الهند ترفض عرضا باكستانيا لإجراء محادثات سلام
ـــــــــــــــــــــــ
حزب بهارتيا الهندي الحاكم يعقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع يحضره رئيس الوزراء ووزيرا الداخلية والخارجية
ـــــــــــــــــــــــ
جهود أميركية لتمهيد الطريق للقاء بين وزيري خارجية الهند وباكستان بعد أن أصبح من المستحيل لقاء مشرف وفاجبايي
ـــــــــــــــــــــــ
المتحدث العسكري باسم الحكومة الباكستانية يعتبر أن الهند ستجد صعوبة في التراجع عن موقفها الحالي بعد نشر قواتها بكثافة على الحدود الباكستانية
ـــــــــــــــــــــــ
رفضت الهند إجراء محادثات سلام مع باكستان ما لم تشن إسلام آباد حملة على ما تسميهم بالإرهابيين، وذلك ردا على دعوة من الرئيس الباكستاني برويز مشرف بهذا الخصوص، بيد أن هناك توقعات بلقاء لوزيري خارجية البلدين على هامش قمة إقليمية تسعى الولايات المتحدة لترتيبه على ما يبدو. في غضون ذلك يستعد قادة حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي المتشدد لعقد اجتماع اليوم السبت لمناقشة تدهور العلاقات مع باكستان يحضره رئيس الوزراء آتال ووزيرا الداخلية والخارجية.
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الهندية إن نيودلهي لن تجري على الأرجح محادثات سلام مع باكستان في الوقت الراهن حتى تخلق إسلام آباد البيئة المناسبة لهذه المحادثات المتمثلة في التحرك بقوة ضد الإرهاب مشيرا إلى أن الهند قد أجرت محادثات في السابق مع باكستان.
في هذه الأثناء يستعد قادة حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي المتشدد لعقد اجتماع لمناقشة تدهور العلاقات مع باكستان اليوم يحضره رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي ووزيرا الداخلية لال كريشان أدفاني والخارجية جاسوانت سينغ. ويقود حزب بهارتيا حكومة ائتلافية تضم أكثر من عشرين حزبا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تبادلت فيه القوات الهندية والباكستانية القصف المدفعي منذ مساء الخميس في إقليم كشمير المتنازع عليه, وأمر الجيش الهندي بإخلاء أكثر من أربعين قرية حدودية مما زاد المخاوف من نشوب حرب بين الجانبين. وقد نشرت الهند وحدات من قواتها على الحدود مع باكستان في ولاية البنجاب, وعززت القوات الباكستانية الإجراءات الأمنية في مرفأ كراتشي.
ويقوم الجانبان بإرسال قوات ومعدات تشمل دبابات وطائرات مقاتلة ومدفعية لتعزيز حدودهما في أكبر حشد عسكرية منذ 15 عاما.
تكهنات بلقاء وزاري
وعلى صعيد التهدئة توقعت إحدى الصحف الهندية الصادرة اليوم أن يلتقي وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ بنظيره الباكستاني عبد الستار عزيز أثناء انعقاد قمة دول جنوب آسيا الأسبوع المقبل في نيبال.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إنديا" عن مسؤول هندي كبير قوله "ستكون هناك لقاءات ثنائية على هامش القمة ليس على مستوى القمة وإنما على مستوى أقل -إلا في حال حصول كارثة كبرى- وهذا من السهل تصوره نظرا إلى علاقاتنا وتاريخنا".
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "إن جاسوانت وعبد الستار سيلتقيان على الأرجح في كاتماندو" مضيفا أن العلاقات بين الجارين المتنازعين اللذين يمتلكان السلاح النووي "ليست سيئة كما هو ظاهر".
ومن المرتقب أن يشارك رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف في اجتماع الدول السبع الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي بين 4 و6 يناير/ كانون الثاني القادم في العاصمة النيبالية. وكانت الهند أعلنت في وقت سابق أنها ستسمح لطائرة الرئيس الباكستاني بالطيران في الأجواء الهندية لحضور مؤتمر زعماء جنوب آسيا في نيبال الأسبوع القادم.
وقد أعلن مشرف استعداده للقاء فاجبايي لكن الهند رفضت هذه الفكرة. وأشارت تايمز أوف إنديا إلى أن إمكانية عقد لقاء مقبل بين وزيري خارجية البلدين تم بحثها أثناء اتصال هاتفي بين سينغ ووزير الخارجية الأميركي كولن باول. وتحاول الولايات المتحدة تمهيد الطريق أمام مثل هذا اللقاء من أجل خفض حدة التوتر بين البلدين.
وتدهورت العلاقات العسكرية والدبلوماسية بين البلدين الجارين إلى حد كبير بعد الهجوم على البرلمان الهندي في نيودلهي في 13 ديسمبر/ كانون الأول. واتهمت الهند منظمتين إسلاميتين ناشطتين في باكستان بتنفيذه لحساب أجهزة الاستخبارات الباكستانية وهو ما نفته إسلام آباد بشدة. وطالبت الهند باكستان بقمع منظمتي "لشكر طيبة" و"جيش محمد". وقامت إسلام آباد بخطوات ضد الجماعتين شملت القبض على قياداتهما وتجميد أرصدتهما.
العرض الباكستاني
وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد أعرب عن استعداده للقاء رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الأسبوع المقبل في نيبال على هامش اجتماع رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، شريطة أن يبدي الأخير انفتاحا مماثلا لتهدئة الوضع المتأزم بين الجارتين النوويتين مشيرا إلى رغبة بلاده في السلام.
كما ناشدت إسلام آباد الهند سحب قواتها من على الحدود حتى تتمكن باكستان من سحب التعزيزات التي أرسلتها في الآونة الأخيرة ردا على الخطوة الهندية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان إنه يتعين على الهند سحب قواتها إلى المواقع التي كانت عليها في وقت السلم تفاديا لمزيد من التوتر.
وجدد عزيز اقتراح بلاده بدء مفاوضات وإجراء تحقيق مشترك في الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي. وأضاف أن إسلام آباد طلبت من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي المساعدة على تهدئة الموقف.
من جهته اعتبر المتحدث العسكري باسم الحكومة الباكستانية أن الهند ستجد صعوبة في التراجع عن موقفها الحالي بعد نشر قواتها بكثافة على الحدود الباكستانية. وقال الجنرال رشيد قريشي في مؤتمر صحفي في إسلام آباد أمس إن هذه الحشود خلقت قوة دفع للتوتر، واعتبر أن نيودلهي وضعت نفسها في زاوية يصعب الخروج منها. وردا على سؤال عن إمكانية اندلاع حرب بين البلدين أوضح الجنرال الباكستاني أن حشودا عسكرية تزيد عن المعقول على الحدود أو خط الهدنة تعتبر تهديدا عسكريا.
واعتبر قريشي أن حجم ونوعية القوات التي حشدتها الهند على الحدود تشير إلى رغبتها في تدعيم قدراتها على شن هجوم عسكري، مؤكدا أن هناك صواريخ ضمن هذه الحشود.