مشرف: باكستان لن تبدأ الحرب على الهند
ـــــــــــــــــــــــ
الرئيس الباكستاني يعلن أن بلاده لن تنقل قواتها من الحدود الأفغانية لتعزيز انتشارها على الحدود مع الهند على الرغم من التوتر الحالي
ـــــــــــــــــــــــ
المتحدث باسم الخارجية الباكستانية يطالب بسحب القوات الهندية إلى المواقع التي كانت عليها في وقت السلم تفاديا لمزيد من التوتر
ـــــــــــــــــــــــ
بوش يعلن أن الولايات المتحدة تسعى لتهدئة التوتر المتصاعد بين البلدين ويشيد بإجراءات مشرف ضد الجماعات الكشميرية
ـــــــــــــــــــــــ
أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن باكستان لن تبدأ أبدا الحرب على الهند وأعرب عن استعداده للقاء رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الأسبوع المقبل في نيبال. من جهته أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن الولايات المتحدة تريد إنهاء التوتر بين الهند وباكستان.
وقال مشرف في تصريحات للصحفيين إن بلاده تنشد السلام ولن تبادر أبدا إلى إشعال حرب. وأكد في تصريحات للصحفيين عقب مأدبة عشاء في القصر الرئاسي أن باكستان تمر بمرحلة حرجة للغاية مع استمرار التوتر على الحدود.
وأكد الرئيس الباكستاني استعداده للقاء رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي الأسبوع المقبل في مملكة نيبال على هامش اجتماع رابطة دول جنوبي آسيا للتعاون الإقليمي. وأعرب مشرف عن أمله في موقف مماثل من نيودلهي وقال إن فاجبايي يجب أن يبدي أيضا استعدادا من جانبه لعقد اللقاء.
وردا على سؤال عما إذا كان مستعدا للعمل ضد الجماعات الكشميرية التي تتخذ من باكستان مقرا لها أوضح مشرف أن السلطات بدأت بالفعل اتخاذ إجراءات. وقال إن بلاده تدرك مسؤوليتها في هذا الصدد وتعرف ما يتعين عمله.
كما أكد مشرف أن بلاده لن تنقل قواتها من الحدود الأفغانية لتعزيز انتشارها على الحدود مع الهند على الرغم من التوتر بين الجارتين. وقال إن القوات الباكستانية ستواصل مهامها على الحدود الأفغانية دون أي تخفيض في حجمها.
باكستان تسعى للتهدئة
وقد حثت باكستان الهند على سحب قواتها من على الحدود حتى تتمكن إسلام آباد من سحب التعزيزات التي أرسلتها في الآونة الأخيرة. واقترحت إسلام آباد مجددا عقد محادثات بين البلدين لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إنه يتعين على الهند سحب قواتها إلى المواقع التي كانت عليها في وقت السلم تفاديا لمزيد من التوتر.
وجدد عزيز اقتراح بلاده ببدء مفاوضات وإجراء تحقيق مشترك في الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي. وأضاف أن إسلام آباد طلبت من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي المساعدة على تهدئة الموقف.
من جهته اعتبر المتحدث العسكري باسم الحكومة الباكستانية أن الهند ستجد صعوبة في التراجع عن موقفها الحالي بعد نشر قواتها بكثافة على الحدود الباكستانية. وقال الجنرال رشيد قريشي في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إن هذه الحشود خلقت قوة دفع للتوتر. واعتبر أن نيودلهي وضعت نفسها في زاوية يصعب الخروج منها. وردا على سؤال عن إمكانية اندلاع حرب بين البلدين أوضح الجنرال الباكستاني أن حشودا عسكرية تزيد عن المعقول على الحدود أو خط الهدنة تعتبر تهديدا عسكريا.
واعتبر قريشي أن حجم ونوعية القوات التي حشدتها الهند على الحدود تشير إلى رغبتها في تدعيم قدراتها على شن هجوم عسكري مؤكدا أن ضمن هذه الحشود صواريخ.
وكانت الهند أعلنت في وقت سابق أنها ستسمح لطائرة الرئيس الباكستاني بالطيران في الأجواء الهندية لحضور مؤتمر زعماء جنوبي آسيا في نيبال الأسبوع القادم.
الهند تسعى لتأييد دولي
وفي هذا السياق دعا وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني إلى محاربة ما أسماه الأصولية مشيرا إلى أن المعركة ضد الإرهاب لا تنته ببن لادن.
وأضاف في تصريحات أن "المعركة هذه المرة لن تكون ضد أي بلد وإنما ستكون من أجل تحقيق نصر حاسم على الإرهاب". وأوضح الوزير الهندي أن بلاده سترحب بالحصول على تأييد دولي. إلا أنه أكد أن عدم الحصول على هذا الدعم لن يشكل مصدر قلق للهند.
الوضع الميداني
وكانت القوات الهندية والباكستانية قد تبادلتا القصف المدفعي مساء الخميس في ولاية كشمير المتنازع عليها, وأمر الجيش الهندي بإخلاء أكثر من أربعين قرية حدودية مما زاد المخاوف من نشوب حرب بين الجانبين. وقد نشرت الهند وحدات من قواتها على الحدود مع باكستان في ولاية البنجاب, وعززت القوات الباكستانية الإجراءات الأمنية في مرفأ كراتشي.
ويقوم كل من الجانبين بإرسال قوات ومعدات تشمل دبابات وطائرات مقاتلة ومدفعية لتعزيز حدودها في أكبر حشود عسكرية منذ 15 عاما. ويفر سكان قرى أصابهم الذعر من مناطق الجبهة الأمامية.
واشنطن تدعو للتهدئة
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى لتهدئة التوتر المتصاعد بين البلدين. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش أن وزير الخارجية كولن باول اتصل بالمسؤولين في الهند وباكستان لإقناعهم بضرورة إنهاء التوتر بين البلدين.
وفي تصريحات للصحفيين بمزرعته بكراوفورد في ولاية تكساس أكد الرئيس بوش أن باول يجري اتصالات شبه يومية بمسؤولي البلدين منذ حوالي أسبوع لمطالبتهما بالهدوء وضبط النفس.
وأشاد الرئيس الأميركي بالإجراءات التي اتخذها الرئيس الباكستاني ضد الجماعات الكشميرية في باكستان والتي شملت اعتقال 50 من عناصر هذه الجماعات. ووصف الرئيس الأميركي هذه الجماعات بأنها متطرفة وإرهابية على حد قوله.