الطيران الأميركي يقصف قرية شرقي أفغانستان
ـــــــــــــــــــــــ
قبائل البشتون تستنفر لرد عسكري متوقع بعد أنباء تحدثت عن إقدام القائد إسماعيل خان حاكم هرات على إعدام عدد من التجار البشتون
ـــــــــــــــــــــــ
وزارة الدفاع الأفغانية تؤكد مجددا أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موجود في مدينة ييشاور الباكستانية
ـــــــــــــــــــــــ
قصفت الطائرات الأميركية قرية في ولاية بكتيا شرقي أفغانستان الليلة الماضية وصباح اليوم. ولم تشر وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية التي نقلت الخبر إلى وقوع قتلى أو إصابات. وتستعد قوات برية من الجيش الأميركي للتوجه إلى قندهار لتحل محل قوات المارينز، في حين بدأت قوات بريطانية أول دورية مشتركة مع قوات أمن أفغانية في العاصمة كابل.
وعلى صعيد آخر أفاد موفد الجزيرة إلى قندهار أن المئات من التجار البشتون قتلوا على يد قوات حاكم هرات. وبشأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أكدت وزارة الدفاع الأفغانية مجددا أنه موجود في مدينة بيشاور الباكستانية وأنه أقام قاعدة له هناك.
فقد ذكرت وكالة الأنباء الأفغانية التي تتخذ من باكستان مقرا لها نقلا عن مصادر لم تسمها أن طائرات أميركية شنت موجات متتالية من القصف المكثف على قرية شيخان الواقعة على بعد 20 كلم غربي عاصمة الولاية غرديز. ولم تشر الوكالة إلى ما إذا كان الطيران الأميركي استهدف مواقع مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان موجودين في المنطقة أم لا.
وكان نحو 40 مدنيا قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح بعد أن قصف الطيران الأميركي قرية ناكا في ولاية بكتيا حسب ما أفاد به سكان القرية مساء الأربعاء الماضي، لكن وزارة الدفاع الأميركية شككت في هذه الأنباء وأكدت أنها قصفت مجمعا يختبئ فيه قادة طالبان والقاعدة.
وقد رفضت الولايات المتحدة مناشدة الحكومة الأفغانية لها وقف القصف الجوي، وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إن القوات الأميركية لن تستجيب لطلب الحكومة الأفغانية ما لم تنته المهمة التي جاءت من أجلها، مشيرا إلى أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان لحين تحقيق أهدافها.
قوات برية أميركية
وعلى صعيد العمليات العسكرية أعلنت بعض شبكات التلفزة الأميركية مساء أمس أن قوات برية من الجيش الأميركي تتأهب للتوجه إلى قندهار لتحل محل قوات مشاة البحرية "المارينز" المنتشرين في هذه المدينة الواقعة جنوبي أفغانستان.
وقالت القيادة المركزية للقوات الأميركية في تامبا بولاية فلوريدا إنها لن تتمكن من تأكيد هذا النبأ، لكن متحدثا باسم القيادة المركزية قال إنه لم تصدر أوامر بمغادرة هذه القوات مؤكدا أن أفراد القوة على علم بأنهم سيغادرون الولايات المتحدة عندما يتلقون الأوامر.
على صعيد آخر بدأت القوات البريطانية دوريات مشتركة هي الأولى من نوعها مع قوات الأمن الأفغانية في شوارع وسط كابل. وقام 15 جنديا بريطانيا يصطحبهم تسعة من قوات الأمن تابعون لوزارة الداخلية الأفغانية بدورية قصيرة قرب حديقة زارنغر.
وأوضح متحدث باسم القوات البريطانية أن هذه الدورية تعتبر طليعة قوات حفظ الأمن الدولية في أفغانستان "إيساف" التي ستبدأ بالوصول إلى كابل في الأسبوع الأول من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل. وبهذا الخصوص قال متحدث باسم القوات الألمانية أن مجموعة استطلاع من إيساف وتضم 16 بلدا ستغادر إلى أفغانستان الاثنين المقبل.
توتر قبلي
وعلى الصعيد المحلي أفاد موفد الجزيرة إلى قندهار أن المئات من التجار البشتون قتلوا على يد قوات حاكم هرات. وأوضح الموفد أن القيادة السياسية والأمنية في المدينة عقدت اجتماعا أمس لبحث الأنباء التي تحدثت عن إقدام القائد إسماعيل خان حاكم مدينة هرات على إعدام ما بين 150 و200 من التجار البشتون.
وأضاف أن الحكومة الأفغانية المؤقتة ستدرس الرد في حال تأكيد هذه الأنباء، مشيرا إلى حالة استنفار وسط قبائل البشتون من أجل رد محتمل يرجح أن يكون عملا عسكريا.
ومن شأن هذه العملية أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أفغانستان وربما إلى مواجهات مسلحة بعد إعلان إسماعيل خان أن قواته لن تنزع سلاحها إذا أعلنت الحكومة المؤقتة في كابل قرارا بهذا الشأن. وتتسم العلاقات بين القيادات الأفغانية بطابع قبلي رغم انضوائهم جميعا في جبهة موحدة.
بن لادن في باكستان
من ناحيتها جددت وزارة الدفاع الأفغانية تأكيدها أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موجود في مدينة بيشاور الباكستانية التي لا تبعد سوى 40 كلم عن الحدود الأفغانية وأنه أقام قاعدة له هناك.
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز إن بلاده لا تستبعد أن يكون أسامة بن لادن موجودا في أراضيها رغم القوات الكبيرة المكلفة بمراقبة الحدود الأفغانية. كما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال رشيد قريشي مساء أمس أنه "إذا ظهر بن لادن فسوف نقبض عليه".
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد أكد أن الولايات المتحدة لا تعرف مكان بن لادن لكنها لن تتوقف عن مطاردته.
وفي إطار ذلك أعلن مسؤول في المخابرات الباكستانية أن فريقا من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يضم عشرة عناصر يقوم باستجواب الأسرى من تنظيم القاعدة في سجن كوهات المركزي شمالي غربي باكستان. وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إن الأميركيين يقومون بالتحقيقات وحدهم ولا يطلعون الباكستانيين على النتائج، مشيرا إلى وجود أوروبيين من أصل عربي بين الأسرى لكنه لا يعرف عددهم بدقة.
وكانت صحيفة "دون" الباكستانية قالت اليوم إن فرنسيين مسلمين اثنين بين 150 محتجزا في سجن كوهات. وأضافت الصحيفة نقلا عن اعترافات أسرى من القاعدة وطالبان أن أسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر لايزالان على قيد الحياة. وكشف الأسرى للمحققين الأميركيين أن ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف عنصر من القاعدة لايزالون في أفغانستان على طول الحدود مع باكستان.