى الجانب الهندي أعادت نيودلهي نشر قواتها مع المصفحات والمدفعية الثقيلة على حدودها مع باكستان وزادت إنتاجها من الأسلحة والذخيرة تحسبا لنشوب نزاع مع جارتها.
وقال مسؤول عسكري كبير إن إعادة الانتشار تجرى من قواعد في منطقة البنغال الشرقية شرقي البلاد إلى الجبهة الغربية. كما قامت القيادة العسكرية بحجز قطارات لنقل وحدات المدفعية والعتاد الثقيل والجنود اليوم إلى ولايات راجستان والبنجاب وجامو.
وفي السياق نفسه توعد رئيس الوزراء الهندي بالقضاء على ما أسماه الإرهاب الذي ترعاه باكستان عبر الحدود. إلا أن فاجبايي قال إن نيودلهي ستبذل قصارى جهدها لتجنب اندلاع حرب مع إسلام آباد. وأضاف فاجبايي في مؤتمر لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعم الائتلاف الحكومي أن الهند ستستخدم جميع الوسائل والموارد المتاحة لدى قيادتها لتحقيق هذا الهدف.
وأشار فاجبايي إلى أن بلاده لن تتعرض لضغوط خارجية للتراجع عن تصديها لما أسماه الإرهاب، مضيفا أنه إذا لزم الأمر فإنها ستخوض هذه المعركة وحدها.
وكانت الهند رفضت اليوم اقتراحا باكستانيا لعقد قمة بين رئيس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني على هامش اجتماع إقليمي آسيوي في نيبال الأسبوع المقبل. واعتبرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الهندية أن الأجواء ليست مواتية للحوار. وأضافت أن باكستان لم تحظر -كما طلبت نيودلهي- نشاط جماعتين كشميريتين اتهمتهما بشن هجمات انطلاقا من الأراضي الباكستانية على البرلمان الهندي يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
قانون لمكافحة الإرهاب
في غضون ذلك قرر مجلس الوزراء الهندي إعادة إصدار مرسوم لمكافحة الإرهاب كان قد لقي معارضة عنيفة في البرلمان ومن قبل الأحزاب المعارضة وجماعات حقوق الإنسان.
وجاءت إعادة إصدار المرسوم ليشمل التطورات الناجمة عن الهجوم على البرلمان في نيودلهي قبل أكثر من أسبوعين. ويتضمن القانون إجراءات صارمة في الاعتقال والتحقيق والاستجواب ويسمح باعتقال المشتبه بهم لمدة شهر دون محاكمة. وسيكون القانون الجديد ساري المفعول لمدة ثلاث سنوات بدلا من خمس.
إيران تعرض الوساطة
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الموقف عرض الرئيس الإيراني محمد خاتمي القيام بوساطة لتسوية الأزمة بين الهند وباكستان داعيا البلدين إلى تحكيم العقل.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه خاتمي بنظيره الباكستاني وأكد فيه استعداد طهران للقيام بأي مبادرة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي اتصال هاتفي آخر مع رئيس الوزراء الهندي أعرب خاتمي عن قلقه تجاه تصاعد الأزمة بين البلدين آملا أن تتم تسويتها بالطرق السلمية.