شارون ينفي وجود مفاوضات مع الفلسطينيين
ـــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تقرر رفع الحصار جزئيا عن بيت لحم مع إبقاء الحد من تنقلات الرئيس الفلسطيني
ـــــــــــــــــــــــ
عريقات ينتقد مذكرة قريع/بيريز ويصفها بأنها مفهوم إسرائيلي لتكريس ما يطرحه شارون بشأن التوصل إلى حل انتقالي طويل الأمد
ـــــــــــــــــــــــ
حماس تدين العودة إلى التفاوض واللقاءات الأمنية وتقول إن حقوق الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية وانتفاضته هي الضحية لهذه اللقاءات
ـــــــــــــــــــــــ
استشهد فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في قطاع غزة. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وجود مفاوضات مع الفلسطينيين وأكد أنه عند استئنافها سيقودها شخصيا. في هذه الأثناء أكدت إسرائيل إبقاء الحظر المفروض على تنقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رغم إعلانها رفع الحصار جزئيا عن مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن دورية تابعة لقوات الاحتلال قتلت فلسطينيا مسلحا الليلة الماضية زعمت أنه كان يستعد لشن هجوم على هدف إسرائيلي، وأضاف أن الجنود عثروا على جثة الشهيد صباح اليوم قرب الطريق المؤدية إلى مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة، وادعى أن الشهيد الذي لم يذكر اسمه كان مسلحا بقذيفة مضادة للدبابات من طراز لاو ورشاش كلاشنكوف ويلف نفسه بمتفجرات.
من جهة أخرى أفادت مصادر الشرطة الإسرائيلية أنه عثر على مستوطن يهودي مقتولا قرب رام الله بالضفة الغربية بعد أيام من اختفائه، وأكدت أنه قتل على يد فلسطينيين لأسباب لم تتوضح بعد. وأضافت هذه المصادر أن المستوطن ذهب "ضحية تصفية حسابات".
مفاوضات
في هذه الأثناء أكد شارون في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أن الاتصالات التي يجريها وزير خارجيته شمعون بيريز مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) تقتصر على مسألة وقف إطلاق النار ووقف ما سماه بالإرهاب، مشيرا إلى أنها تجري بضوء أخضر منه.
وبعد أن أقر بتراجع المواجهات منذ إعلان عرفات وقف العمليات المسلحة وإحراز السلطة بعض التقدم في اعتقال الناشطين في حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، كرر مطالبته بفترة هدوء كامل قبل أي مفاوضات.
وقال "مع أننا نشهد تراجعا للاعتداءات الإرهابية فإنه لا يزال على السلطة الفلسطينية أن تفعل الكثير"، وأكد أنه لن تكون هناك مفاوضات قبل وقف المواجهات تماما. وأشار إلى أنه عند الشروع في المفاوضات فسيقودها شخصيا "وسيتم توجيهها" عن طريق مكتب رئيس الحكومة ووزير الخارجية.
في المقابل أكدت السلطة الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوب مع جهودها لوقف إطلاق النار. وقال ناطق باسمها في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن ذلك يشير بجلاء إلى إصرار شارون على مواصلة حربه على الفلسطينيين، منتقدا الصمت الدولي إزاء "جرائم" شارون ضد الشعب الفلسطيني.
في غضون ذلك بعث الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برسائل عاجلة إلى أكثر من أربعين دولة عربية وأجنبية يطالبها بالتدخل الفوري لإنقاذ الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة والناجم عن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وجدد عرفات في الوقت نفسه التزامه التام بقرار وقف إطلاق النار.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العودة من جديد إلى قنوات التفاوض واللقاءات الأمنية مع إسرائيل، وقالت إن حقوق الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية وانتفاضته هي الضحية لهذه اللقاءات والمفاوضات.
مذكرة قريع/بيريز
في غضون ذلك أثار الإعلان عن التوصل إلى مذكرة تفاهم قريع/بيريز جدلا في الوسط السياسي الفلسطيني، فقد وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات المذكرة بأنها "مفهوم إسرائيلي لتكريس ما يطرحه شارون بشأن التوصل إلى حل مرحلي انتقالي طويل الأمد"، وأشار إلى أن بنود المذكرة تسقط المرجعيات الدولية ولا تشير إليها وتسقط الاتفاقيات الدولية ولا تشير إليها.
وقلل وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث من الأمل في نجاح المحادثات بشأن استئناف مفاوضات السلام، وشدد على أن شارون لم يقم بتصديق أي من النقاط المطروحة للنقاش في مذكرة قريع/بيريز.
وقال شعث في مؤتمر صحفي عقده في غزة أمس إنه لا يريد أن يقلل من أهمية مذكرة العمل بشأن استئناف مفاوضات السلام لكنه لا يقبل المبالغة فيها، واعتبر أن إحدى النقاط الإيجابية في المذكرة التي أعدها قريع وبيريز هو أنها تغض الطرف عن مطالب شارون بأسبوع من الهدوء التام قبل استئناف المفاوضات.
رفع الحصار عن بيت لحم
وبينما أعلنت إسرائيل أنها قررت رفعا جزئيا للحصار المفروض على مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، فإنها أصرت على إبقاء الحظر على تنقل الرئيس الفلسطيني مما قد يمنعه أيضا من حضور احتفالات المسيحيين الأرثوذكس والأرمن الشهر القادم.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترفع الحصار عن مدينة بيت لحم هذه الليلة بهدف تسهيل مظاهر الاحتفال والسماح للمسيحيين بالوصول إلى الأماكن المقدسة دون صعوبات. وأضاف متحدث باسم وزارة الدفاع أن القوات الإسرائيلية ستواصل انتشارها في المنطقة. ولم يذكر بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية ما إذا كان سيعاد فرض الحصار عقب إجازات عيد الميلاد أم لا.
ولكن مصادر في السلطة الفلسطينية في بيت لحم قالت اليوم الجمعة إنها لم تر تغيرا في انتشار القوات الإسرائيلية. وتفرض القوات الإسرائيلية حصارا خانقا علي الضفة الغربية وغزة منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية قبل 15 شهرا.
وفي السياق نفسه قال متحدث إسرائيلي إن الحظر على تنقلات الرئيس الفلسطيني لا يزال مستمرا. وقال رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل لن تسمح لعرفات بحضور احتفالات عيد الميلاد لدى المسيحيين الأرثوذكس التي ستجرى في بيت لحم في السادس من الشهر القادم. وتزعم إسرائيل أن عرفات لم يبذل ما يكفي لكبح المسؤولين عن الهجمات التي يفجر فيها الفلسطينيون أنفسهم والتي أودت بحياة عشرات الإسرائيليين. واعتقل عرفات أكثر من 100 من نشطاء المقاومة وأغلق مكاتبهم.